16 October, 2024
Search
Close this search box.
الهجرة الجماعية بباب سبتة: أزمة تعكس الواقع الصعب وصمت حكومي غير مبرر
Spread the love

في ليلة الخامس عشر من سبتمبر، انفجر الوضع في مدينة الفنيدق قرب باب سبتة حيث حاولت مجموعة كبيرة من المواطنين، بمن فيهم أطفال قاصرون، الهجرة بشكل جماعي نحو إسبانيا. هذا المشهد المأساوي لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة تراكمات طويلة من الأزمات التي يعيشها الشعب المغربي.

هذه الهجرة الجماعية لم تكن مجرد هروب من واقع اقتصادي صعب، بل صرخة استغاثة تعكس اليأس والإحباط الذي يخيم على العديد من المغاربة. السؤال الذي يفرض نفسه هنا: ما الذي يدفع مواطنين، بمن فيهم أطفال، للمخاطرة بحياتهم في محاولة للهروب من وطنهم؟ هل يمكن أن تكون البطالة وفقدان الأمل هما السبب الوحيد؟ أم أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، ويرتبط بعمق بالفساد، وسوء التدبير، وغياب العدالة الاجتماعية؟

عند تصفح وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، نرى حالة من الغليان والغضب. البعض يلوم الأهل والبعض يلوم الفقر، والبعض الآخر يشير إلى فساد المسؤولين، وهناك من يلقي اللوم على السياسات الحكومية التي لم تعالج مشاكل الشعب بشكل جذري. الجميع يتساءل: أين الخلل؟ ولماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟

والوضع لم يتوقف عند هذا الحد. وما زال الأمر سارياً حتى هذه اللحظة، حيث تتواصل محاولات الهجرة الجماعية، وسط تدخل أمني مكثف في محاولة للسيطرة على الموقف وتهدئة الأوضاع. القوات الأمنية تبذل قصارى جهدها لإيقاف هذا “الهجوم الجماعي”، لكن الأعداد الكبيرة والتوتر المتصاعد يجعل المهمة شاقة ومعقدة.

الواضح أن الأسباب تتراكم: من تدهور في الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة، إلى البطالة وانعدام الفرص، مروراً بالفساد الذي ينخر مفاصل المؤسسات، وصولاً إلى سوء الإدارة. هذا الفشل المتواصل ينعكس بشكل مباشر على واقع المواطنين، ما يجعلهم يبحثون عن خلاص خارج حدود الوطن.

يبقى السؤال: أين هو الحل؟ هل هناك إرادة حقيقية لإنقاذ الفئات الهشة من هذا المصير؟ هل نحن بحاجة إلى إصلاحات جذرية وشجاعة سياسية تقطع مع سياسات الماضي؟

ما حدث ليلة الخامس عشر من سبتمبر ليس مجرد محاولة هجرة جماعية، بل هو صرخة حقيقية للتغيير، ورسالة واضحة للحكومة والمؤسسات.

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات