شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – هُزمت أيّاً ستكون النتيجة
Spread the love

الدعم الدولي للصهاينة في السياسة والمال والسلاح وهرولة الرؤساء الزائرين الى الكيان المحتل لن يستطيعا أن يمحوا الحقيقة الصارخة: إن عملية «طوفان الأقصى» هزمت إسرائيل ووضعتها على طريق الزوال، مهما طال الزمن، وهو لن يطول. وتكفي متابعة ما يقوله ويكتبه ويصرّح به إعلاميون كبار وسياسيون وباحثون، داخل كيان الاحتلال وخارجه، لاسيما في كبريات وسائط الإعلام الأميركية والأوروبية، ليتأكد أن القراءة الموضوعية للطوفان تبين أن شمس اسرائيل باتت على أفق الغروب. عندما تستطيع حماس أن تخرق أهم جدار دفاعي في التاريخ، قديمه والحديث (تسعة أمتار فوق الأرض وتسعة تحتها لتدارك الأنفاق، مزود بأحدث تكنولوجيا العصر، ناهيك بأجهزة المخابرات والأمن والقوى العسكرية المزعومة أنها لا تُقهر…) عندما تخرق حماس ذلك كله فهذا يكشف أمرين متلازمين: نباهة وقوة وتصميم حماس من جهة وتخاذل العدو وضعفه من جهة ثانية.

بعد ثمانٍ وأربعين ساعة على انهمار الطوفان كانت إسرائيل لا تزال غارقة في الصدمة الى حدّ التيه والضياع، الى أن جاء الخبراء الأميركيون الذين تفتقت عبقرية إجرامهم عن حرب الإبادة التي لا يجيد الصهيوني سواها، لان الذين أوجدوا إسرائيل وزرعوها في أرضنا المقدّسة يدفعون بطاقاتهم كلها معها، ولعلهم باتوا يدركون أن هذا الكيان الهجين لن يستمر مهما طال أمد الظلم.

وفي تقديرنا أن ما يعطي الدعم للإسرائيلي هو ما يضعف الفلسطيني المقاوم. لأن البيئة العربية ليست في وارد القرارات التاريخية(…) ولن نُسهب في هذه النقطة التي تعرفها الشعوب العربية جيداً، التي عبّرت بما تملك من قدرة على الحراك والدعم المعنوي للقضية الفلسطينية بالتظاهرات التي لم تتوقف تنديداً بحرب الإبادة والمشاركين فيها (الأميركي تحديداً) وداعميها، وهو موقف معنوي سرعان ما تخطّى الإقليم الى عواصم دول العالم ومدنه الكبرى كافة.

وإذا كان التسونامي الجماهيري لا يشكل «قبة حديدية» تتصدى لآلة الدمار الإسرائيلية المتوحشة، فمن شأنه على الأقل أن يشكل ضغطاً على الحكومات الغربية التي، مهما كابرت، تبقى تحاذر الخروج على إرادة مواطنيها.

وفي المطلق لن يستطيع الاحتلال أن يستمر، ولنا خير دليل في الحروب السابقة التي انتهى معظمها في مصلحته، ومع ذلك اشتد الصراع ضراوةً، بالرغم من المعاهدات والاتفاقات المشبوهة، والأخطر أن أبناء الجيلين الفلسطينيين الخامس والسادس الذين لم يكن آباؤهم قد وُلدوا سنة 1948، أثبتوا أنهم أكثر تمسكاً بالحق الفلسطيني، وأشد بأساً من الآباء والأجداد، وهذا هو السلاح الأمضى في أيدي حماس وسائر المقاومين، قَدْرَ ما هو سلاح الإبادة الذي انفجر وسيظل ينفجر في وجه الكيان الغاصب ليدفعه الى قدره المحتوم.

[email protected]

The post شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – هُزمت أيّاً ستكون النتيجة appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات