كتبت تيريز القسيس صعب-
كما بات واضحا فإن الخلافات الدولية حول الملف الرئاسي اللبناني خرجت إلى العلن، وتغلغلت في ارجاء اروقة الأمم المتحدة في نيويورك، لدرجة ان احد السفراء الغربيين أشار في اتصال مع الشرق إلى ان التباين بين أعضاء المجموعة الخماسية ليس بجديد إنما هذه المرة خرج بشكل فاضح إلى العلن ولم يعد مستورد.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان الجانب السعودي الذي يدعم الفرنسي في اتصالاته ولقاءاته مع المسؤولين لم يعط منذ البداية موقفا حازما وشفافا من الاستحقاق بل بقي متكتما، ويدور الزوايا الى حين اتضاح صورة التسوية التي يعمل عليها.
اما الولايات المتحدة وقطر فهما تسعيان ايضا إلى الاتيان برئيس غير محسوب على أي جهة او طرف سياسي، وهما يحاولان ممارسة لعبة الضغوط، لتنتقل بعدها اللعبة إلى عواقب واخيرا تدابير…
فهذا التباين الحاصل اليوم ليس وليد صدفة اطلاقا خصوصا وأن ممثلي المجموعة باتوا على قناعة ان لبنان لا يمكن ان يخرج من ازمته الا عبر تدويلها والتوافق مع الأطراف الدوليين على تسوية شاملة تبدأ بانتخاب رئيس وتنتهي بتشكيل حكومة جديدة وربما اجراء انتخابات نيابية مبكرة.
الا ان الاجواء الملبدة التي صدمت الاوساط السياسية في الداخل اللبناني لم تفاجئ المراجع الدولية التي اعتبرت منذ تولي الوزير السابق جان ايف لودريان مهامه لحل الازمة انه لن يتمكن من احراز اي خروق على الساحة اللبنانية لأسباب اساسية ورئيسة اهمها وابرزها غياب عنصر إقليمي عن مشاركته أعمال المجموعة، والذي يؤثر بشكل او بآخر على المساعدة في التوصل إلى حل.
وقال المرجع اعلاه طالما ان التسوية او التفاوض الايراني – الأميركي تحديدا لم يصل إلى نتيجة مرجوة او لم يحرز اي خرق او تقدم ما، فإن كل المبادرات والاتصالات والاجتماعات ثنائية كانت ام جماعية، والتي تعقد من اجل لبنان، لن تحرز اي خرق في الجدار الرئاسي طالما ان «الطبخة» الدولية الإقليمية لم تستو بعد.
فلبنان سيبقى على لائحة الانتظار الى حين جلاء الصورة الدولية اكثر فاكثر، وستبقى الرياح تلفحه الى حين هبوب العاصفة التي قد تقلب وتغير كل المعادلات والمراهنات.
The post خلافات اللجنة الخماسية تخرج الى العلن appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.