05 October, 2024
Search
Close this search box.
الهجرة الجماعية بباب سبتة: صرخة الشباب وسط صمت الحكومة وصدى في الشارع المغربي
Spread the love

في ليلة الخامس عشر من سبتمبر، اهتز المغرب على وقع حدث مأساوي جديد، حيث حاولت مجموعة كبيرة من المواطنين، بينهم أطفال قاصرون وأمهات جئن من مختلف أنحاء المغرب للبحث عن أبنائهم المتغيبين، الهجرة بشكل جماعي نحو إسبانيا عبر باب سبتة. هذا المشهد الصادم يعكس أزمة أعمق بكثير تتعلق بواقع الشباب المغربي وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. كما أسفرت هذه المحاولة عن وفاة بعض الضحايا الذين لفظهم البحر، مما زاد من فظاعة المشهد.

“اللي فيا مكفيني” و”الصمت أبلغ من الكلام”

في الشوارع والمقاهي وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، أصبح هذا الموضوع محور الحديث. تحدثنا مع بعض المغاربة، سواء داخل الوطن أو خارجه، عن ردود فعلهم وآرائهم، وكانت التعليقات كاشفة عن حالة من الإحباط العام. قال أحدهم: “كل واحد يقول: ‘اللي فيا مكفيني’، ولا يريد أن يتورط في المزيد من المشاكل.” بينما عبّر آخر عن قلقه قائلاً: “حتى لو تكلمنا، هل سيكون صوتنا مسموعاً؟”

هذا الصمت، بالنسبة للكثيرين، ليس فقط بسبب الخوف من “سين وجيم”، بل أيضاً نتيجة لعدم الثقة في أن الأمور قد تتغير. علق مواطن آخر قائلاً: “نحن نتحدث كل يوم عن مشاكلنا، ولكن هل هناك من يستمع إلينا؟” بينما اختار البعض أن يكتفي بتعليقات خجولة وحذرة خوفاً من التداعيات.

أين الحكومة؟ وأين الحلول؟

رغم الجهود الأمنية الكبيرة التي بذلتها السلطات المغربية لاحتواء الموقف، يبقى السؤال العالق في أذهان الجميع: أين الحكومة؟ ولماذا لم نشهد تحركات فعالة لمعالجة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى هذه الهجرات الجماعية؟

أحد المواطنين علق قائلاً: “إذا كانت هناك مؤامرة ضد المغرب، فأين كان المسؤولون كل هذه السنوات؟ لماذا لم يتم التحرك لدعم الشباب وتوفير أبسط متطلبات الحياة الكريمة؟” تساؤل آخر يطرحه الشارع المغربي: “لو كان هناك تأطير تعليمي جيد، وفرص عمل حقيقية، هل كنا سنرى هذه المشاهد المأساوية؟”

الشارع يقترح الحلول: “ما أحوجنا لثورة إصلاحات!”

من خلال تصفح التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وحديثنا مع المواطنين، يبدو أن الحلول ليست بعيدة عن المتناول. كثيرون يدعون إلى إصلاحات عاجلة ومستدامة تشمل تحسين التعليم، توفير فرص العمل للشباب في المناطق المهمشة، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

أحد المواطنين كتب معلقاً: “ما الفائدة من مشاريع ضخمة مثل القطار السريع والملاعب الرياضية، إذا كان معظم الشعب لا يستفيد من أبسط حقوقه؟ التقدم الحقيقي يبدأ من تمكين الشباب ومنحهم الفرص التي يستحقونها.”

يرى الشارع المغربي أن الحكومة بحاجة إلى أن تستمع للشباب، وتأخذ احتياجاتهم بعين الاعتبار. قال أحدهم: “إن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار في استقرار الوطن. هؤلاء هم العمود الفقري لمستقبل المغرب.”

رسالة أخيرة: “المغرب يبدأ من أبنائه، بدعم ملكه”

رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها الشباب المغربي، يبقى حب الوطن والتعلق بالملك محمد السادس واضحين. الملك الذي دائمًا يعمل جاهداً لتوجيه الحكومة نحو الإصلاح وتحقيق استقرار البلاد، لم يغب عن جهوده المستمرة في توفير حياة كريمة لشعبه، وخاصة الشباب. فبفضل توجيهاته، يتم تحقيق مشاريع تنموية كبرى، والحث على الاستماع لمطالب المواطنين.

وفي هذا السياق، يقول أحد المواطنين: “نحن نعرف أن الملك يعمل جاهداً لتصحيح المسار وتحقيق العدالة الاجتماعية، ولكن يجب أن تصل توجيهاته إلى التنفيذ الفعلي على أرض الواقع. الشباب بحاجة إلى فرص حقيقية ومستقبل واعد.”

بينما يعم الصمت والانتظار، لا يزال الأمل حياً في قلوب الكثير من المغاربة بأن يتم التعامل مع هذه الأزمة بشكل جدي. فالحل لا يكمن في الأمن وحده، بل في تمكين الشباب وتوفير الفرص لهم ليبنوا مستقبلاً مزدهراً داخل وطنهم، وليس خارجه.

المشاريع الكبرى تعزز صورة المغرب على الساحة الدولية، لكن الأهم هو أن يشعر المواطن العادي بأن هذه المشاريع تخدمه وتُسهم في تحسين حياته اليومية. وفي النهاية، كما قال أحد المعلقين: “الشباب هم العمود الفقري ومستقبل المغرب، وإذا لم يتم الاعتناء بهم، فإننا نخاطر بمستقبل البلاد كله.”

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات