22 January, 2025
ادعاء خاطئ يفيد بأن الفيروسات من صنع الإنسان
Spread the love

ادعاء خاطئ يفيد بأن الفيروسات من صنع الإنسان

كيت أتكينسون

الادعاء

قائمة براءات اختراع تُعتبر دليلًا على أن الفيروسات والأمراض من صنع الإنسان.

حكمنا

خطأ. فطلبات براءات الاختراع تشير إلى اكتشافات أدوية أو علاجات أو أبحاث، ولا تعني أبدًا أن الفيروسات من صنع الإنسان.

AAP FACTCHECK – تمت مشاركة قائمة تحمل أرقام براءات اختراعٍ على وسائل التواصل الاجتماعي، مع الإعتقاد  بأنها دليل على أن أمراضًا مختلفة مثل الإيدز والإيبولا وجنون البقر أمراضٌ من صنع البشر.

ولكن هذا خطأ. فبعض براءات الاختراع المدرَجة لا وجود لها، بينما كان البعض الآخر مخصصًا لعلاجٍ، أو لقاحٍ محتمل، أو لإصدارات معدلة، أو تسلسل جينومي لأحد مسببات المرض. ولكن هذا لا يعني أن ذلك الفيروس أو المرض قد صُنع على يد البشر. 

يظهر الادعاء في منشور فيسبوك ويضم قائمة بالفيروسات والأمراض إلى جانب أرقام براءات اختراع. يقول المنشور: “لا يمكنك توثيق أي شيء كبراءة اختراع إن كان يحدث بشكل طبيعي – لذلك سيتوجب “تعديله” إذا حدث أي تغيير طفيف…”. 

تتضمن قائمة براءات الاختراع هذه بعض براءات اختراعٍ انتهت صلاحيتها أو أخرى غير موجودة من الأساس.

وتضمّن منشور آخر على فيسبوك قائمةً مماثلة، مع نص يقول: “تلميح: لا يمكن توثيق المنتجات الطبيعية ببراءة اختراع: إلاَّ المنتجات التي صنعها الإنسان فقط. لأنه يتم تطويرها في مختبر.”

براءات الاختراع هي أحد أنواع الملكية الفكرية المصممة لحماية الاختراعات الجديدة كالأجهزة أو المواد أو الطرق أو العمليات.

المواد البيولوجية في حالتها الطبيعية، أي التي لم يتم عزلها أو تعديلها أو إعادة تجميعها، غير مؤهلة للحماية ببراءات اختراع، ولكن يمكن منح براءة اختراع إذا حدث ذلك، وهو ما يُعتبر مثاليًا للبحث وتطوير اللقاحات.

أول رقم براءة اختراع في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي هو 5676977، والمدرج بجوار مرض الإيدز – أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

هذا الرقم ليس رقم براءة اختراع لأي من الإيدز أو فيروس نقص المناعة البشرية، بل رقم براءة اختراع “أجهزة البلورات الجزيئية رباعية أكسيد التيتراسيلفر”، التي أمل مخترعوها أن تقدم علاجًا للمرض.

تم تقديم طلب براء الاختراع هذا في عام 1996 ولكن انتهت صلاحيته منذ ذلك الحين. 

أما رقم براءة الاختراع 8835624 فيتوافق مع فيروس (H1N1)، الذي يسبب أنفلونزا الخنازير. وهذا الطلب لم يكن عن اكتشاف الفيروس نفسه، بل لما يُسمى بـالأبتمرات – وهو ضفيرة حمض نووي (DNA) أو حمض نووي رِّيبوزي (RNA) يمكن أن ترتبط بجزيئات معيّنة على سطح مسبب المرض. كان المخترعون يأملون أن يساهم في اكتشاف فيروس (H1N1). 

تتعلق إحدى براءات الاختراع الأخرى بسلالة معزولة من فيروس الإيبولا.

براءة الاختراع التي تحمل الرقم 20120251502 هي براءة اختراع قدمتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في عام 2009 والتي تغطي تكوين (EboBun)، وهو إحدى سلالات فيروس الإيبولا.

هذا ليس الفيروس الأصلي، بل سلالة تم التعرف عليها وعزلها لدى مريض في أوغندا، وتمت حمايتها لضمان إجراء المزيد من الأبحاث وتطوير اللقاحات والاختبارات مستقبلًا. 

ومنذ ذلك الحين، تم التخلي عن براءة الاختراع تلك.  

في حين ترتبط براءة الاختراع التي تحمل الرقم CA2741523A1 أيضًا بـ EboBun، وليس بأنفلونزا الخنازير كما يقول المنشور.

وقد تم تقديم طلبها من قبل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إلى مكتب الملكية الفكرية الكندي (CDC)، وهي تغطي نسخة معزولة من نفس الفيروس.  

يدعي المنشور أن براءة الاختراع رقم 0070031450A1 تخص اعتلال الدماغ الإسفنجي البقري (BSE)، وهو حالة تنكسّية عصبية لدى الأبقار والتي تُعرف باسم مرض جنون البقر. 

لا توجد براءة اختراع تطابق هذا الرقم، ولكن هناك طلب براءة اختراع مهجور خاص بتركيبة لقاح حيواني تحت رقم مختلف برقم واحد وهو 20070031450A1.

وبالمثل، فإن (ATTC VR-84) في المنشور، المدرج إلى جانب فيروس زيكا، ليس رقم براءة اختراع.  قد يكون اسم (ATTC) خطأ إملائيًا يُقصد به (ATCC) – وهي المؤسسة الأمريكية لجمع العينات البيولوجية – وهي مؤسسة تختص في جمع العينات الميكروبيولوجية وتخزينها.

تدعي منشورات وسائل التواصل الاجتماعي خطأً أن مرض جنون البقر قد تم تسجيله كبراءة اختراع.

أما VR-84 فهو اسم سلالة فيروس زيكا المدرجة على موقع المؤسسة الأمريكية لجمع العينات البيولوجية (ATCC).

ويذكر المنشور رقمين لبراءة اختراع (SARS) وهي المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة. 

طلب براءة الاختراع رقم 7897744 كان قد تم تقديمه من قبل وكالة الصحة العامة الكندية في عام 2004، وهو يغطي التسلسل الجينومي لمتلازمة (SARS) لغرض التشخيص والعلاج.

أما الرقم 8506968 فهي براءة اختراع منتهية الصلاحية لتركيبة لقاحٍ كانت قد شملت جزيئات فيروسية معدّلة.

براءة الاختراع الأخيرة المدرجة كانت تحمل الرقم 10130701، وهي تغطي نسخة ضعيفة من فيروس كورونا يمكن استخدامها لتطوير لقاح حيواني.

وفيروس كورونا هو مصطلح شامل لعدد كبير من الفيروسات التي تسبب المرض لدى البشر والحيوانات.

أفادت رويترز إن براءة الاختراع التي قدمها معهد بيربرايت في عام 2015، وهو معهد أبحاث بريطاني يختص في دراسة الأمراض المعدية لحيوانات المزارع، تعود لفيروس التهاب الشُعب الهوائية الذي يصيب الطيور، ولا علاقة لها بفيروس (SARS-CoV-2)، وهو الفيروس الذي يسبب كوفيد-19. كما دحضت كل من رويترز و Full Fact هذا الادعاء.

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات