29 March, 2024
Search
Close this search box.
اتهام شقيق حسن روحاني المسجون بتلقي رشاوى في قضية جديدة
Spread the love

بعد انتهاء ولاية الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، ترددت الكثير من الأنباء حول احتمال محاكمته، وهو أمر دقيق وحساس يتطلب تلقي ضوء أخضر من أعلى سلطة في البلاد. وبما أن ذلك قد يمس بسمعة إيران، فقد تغير اتجاه بوصلة الاتهامات إلى شقيق روحاني ومساعده، حسين فريدون، التي وجّهت إليه تهمة تلقي رشاوى بمليارات التومانات من مديري شركة كروز الإيرانية لإنتاج قطع غيار بهدف التأثير على الانتخابات البرلمانية. ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن هذه المحاكمة “انتقائية” وتأتي ضمن فصول الصراع بين أجنحة السلطة في إيران.

عُقدت الجلسة الأولى من المحاكمة في قضية شركة كروز، اليوم الأحد، واستند الادعاء خلالها إلى تقرير صادر عن “منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني” ويتهم حسين فريدون بتلقي 16 مليار ريال إيراني من مديري التصنيع في هذه الشركة عام 2015.

فريدون بالسجن في قضية فساد أخرى

يذكر أن حسين فريدون يقبع في السجن حالياً بعد إدانته بالفساد في قضية أخرى، حيث حُكم عليه بالسجن 5 سنوات في سبتمبر 2019 في قضية تلقيه رشوة في إطار ملف متصل بدائني البنوك الإيرانية.

والآن يواجه حسين فريدون تهمة تلقيه ما مجموعه 18 مليار ريال إيراني من المديرين التنفيذيين لشركة كروز في ثلاث مناسبات، وذلك للتأثير على “الانتخابات البرلمانية التاسعة” التي شهدتها إيران. وقال ممثل النيابة العامة إن هذا المبلغ دفع لحسين فريدون من أجل “تسهيل أعمال” شركة كروز.

وفي ابريل 2021، زودت مجموعة “عدالة الإمام علي” الإلكترونية، التي اخترقت كاميرات سجن إيفين مؤخراً، إذاعة “فردا” الأميركية الناطقة بالفارسية بوثائق تضمنت قائمة بـ”السجناء الخاصين” القابعين في ذلك السجن، وذُكر اسم حسين فريدون من ضمن تلك القائمة.

وبحسب تلك الوثائق، كان حسين فريدون في “إجازة من السجن”، عندما وقع الهجوم الإلكتروني. كما انتشرت في الأيام الماضية أنباءتفيد بالإفراج عن حسين فريدون، الأمر الذي نفاه مسؤولو منظمة السجون الإيرانية.

حسن روحاني وحسين فريدون
حسن روحاني وحسين فريدون

في سياق متصل، يحاكم أيضاً حالياً مديرون تنفيذيون في شركة كروز وذلك بتهمة ارتكابهم “أنشطة إجرامية في مجال التهريب المهني المنظم لقطع غيار السيارات” بقيمة 34 ألف مليار تومان.

ومن المتهمين، أحد العاملين السابقين في “بنك صادرات” الإيراني مسعود أحمدي زادة الذي هرب إلى الخارج، ومحمد علي بور فطرتي وهو إيراني-كندي موجود أيضاً في الخارج.

محاكمات انتقائية للفاسدين

قد يبدو للوهلة الأولى أن القضاء الإيراني يتصرف وفقاً لمصلحة البلاد لمحاربة الفساد، إلا أن هناك الكثير من حالات الفساد التي تصوب فيها أصابع الاتهام لكبار المسؤولين إلا أنهم لا يزالون في مناصبهم دون أن يتعرض لهم القضاء، الأمر الذي يكشف التعاطي الانتقائي مع المتهمين وفقاً لمتطلبات الصراع بين أجنحة النظام في إيران.

على سبيل المثال لا الحصر، كان الصحافي الإيراني ياشار سلطاني نشر في عام 2017 ملفات حول عمليات فساد بملايين الدولارات في مجلس بلدية طهران وذلك أثناء رئاسة محمد باقر قاليباف لبلدية العاصمة. وكانت الوثائق والأدلة تشير إلى منح عدد كبير من العقارات للعديد من الأفراد والمنظمات بشكل غير قانوني وبتوقيع من قاليباف.

إلا أنه بعد نشره تلك الأدلة التي أكدت تورط الرئيس الحالي للبرلمان وعمدة طهران السابق، قاليباف، ألقي القبض على الصحافي سلطاني وأصدر القضاء الإيراني حكماً عليه بالسجن 13 شهراً بتهمة “نشر الأكاذيب”.

بدوره، أكد محمد علي نجفي، وهو رئيس مجلس طهران السابق، في تصريحات سابقة أن مليارات الدولارات من أموال البلدية اختفت خلال فترة رئاسة قاليباف التي استمرت 12 عاماً.

وفي الصيف الماضي جدد سلطاني وصحافيان آخران وعضو البرلمان عن طهران مصطفى مير سليم نفس الاتهامات ضد قاليباف. وتضمنت إحدى التهم الاحتيال على بلدية طهران بقيمة 26 مليون دولار في عمليات نقل ملكية غير قانونية.

وقد قرر البرلمان الجديد، الذي انتخب قاليباف في يونيو الماضي رئيساً له، مقاضاة المتهمين. وفي حين اعترف القضاء الإيراني في أغسطس الماضي بأنه تم اعتقال نائب سابق على صلة بهذه القضية، إلا أن قاليباف الذي تربطه صلات عائلية بالمرشد علي خامنئي، لم توجه له أي اتهامات كما لم يستجوب في القضية، على الرغم من استدعاء نائبه السابق للمحكمة.

من هو حسين فريدون؟

حسين فريدون هو شقيق حسن روحاني، كما كان مساعداً خاصاً للرئيس الإيراني السابق ومستشاراً لوزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف.

فريدون مع ظريف في فيينا في 2015 خلال مفاوضات الاتفاق النووي
فريدون مع ظريف في فيينا في 2015 خلال مفاوضات الاتفاق النووي

وكان فريدون عضواً في فريق التفاوض النووي الإيراني خلال المفاوضات التي انتهت بالتوقيع على الاتفاق النووي في عام 2015.

في بداية الثورة الإيرانية عام 1979، كان فريدون حاكم مدينة نيسابور وثم حاكم مدينة كرج. وعُيّن لاحقاً سفيرا لإيران في ماليزيا، كما كان سفير إيران الثقافي لدى الأمم المتحدة.

وكان فريدون يحضر معظم اجتماعات مجلس الوزراء للحكومة الإيرانية السابقة.

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات