الثقافة تعتبر واجهة الجزائر في تحدياتها نحو البروز والازدهار على جميع الأصعدة.
ـ محمد ناصر تايب فنان حساس من الزمن الجميل, تأقلم مع ظروفه الاجتماعية الصعبة, عاش حلوها ومرها قانعا ومدركا أن الخطوات نحو المستقبل يلزمها الثبات والصبر على وخز أشواكها وخضخضة مطباتها, كافح وانتصر فأصبح من الفنانين الشغوفين بكتابة السيناريوهات, بحيث احتضنه المسرح البودواوي, وبذلك نجح في كتابة العديد منها, مثل عمارة الحاج لخضر, من دوار لدولار, وجع امرأة ( سلم للمنتج على أمل أن يصور هذه السنة), الراهبة, كما كانت له أيضا أعمال مشتركة مثل النفق, إيزوران, أواش أواش بالأمازيغية.
س1: من هو الفنان محمد ناصر تايب؟
ـ أولا أشكر Oz Arab Media على كرم الضيافة الراقي والاحتواء المفيد, والحوار الشيق الذي أعادني إلى الزمن الجميل, ببركاته وجمال ذكرياته, حتى وإن كان قاسيا في بعض محطاته. محمد ناصر تايب, ابن مدينة بئر العاتر ولاية تبسة, متزوج وأب لأربعة أطفال, تقني سامي في الصحة, وخريج مدرسة السمعي البصري بعنابة كمخرج مساعد, كانت بدايتي الفنية مع الفرقة الكشفية الوحيدة على مستوى بلدية بئر العاتر سنة 1967, التي يترأسها المجاهد فرحان علي, وكنت وقتها أعشق التمثيل وأميل إلى الفكاهة, وبعد وفاة الوالد رحمه الله وزواج الوالدة, انتقلت إلى الجزائر العاصمة, لتبدأ رحلتي الاجتماعية والفنية على دروبها الصعبة.
س2: كيف اقتحم محمد ناصر تايب عالم الثقافة والفن؟
ـ اقتحام عالم الفن والثقافة صعب للغاية وخاصة إن كان المبتدئ في بداية مشواره, فقد كانت أول مسرحية لي بعنوان “البلدوزر”, والتي نالت عدة جوائز داخل الوطن, ثم مسرحية ” الرمول ” مع المسرح البودواوي, والتي نافست عدة عروض ونالت الجائزة الأولى بمسرح حسان الحساني بالمدية, وقد كان لها صدى فني كبير في ذلك الوقت, وهي من إخراج المخرج المسرحي المعروف دراوي سيد أحمد, ثم يليها العمل المسرحي “جدران من كرطون”.
بعد هذا النجاح, تعرفت على الممثل لخضر بوخرص وعرض عليّ كتابة مسلسل, حينها لم تكن لي خبرة كافية في كتابة المسلسلات, وخاصة وأن المسلسل يقوم بالبطولة فيه عدد كبير من مشاهير الفكاهة في الجزائر, والمسلسل بعنوان من “الدوار إلى الدولار” من إخراج عمار طريبش مع نفس الممثل الذي كان منتجا, وقد اختارني لكتابة الجزء الثاني والثالث من سلسلة عمارة الحاج لخضر, بعدها انتقلت إلى مدرسة السمعي البصري بعنابة وتحصلت على دبلوم مخرج مساعد.
س 3: كم سيناريو كتبت؟ وما هو أول فيلم كان لك شرف التمثيل فيه؟
ـ كتابة السيناريوهات كات في بداية مشواري صعبة, ولكن مع الجد والاجتهاد والروح القتالية التي أمتاز بها, استطعت التأقلم وأذكر منها:
1ـ من دوار لدولار
2ـ عمارة الحاج لخضر
3ـ النفق “عمل مشترك”
4ـ ايزوران “عمل مشترك” تكفلت به القناة الوطنية.
5ـ أواش أواش “عمل مشترك بالأمازيغية”
6ـ الراهبة
7ـ وجع إمراة “سلم للمنتج على أمل أن يصور هذا العام”
أما بخصوص أو مشاركة لي في التمثيل, فقد اختارني صديقي الفنان عامري كعوان في تمثيل دور المغترب, في دور بسيط بمسلسل رمضاني بعنوان “جروح الحياة”, ثم جمعني دور آخر مع صديقي بوبكر سليمان, وكان عبارة عن سيناريو مشترك بيني وبينه, قدم في رمضان بعنوان “أواش أواش” تقمصت فيه دور طبيب.
س4: ما هو أول لقاء إذاعي لك وما هو موضوعه؟
ـ أتذكر أول لقاء إذاعي كان لي وهو لقاء مع الأستاذ مزهود و كان موضوعه يدور حول السينما و المسرح, وحول توعية المستمع فيما يخص الحوادث المنزلية.
س5: ما هو عنوان الفيلم الذي تأثرت به؟
ـ أجمل فيلم ترك في نفسي أثرا كبير هو فيلم (الراهبة) و الذي تحصل على الجائزة الأولى عالميا وكان ذلك في مهرجان تاغيت ب المغرب.
س6: ما هي العراقيل التي واجهتك في عالم الفن؟
ـ العراقيل ولدت قبل الفنان, شيء من البيروقراطية , و آخري من الجهوية والمحسوبية وهناك أمور أخرى لها علاقة بالمصالح الضيقة, ومن وجهة رأي البسيط عندما تكون الثقافة مصدر فكري وإشعاع حضاري وحتى من الناحية الاقتصادية, تخدم البلاد يجب أن نعطيها أولوية قصوى وأن نضع على رأس هذا القطاع المهم المسؤولين الأكفاء.
س7 : هل لك أن تذكر لنا بعض الشخصيات الفنية التي احتضنتك وقدمت لك يد المساعدة؟
ـ من هذه الشخصيات أذكر لخضر بوخرص, والممثل القدير عثمان عريوات ومسعود العايب. وبالتالي من خلال منبركم الحر وجريدتكم الغراء أتقدم لهم بأسمى عبارات التقدير والاحترام.
س8 : ماذا تقول في كلمة أخيرة ؟
ـ أشكر الجريدة وطاقمها على إتاحة هذه الفرصة لي للتعبير عن مكنوناتي الفنية, كما أتمنى أن ينتبه المسؤولين للنقائص المؤثرة على ازدهار القطاع السمعي البصري وعلى القطاع ككل, لأن الثقافة تعتبر واجهة الجزائر في تحدياتها نحو البروز والازدهار على جميع الأصعدة.