06 October, 2024
Search
Close this search box.
زيارة وفد رفيع من البنك الدولي
Spread the love

بقلم مروان اسكندر

لا شك ان زيارة وفد رفيع من البنك الدولي يشمل خبيرين من اصحاب المسؤوليات الكبرى عن الشرق الاوسط فرصة لحكومة نجيب ميقاتي ان تثير امكانية تعاون ما بين لبنان وبرامج البنك الدولي للاسباب التالية.

 

الدكتور بلحاج التونسي الجنسية عرف مآسي الحكم في لبنان بسبب ترأسه بعثة البنك الدولي للبنان لعدة سنوات كان منها عامي 2013 و2014 ونشير الى السنتين بسبب تفارق ارقام اكلاف استيراد مشتقات النفط الى حد غير عقلاني.

 

عام 2013 الاحصاءات العامة لكميات استيراد المشتقات واسعارها اشارت الى كلفة بلغت 4.8 مليار دولار وبعد سنة كان الرقم للكلفة على مستوى 8.4 مليار دولار، ولم تكن اسعار النفط قد ارتفعت خلال سنة 2014 وقد اشرنا في حينه وفي جلسة انعقدت برعاية البنك الدولي ان الفارق في الكلفة يعني اننا استوردنا كميات اكبر من التي استوردناها عام 2013 والفارق لا يمكن تبريره بحاجاتنا. وبالفعل شاء رئيس بعثة البنك الدولي في لبنان حينئذٍ استكشاف اسباب فارق الكلفة فظهر له ان حوالى 30-35% من كامل الكميات صدر الى سوريا، والمهم اننا نحن نحمل عبء دعم الاستيراد الذي كان 35% منه يذهب الى سوريا برعاية رجل اعمال سوري قريب من السلطة الحاكمة، لكننا لم نحقق اي مردود على كلفتنا لان ارباح عمليات تصدير المشتقات الى سوريا كانت تصب في حسابات المشرفين على العملية.

 

لقد اصبح من المعروف ان الارباح المشار اليها تحققت على حساب لبنان واكلاف دعم الكميات المشار اليها، وبالتالي كان نصيب لبنان بعض الودائع من قبل التجار المعنيين في مصارف يملكون حصصًا فيها، ولا شك ان الرئيس السوري حينما اعلن ان ودائع السوريين في البنوك اللبنانية تبلغ عشرات مليارات الدولارات كان على خطأ. فالمبلغ المقدر كودائع للسوريين في لبنان لم يكن يتجاوز الـ7 مليارات دولار وبالمقابل وفي وقت تصريح الرئيس السوري بالحجم الخيالي لودائع السوريين في لبنان كان هو وزوجته وحسب دراسة موثقة من قسم الدراسات الملحقة بمجلة الايكونومست كان يحوز 8.2 مليار دولار في بنوك روسية في موسكو عام 2021.

 

اليوم مهمات بعثة البنك الدولي اصبحت اكثر وضوحًا وحجمًا بسبب الخراب الذي لحق بسوريا بسبب الزلزال الطبيعي العام المنصرم والرئيس السوري التزم تجاه من سانده من الزعماء العرب في محاولة استرجاعه للعلاقات الطبيعية مع بعض الدول العربية المؤثرة كالسعودية والامارات العربية بمكافحة تهريب المشتقات النفطية عبر لبنان، والتزم بضبط صناعة حبوب الكبتاغون من سوريا وتهريب كميات ملحوظة منها الى بلدان الخليج العربي. ويقال ان اتفاقات استعادة العلاقات تعلق على حسن تنفيذ الحكم السوري لضوابط العمل الاقتصادي وتدفق المخدرات من سوريا وربما لبنان الى بلدان الخليج التي تنعم بموارد ملحوظة واخذت تشارك في استثمارات كبيرة في العالم الصناعي خاصة الولايات المتحدة التي حظيت بالتزامن من السعودية والامارات باستثمارات في تطوير البنية التحتية الاميركية تتجاوز للبلدين الخليجيين ال40 مليار دولار.

 

لا شك ان الرئيس بايدن بعد اخفاقه في رفع سقف الدين العام ما لم تخفض مقابل الزيادة في الدين باختصار النفقات على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة وتأجيل بعض مشاريع تطوير البنية التحتية بما يؤدي الى اختصار النفقات الجارية بما يوازي زيادة حجم الدين العام.

 

الرئيس الاميركي اصبح في وضع يدفعه الى محاولة الاستفادة من توظيفات خارجية لتحسين مواصفات البنية التحتية وضبط تخفيضات الاعانات للمحتاجين في الولايات المتحدة.

 

جو بايدن لن يستطيع تسويق مفاعيل اتفاقه مع الجمهوريين في الكونغرس وبالتالي اصبح من شبه المؤكد ان خوضه معركة انتخابات الرئاسة المقبلة لن تكون سهلة وناجحة وبالتالي يجب تفحص الخطوات الذي عليه اتخاذها من اجل التعويض عن خسارته لمعركة ضبط النفقات ورفع سقف الدين العام.

 

بالتأكيد الاتفاق سيمدد فترة الثقة بالدولار لسنة او لسنتين لكن القوة التفاوضية للولايات المتحدة انحسرت والرئيس الاميركي عليه ان يسعى لتحسين العلاقات مع الصين، فالاحتياطي الصيني بالدولارات يوازي 3 تريليون دولار واذا شاء الصينيون

تسويق سندات الدين الاميركي التي يحملونها تنخفض اسعار صرف الدولار عالميًا بنسبة كبيرة ويخسر العالم العربي ثروة كبيرة لان غالبية احتياطاته النقدية بالدولار.

 

الاميركيون خاطروا بالضغط على الدول الاوروبية لمساعدة اوكرانيا في حربها مع روسيا، وتوقعوا ان تؤدي قراراتهم بضبط التعامل مع روسيا الى الاضرار بالاقتصاد الروسي وقد تبدى خطأ هذا التقدير بقدرة روسيا على النمو وزيادة احتياطها رغم تعرض مليارات لروسيا مودعة لدى البنوك الاوروبية للتجميد.

 

وقد بدأت معالم التذمر لدى بعض الدول الاوروبية ومنها المانيا وايطاليا من القرارات الاميركية بمقاطعة البضائع الروسية وحجب صادرات الغاز عن اسواقها التقليدية. ومعلوم ان روسيا كانت تحقق الرقم الاعلى لصادرات الغاز. وبالفعل بدأت صادرات الغاز الروسي الى الصين تتصاعد، واصبح الاقتصاد الصيني بدون شك اكبر بالقيمة من الاقتصاد الاميركي.

 

The post زيارة وفد رفيع من البنك الدولي appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات