عنوان عجيب غريب لمعادلة عجيبة غريبة!!
كيف ان اللاجئ السوري في لبنان يرفض العودة الى موطن رأسه و يتمسك في البقاء في لبنان تحت ذريعة ان وطنه غير آمن، وكيف ان سوريا، كما يدعون ان البلد غير آمن، تستقبل سائحين؟ و هل أن السائحين يتجرأون للذهاب الى بلد غير آمن؟؟
ما هذه المفارقة المدهشة و الغير منطقية؟؟ ما هذا التناقض؟ و كيف ان سوريا غير آمنة لأهلها تصبح آمنة للغرباء؟؟
عند تواجدي في لبنان ارسلت لي احدى صديقاتي برنامج رحلات لاحدى الشركات السياحية اللبنانية التي تنظم رحلات في لبنان. و إذ تفاجأت بتنظيم رحلات سياحية، و بشكل أسبوعي دوري و مكثف، إلى مناطق عديدة في سوريا منها الشام، معلولا، تدمر،حمص، اللاذقية، حلب…. كما قد نظموا سابقاً أيضاً رحلات لقضاء سهرة رأس السنة في العمق السوري . اللافت أيضاً ضمن هذه الرحلات تنظيم “ويك أند في الريفييرا السورية” و هل ان الريفييرا السورية لا تليق باللاجئين السوريين المتواجدين في لبنان؟
تساءلت عندما علمت ان بعض الصديقات ذهبن في تلك الرحلات الى سوريا فأتى سؤالي لصديقتي تلقائياً:” كيف أقدمت على الذهاب الى سوريا؟ ألم تجازفي في رحلتك؟ ألم تكوني خائفة اذ ان سوريا غير آمنة و كيف تشجعت و غامرت للقيام في رحلة الى سوريا؟” فأتى الرد ان الرحلة كانت ممتعة و آمنة على الاطلاق.
من المستغرب جداً، بلد لا يستقبل مواطنيه إنما يتأهّل بالسائحين. كيف ان بلداً غير آمن كما تدعي الأمم المتحدة يكون بلداً سياحياً بامتياز؟ ما هذه المفارقة الغريبة؟
انكشف المخطط الدولي جهارةً لابقاء اللاجئين السوريين في لبنان وقد نددنا مراراً و مراراً بخطره على جميع الاصعدة خصوصاً من ناحية تغيير الديموغرافية اللبنانية. ها هي قد أصبحت سوريا بلداً سياحياً بامتياز و آمناً اذ ان الحرب انتهت هناك و قد بدأت في لبنان خصوصاً بعد التطورات الخطيرة التي حدثت عقب التفجيرات و الغارات الإسرائيلية الاخيرة والتي أودت بمئات القتلى و آلاف الجرحى و بتهجير سكان الجنوب و البقاع و الضاحية. فإن كانت الامم المتحدة كما تدعي مهتمة لسلامة اللاجئين السوريين فعليها تسهيل عملية اعادتهم الى ديارهم و باسرع وقت لحمايتهم من العدوان الاسرائيلي. فلم يبقى لديها اي ذريعة مقنعة لابقائهم في لبنان الذي أصبح بدوره تحت النار غير آمن.
شهد لبنان جراء القصف الاسرائيلي الاخير المكثف على لبنان حركة نزوح هائلة بشكل غير مسبوق من الجنوب و البقاع و الضاحية فخلت القرى في هذه المناطق مما شكل مأسات لالاف العائلات اللبنانية. فاللبنانيًون ينزحون داخل بلادهم الى اماكن آمنة. ينتقلون من ساحة الحرب الى منطقة اخرى اكثر اماناً. لم يلجأوا الى دول الجوار كالاردن و سوريا.
اللبنانيون يساندون بعضهم البعض في المصاعب و الازمات و يستقبلون النازح و يساعدونه، لكن ماذا سيحل باللاجئ السوري؟ بالكاد تستطيع الدولة اللبنانية ايواء النازحين اللبنانيين و قد اكتظت المناطق الامنة بالناس.
هل سيعود اللاجئ السوري الى بلاده و يكون خياره الصائب؟
هل ستقدم الامم المتحدة المساعدات اللازمة للنازح اللبناني؟