14 January, 2025
تأثيرات مستويات نمو بلدان الشرق الاوسط – لفترة
Spread the love

بقلم مروان اسكندر

قبل عاصفة غزة التي تميزت بان المهاجمين رغم جميع الاحتياطات من قبل اسرائيل للتحكم بحركات انتقال المنتجات ما بين غزة والاراضي المحكومة من قبل اسرائيل لم تؤت النتائج المرجوة.

ان محازبي حماس استفادوا من قرب المستوطنات غير الشرعية التي اقامتها اسرائيل حتى بعد اتفاقات وقف انشاء المخيمات في اتفاق بين ياسر عرفات واسحاق رابين انجزت بحضور ومباركة الرئيس كلينتون.

الاسرائيليون لم يتقيدوا بالتزاماتهم بالنسبة للمستوطنات وعبء  وطأ ة  الحكم الاسرائيل ي على اهالي غزة اسهم في تخفيض سرعة انجاز مشاريع البنية التحتية واهل غزة يتذكرون جيًدًا ان شركة BP اي شركة النفط البريطانية انجزت استكشاف موارد نفطية في شواط ئ غز ة منذ سنوات والشركة البريطانية حققت في حينه اتفاقات على نفقات الاستكشاف  وتطوير ضخ بعض النفط وتحقيق تقدير علمي للكميات الكامنة بانتظار التطوير، والشركاء الفلسطينيين كانوا من اهم رجال الاعمال الفلسطينيين العاملين في شركات انجاز عقود مهمة  في الدول العربية وعلى انجاز مشاريع تجارية في بعض بلدان الخليج.

حينما انجزت اعمال الحفر وظهرت تكاليف التطوير توجهت شركة BP للمساهمين بضخ استثمارات اكبر في عملية تطوير نفط غزة، وهنا دخلت اسرائيل على الخط وفرضت من اجل السماح للشركة بالعمل،  ان تخصص  60%  من الانتاج لحاجات اسرائيل ، وال40% تذهب الى المستثمرين كما ان تصدير النفط، كما اعتبر الإسرائيليون يجب ان يتم في المراف ئ الواقعة في منطقة سيطرة اسرائيل.

لقد اثبت اكتشاف النفط مقابل غزة في تدعيم النظرية التي اطلقها الاميركيون بان الامتداد الشرقي لحوض المتوسط هو بالفعل غني بموارد الغاز  في المكان الاول والنفط ومع ان دراسة الثروات الباطنية لمنطقة ممتدة من تركيا وحتى الحدود المصرية كانت واعدة، تطور البحث والتنقيب كان بطيئاً والمبادرات الاولى كانت لشركات نفطية تألفت في اسرائيل مع مشاركات اجنبية نتج عنها اكتشافات كبيرة للغاز والنفط حتى ان احد هذه الحقول اسمي بLeviathan  اي الحقل العملاق. لم تصبح اسرائيل مصدرة للنفط والغاز حتى تاريخه وشركة اسرائيلية قبرصية توصلت منذ فترة قريبة الى اكتشاف حقل واعد اسمي باسم قبرص لا تزال انتاجه كميات صغيرة نسبياً تستخدم في انتاج الكهرباء في قب رص، وحاجات قبرص لاستيراد الغاز ومشتقات النفط المناسبة لانتاج الكهرباء بسيطة نسبة الى دخلهم القومي، الذي يرتكز في مجال الطاقة الى المراوح الهوائية  للانتاج ،  كما  للألواح الزجاجية التي تؤمن النسبة الكبرى من حاجات المنازل والفنادق والمناطق السياحية.

استناًدًا الى هذه التطورات لا يجوز ان نفقد الامل في لبنان عن العثور على الغاز من المناطق البحرية المتاخمة  اضافة لبعض النفط وربما استعادة البحث عن النفط في منطقة عكار.

الامر غير المعروف بصورة واسعة ان اتجاه اسعار النفط الى مستوى 100 دولار للبرميل سيؤدي الى استعادة موجات الغلاء في البلدان الاوروبية  وال ى  حد ما في البلدان الشرق اوسطية غير النفطية.

اذا  تفحصنا مستقبل البلدان العربية الشرق اوسطية نجد ان ارتفاع اسعار النفط والطاقة اضافة الى خسائر الهزات التي ادت الى آلاف الوفيات ف ي سوريا وتركيا واضفنا الى كل ذلك  الخسائر في الارواح، في اسرائيل، وفي غزة ومحيطها، واذا احتسبنا نزوح رأس  المال  البشري  من بلدان كسوريا، وتركيا،  ولبنان، من الصعب تصور استعادة هذه البلدان لحيوية الانجاز والانصراف الى بناء مستقبل لابناء القرن الواحد والعشرين.

بالتأكيد تدفق المعونات من اوروبا، والولايات المتحدة، وبصورة خاصة من الصين التي تسعى الى تركيز قواعد طريق الحرير الذي يربط الصين بالشرق الاوسط واوروبا  سنشهد تحولاً في الثقل الاقتصادي للصين وربما بعض بلدان الخليج، وربما ايران اذا تمكنت من اعادة العلاقات الطبيعية مع غالبية بلدان المنطقة.

والامر الذي يشغل القيادات السياسية في الشرق الاوسط كيفية اعادة البناء ومن اين سيتوافر المال، واوروبا غير مزدهرة، والولايات المتحدة قد تواجه ازمة على صعيد حفظ قيمة الدولار  والمصدر  الاساسي للمعونات والمنتجات المتجانسة من الذكاء الاصطناعي ستكون الصين التي عليها ان توازن ما بين بعض التزاماتها. فالصين انفتحت بقوة على تمويل المشاريع  في البلدان الافريقية، وعلى سبيل المثال وفرت لزمبيا  76  مليار دولار وهنالك تأخر عن التسديد دون عقوبات حتى تاريخه ، فزمبيا تحتوي على ثروات طبيعية تسهم الصين في استخراجها.

اسوأ الاوضاع الاقتصادية نتيجة الحرب في غزة اذا تم التوافق على ايقافها وتأسيس دولة فلسطينية. فالخراب  المتوسع والكثافة السكانية تحديات كبرى والقدرة على استقطاب المعونات انحسرت،  وها نحن نشهد الكونغرس  ا لاميركي يؤخر طلب اعانة اضافية لاوكرانيا، وبعض البلدان الاوروبية اعلنت عن تمنعها من تامين مساعدات اضافية، ولبنان الذي اصبح منهكًا اقتصادياً، وخاصة اذا استقطب لمساندة حماس وتعرض لحرب مع اسرائيل، سيفقد القدرة على النمو والحماس لاهله في تحمل المشقات والاعتكاف السياسي عن الانجاز  وربما اذا انحسر حكم الاسد  في سوريا وانسحبت القوات الاجنبية واستعادة سوريا منافع استقطاب ابنائها المتعلمين قد يكون هنالك فرصة من اجل تحقيق بعض التقدم استعادة لبنان وسوريا سياسة الجوار التي كانت سائدة حتى منتصف السبعينات.

The post تأثيرات مستويات نمو بلدان الشرق الاوسط – لفترة appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات