
تعديل اسم توتال شركة النفط الفرنسية التي تنافس اكبر المجموعات النفطية من الخمسينات المختلفة، الاميركية، والبريطانية، والايطالية وحتى شركة آرامكو السعودية التي اصبحت حسب التقييم الترسملي اكبر شركة في العالم تساوي قيمة اسهمها 2 تريليون دولار.
توسيع نطاق تسمية الشركة الفرنسية يعود الى شخصية رئيس مجلس ادارتها منذ عام 2014. فهذا الرجل خريج معهد البوليتكنيك المعروف لا زال يؤمن بان هنالك دور متوسع للمشتقات النفطية في ال30 سنة المقبلة وهو يسعى وراء الحصول على تراخيص للبحث عن النفط والغاز في المناطق الواعدة. وفي الوقت ذاته يخصص جهود كبيرة وموارد مالية ملحوظة لمشاريع المحافظة على البيئة وتحسين مستوى الافادة من الطاقة التي تتوافر من النفط والغاز.
جريدة الفايننشال تايمز البريطانية التي تعتبر من افضل الجرائد عالميًا على صعيد المعلوماتية وتنوع مواضيعها الاقتصادية والسياسية وقد ادرجت منذ اسبوع اي في 27/7/2022 مقالاً على صفحة كاملة عنوانه The Oil Deal Maker اي محقق مشاريع تطوير النفط والغاز.
تخصيص صفحة كاملة من الفايننشال تايمز لدراسة ادارة رئيس لاي مجموعة اقتصادية دولية يفيد عن استشعار دور الشخص المعني، والرئيس الذي تدور حوله المقالة اسمه صعب التعريب، فاسمه بالفرنسية Patrick Pouyanne وهو يخوض المنافسة مع الشركات الكبرى مثل Chevron، Shell، Exxon Mobil، شركة النفط البريطانية BP وشركة Conoco Phillips والمقال يدرج مقارنة على ارباح شركة Total Energies مع الشركات المعنية منذ عام 2014 وحتى اليوم تظهر الصورة التالية لمردود عمل الشركات على رؤوس اموالها على مدى 6 سنوات.
معدل المردود على راس المال بالنسبة المئوية 2014 ونهاية 2021
توتال 75%
Chevron 60%
Conoco Phillips 55%
Shell 50%
BP 28%
Exxon Mobil 22%
توتال هي الشركة الاكبر انتاجًا في دولة انغولا الواقعة شمال غرب القارة الافريقية وكانت سابقًا مستعمرة من قبل البرتغال وهي البلد الافريقي الذي يتمتع بأعلى معدل للدخل الفردي، وتوتال تقوم بنشاطات واسعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وفي اوغندا.
حيث يحظى رئيس التوتال بثقة رئيس اوغندا المسمى Yoweri Museveni المطلقة مع رئيس توتال الفرنسي على تصور المشاريع الانمائية سواء في مجال النفط والغاز او امور ذات اهمية.
هذا الرجل الذي تولج قيادة شركة توتال وتنويع اختصاصاتها لتشمل حقول الطاقة ومساعي ضبط حرارة الارض حينما تولج قيادة شركة توتال عام 2014 كان المسؤول عن الاتفاق الذي عقد بين هيئة ادارة شؤون النفط في لبنان، وثلاث شركات هي توتال، وايني الايطالية وشركة روسية تحظى بعقود للتنقيب في المياه الاقليمية السورية المحاذية لامتداد المياه الاقليمية اللبنانية في الشمال.
لقد حاول وزير النفط اللبناني عام 2013/2014 المهندس جبران باسيل انجاز اتفاق تنقيب عن الغاز والنفط مع شركة توتال في مربع واقع مقابل بلدته البترون التي يمثلها الوزير باسيل في ذلك الحين.
باشر الفرنسيون اعمال التنقيب عن الغاز والنفط ومعلوم ان مصلحة حكومية اميركية انجزت دراسة حول الثروات المترسبة في قاع البحر في شرق المتوسط ونشروا نتائج الدراسة عام 2010 وقد قدرت كميات الغاز المتوافرة بمليارات الاقدام المكعبة – وكل 6000 قدم مكعب من الغاز يحتوي على طاقة توازي برميل من النفط الخام وبالتالي انصب الاهتمام على الغاز لان الكميات المقدر تواجدها في المياه الاقليمية اللبنانية تمثل 30% من الاحتياطي الممكن تطويره.
لقد تعاون فريق شركة توتال مع عضو هيئة النفط الدكتور ناصر حطيط الذي رأس الهيئة لسنة فقط، حيث ان الدكتور حطيط المعروف بخبراته العالمية، واخلاقه النيرة وسمعته الطيبة وسبق له وعمل مع شركة توتال في اكثر من مشروع.
بعد سنة على بدء اعمال التنقيب اعلنت شركة توتال ان الترسبات التي اكتشفتها غير كافية للتطوير وسحبت معدات التنقيب وارسلتها الى مشروع آخر.
اللبنانيون الخبراء اكثر من الفريق الفرنسي صرحوا بلسان رئيس البلاد ان شركة توتال لم تعلن الحقيقة، فالغاز متوافر للتطوير حتى في الرقعة المقابلة للبترون.
افادات متسرعة كالتي اعلنها اللبنانيون وتعقيدات ادارة الهيئة وبعض اعضائها المسيسين دفعت العضو الاوسع معرفة الى الاستقالة والانضمام الى فرق عمل جدية في الخارج.
اليوم نواجه وضعًا جديدًا. فعلى ما يبدو الرئيس والوزير السابق باسيل يصرعلى قيام شركة توتال بأعمال البحث والتنقيب في المياه الاقليمية جنوبًا وشركة اسرائيلية استقدمت باخرة مختصة بتجميع انتاج الغاز من الحقل الواقع مقابل المياه اللبنانية في مياه تعتبر من المياه الاقليمية لاسرائيل، والباخرة مجهزة لاستقبال الغاز وتسيليه تمهيدًا لتصديره وحيث هنالك اقبال رسمي على الوعود بنتائج انتاج الغاز تبرع نائب رئيس الوزراء اللبناني ان تنحل قضية ترسيم المياه الخاصة بإسرائيل ولبنان في القريب العاجل، وسارع للقول بان هذا الامر ضروري لتأمين الغاز للدول الاوروبية في اسرع وقت، ويبدو انه لا يعلم ان التنقيب والانتاج ومن ثم التسييل فالتصدير عملية تستغرق على الاقل 5 سنوات، ويجب ان يعلم نائب رئيس وزراء لبنان ان الحقل المقابل للمياه الاقليمية اللبنانية ينتج منذ سنوات ويؤمن الغاز لانتاج الكهرباء في اسرائيل، واي تحرش لبناني بهذا الحقل يؤدي الى حرب شعواء يكون الخاسر فيها الشعب اللبناني بعد محاولة اغرائه بوعود غير قابلة للتحقيق بسرعة.
The post بقلم مروان اسكندر – توتال التي عدلت اسمها فأصبح Total Energies appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.