من مباحثات جانبية اجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة، الى اجتماع دولي ثلاثي اميركي- سعودي- فرنسي انتقل ملف لبنان بمختلف جوانب ازماته، عاكسا استمرار حضوره على اجندات الدول الكبرى التي مازالت رغم انشغالاتها بالقضايا الكبرى العالمية، تفرز له حيزا في اجنداتها، وقد خطّت له امس خريطة طريق واضحة حددت فيها مسار الخلاص وكيفية انهاء درب الجلجلة القابع فيها منذ اكثر من ثلاث سنوات، فإن كان من بين اركان السلطة السياسية في بيروت من يرغب بذلك بعيدا من مناورات المحاور وصفقات الممانعة، فليتبعه…
وفي قلب البيان الدولي المشترك اشارة وتحذير مبطن عنوانه اتفاق الطائف في رسالة لا بدّ حرصت الدول الثلاث على بعثها الى اللبنانيين مفادها اياكم والمسّ بالدستور او محاولة تغييره، وهي على الارجح لديها من الاسباب ما يكفي للتحذير والتذكير، خصوصا ان سفير المملكة في لبنان وليد البخاري اعقب البيان بتغريدة اضاء فيها على الطائف “المؤتمن على الوحدة والسلم الاهلي”، وسبقه الى تأكيد التمسك به الرئيس ميقاتي في كلمته من على المنبر الاممي قائلا “نلتزم باتفاق الطائف ونرفض المس به”.
فقد إلتقى ممثلو كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية لمناقشة الوضع في لبنان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعبرت الدول الثلاث عن دعمها المتواصل لسيادة لبنان وأمنه واستقراره. وشددت على أهمية إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها بما يتوافق مع الدستور. واعتبرت أن انتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتغلب على الأزمة الحالية أمر بالغ الأهمية. ودعت الدول إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والإقتصادية المطلوبة بشكل عاجل لمواجهة أزمات لبنان السياسية والإقتصادية، وتحديدًا الإصلاحات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وأشارت إلى أنها على أتم إستعداد للعمل بشكل مشترك مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإجراءات الإصلاحية الأساسية التي تعتبر ضرورية لازدهار البلاد واستقرارها وأمنها في المستقبل.
وأكدت الدور الحاسم الذي يواصل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تأديته، بصفتهما المدافعين الشرعيين عن سيادة لبنان واستقراره الداخلي، في حماية الشعب اللبناني في وقت أزمة لم يسبق لها مثيل. وشددت الدول الثلاث على ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن الدولي 1559 و1680 و1701 و2650 وغيرها من القرارات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة عن جامعة الدول العربية، وأن تلتزم باتفاق الطائف الذي يحفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان.
ليس بعيدا، غرد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري عبر حسابه على “تويتر”: “بيان مُشترك “سعودي -أميركي – فرنسي” رسالتهُ: إتفاق الطائف هو المؤتمنُ على الوِحدةِ الوطنيّةِ وعلى السِّلمِ الأهلي في لبنان”.
التزام القرارت الدولية
في الامم المتحدة دائما، أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التزام لبنان بالقرارات والمواثيق الدولية، شاكراً قوات “اليونيفيل” جهدها لضمان الاستقرار في جنوب لبنان بالتعاون مع الجيش اللبناني. وتعهّد في كلمة ألقاها على منبر الأمم المتحدّة “باتخاذ التدابير الإصلاحية”، قائلا “لا غنى للبنان عن الدول العربية التي ينتمي لها ونلتزم باتفاق الطائف ونرفض المس به”.
وناشد “الدول الشقيقة والصديقة أن تكون إلى جانب لبنان في محنته الراهنة وأن تؤازره للخروج منها ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب وبنية الدولة ونتطلع إلى إعادة عقد مؤتمر أصدقاء لبنان”. ولفت ميقاتي إلى أنّ “أزمة النزوح باتت أكبر من طاقة لبنان”، موضحاً أنّ “الحلّ المستدام الواقعي الوحيد هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة إلى سوريا في سياق خارطة طريق ينبغي أن يبدأ العمل عليها في أسرع وقت وتوفير مساعدات إضافية نوعية للدولة اللبنانية”.
لدعم العرب
اما في الداخل، فطلب رئاسي ايضا لمساعدة الخارج. اذ في خلال استقباله في قصر بعبدا اتحاد المحامين العرب، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان انعقاد الدورة الأولى للاتحاد على ارض لبنان هو فعل ايمان به وبما يشكله من ملتقى لاخوانه العرب وللحضارات الانسانية على تنوعها. وإذ عدد الرئيس عون الأزمات التي واجهها لبنان في السنوات الأخيرة، والتي أفضت الى اندلاع أزمة اقتصادية ومالية حادة، فانه دعا الدول العربية إلى الوقوف الى جانب الشعب اللبناني، ودعمه، ليتمكن من اجتياز النفق الحالي.
ارتفاع مجددا
على هذا الخط، اي معيشيا واقتصاديا، ارتفع سعر صفيحة البنزين امس بنوعيه 95 و98 اوكتان 29 ألف ليرة لبنانية. وشهد سعر صفيحة المازوت ارتفاعاً كبيراً بلغ 44 ألف ليرة، كذلك ارتفع سعر قارورة الغاز 13 ألف ليرة.
اجتماع غني
ليس بعيدا، عقد اجتماع في المجلس النيابي، بين لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وبعثة الاتحاد الاوروبي التي تضم ٢٠ سفيراً. وقال كنعان بعد الاجتماع: انه كان غنياً وتطرق لكل المواضيع ابرزها التشريعات المطلوبة و ملف النازحين السوريين ولاول مرة تطرقنا بالمباشر للعوائق العملية والحقيقية والمطلوب تعاون بناء ان كانت هناك فعلاً ارادة بإنقاذ لبنان وانجاز خطة تعاف. اضاف: كيف نقبل ان تكون ضريبة الموازنة على سعر صيرفة وفي الوقت نفسه ندفع الرواتب للمواطن على سعر ١٥٠٠. يجب ان يكون هناك حوار بناء مع المجتمع الدولي للتوصل مع صندوق النقد الى حل ياخذ بعين الاعتبار وضع اللبنانيين.
الموازنة
ويأتي هذا اللقاء في وقت يعقد مجلس النواب الاثنين المقبل جلسة لدرس واقرار موازنة العام 2022 بعد ان طار نصاب مناقشتها الاسبوع الماضي.
The post البيان السعودي – الأميركي – الفرنسي: إياكم والمسّ بالدستور أو الطائف appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.