قرأت رسالة مؤثرة جداً تركت بصمة جميلة في قلبي للروائي عمر سعيد على صفحته المميزة على وسائل التواصل الاجتماعي كوني متابعة لكتاباته الصادقة، الانسانية و الجريئة.
عمر سعيد هو مسرحي وروائي لبناني من مواليد الصويري، البقاع الغربي. هو مسلم يحب المسيح و المسيحيين و يرد على كل من يسأله عن ديانته.
” للذين يسألون عن ديانتي:
أنا مسيحي، يصلي أوقاته الخمسة وقد علق الصليب إلى عنقه. يحج كل صيف إلى مار شربل. يقدس الإنسان، ويأتَمّ بالحب والعقل.
لا يعنيني إن قال لي مسيحي هذا لا يجوز، ولا إن اتهمني سني بالزندقة، ولا إن أخرجني شيعي من الملة.
لست أحلم بالجلوس عن يمين الله، ولا عن يساره؛ لأني أفضل أن أجلس عن يمين جائع، وعن يسار مشرد.
لست أبحث عن جنة مليئة بالنساء والفاكهة والخمر والعسل، لأني منشغل بمحاولة العيش في أرض تزدحم بالمتعبين. “
اما الرسالة المؤثرة، التي و جهها الاستاذ عمر سعيد الى المسيحيين في لبنان، والنابعة من سلام داخلي في قلبه، منذ عدة ايام في ١ تشرين الثاني ٢٠٢٤ فهي التالية:
الى المسيحيين في لبنان
لم أندم يوماً على حبكم.
لم أندم مرّة على عشقي ليسوعكم وصليبكم.
لم أحسب للحظة حساب خط الرجعة في كل كلمة كتبتها وكل نص نشرته وكل كتاب ضمنته حبي لكم.
وما زلت وإلى الآن معجباً بكم، وعاشقاً لكم، ومناصراً لوجودكم القيمي والاخلاقي والإنساني والثقافي والحضاري في هذا الشرق.
فلم كل هذا الحب؟!
لأجل صليب علّقته أمّي في عنقي صغيراً.
لأجل إنجيل سرقته، وقرأته فأحببته.
لأجل الناصري الذي لا تفارقني روحه
لأجل أديرة ومحابس سحرتني
لأجل مار شربل تربطني به علاقة
لأجل البطريرك صفير الذي عشق لبنان
لأجل أنيس طربية يلقي عليّ الصباح كل يوم، ويفد من حبوب في جبيل إلى البقاع الغربي ليعزيني بأبي.
لأجل سميا كبريانوس تناديني: “خيي عمر”
لأجل جملة سحرتني على لسان صاحب دار سائر المشرق أنطوان سعد:
“ما فيي ما حب، فأنا مسيحي”
لأجل رفاق في القوات يتصلون يطمئنون يساندون ويدعمون ناس الوطن، والإنسان فيّ.
لأجل زحلة والدير الأحمر
لأجل حارث باسيل وأسرته
لأجل ال LBC وال MTV
لأجل لبنان الذي يليق بكم.
أحبكم
فشكراً لكم على روح المسؤولية في هذا الوقت الصعب.
وشكراً لكم على التزامكم المحبة في زمن القتل والموت
وشكراً لكم على فتح قلوبكم وصدوركم وبيوتكم للسائلين في زمن ندرت فيه القلوب والبيوت.
وشكراً لكم مقدرتكم على الحب، والصفح والإحسان.
ولا حرم الله لبنان منكم ولا من صليبكم وكنائسكم.
وأحبّكم.
عمر سعيد
ما اجمل و أرقى كلامك استاذ عمر!
كل التقدير و الاحترام لشخصك، لمحبتك للمسيح و للمسيحيين، لانفتاحك على الآخر.
كل التقدير و الاحترام لصراحتك الجريئة، لقلمك المميز، لإيمانك القوي.
كل التقدير و الاحترام لفكرك الراقي، لوطنيتك الصادقة، للبنانيتك الخالصة.
نحن المسيحيين أيضاً نحبك ونحبك أكثر لأنك إنسان في زمن قلّت فيه الإنسانية و امثالك قليلون…. لأنك تجرأت حيث لا يجرؤ الآخرون ولم تتوانى يوماً عن المجاهرة بالحقيقة و بمحبة يسوع المسيح.
الله محبة، و أنت قد فضت بمحبته و محبة المسيحيين من خلال جمال فكرك، و نقاء روحك، و سلام قلبك. قال سيدنا يسوع المسيح “بِهَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ ” (يوحنَّا 13: 35). وها قد أصبحت من تلاميذه.
سلامي لك لا كسلام العالم المزيف، المكسو بالكراهية و العداء، إنما سلام المسيح الذي دعانا إلى المحبة والغفران، السلام الحقيقي، سلام في القلب و الروح،
حماك يسوع الناصري و القديس شربل !