الذين استمعوا الى خطابَي سماحة السيد حسن نصر الله تنسّموا بصيص أمل في إمكان التوصل الى تسويةٍ، على حدودنا الجنوبية، من شأنها أن تعمّر طويلاً. صحيح أن أمين عام حزب الله لم يذكر هكذا كلاماً بالمباشر إلا أن التلميح كان في وضوح التصريح.
وارتفع منسوب الأمل، في لبنان، بالتوصل الى التسوية بالتزامن مع ارتفاع مؤشر الموفَدين الآتين من أطراف اللجنة الخماسية في محاولة لإحياء الأدوار والمساعي الهادفة الى تنشيط الاستحقاق الرئاسي، أو أقله لإيقاظه من سبات عميق تسببت به الحرب الكارثية على غزة، وما يتخللها من شلّال دماء لا يتوقف نزيفه، وقد طاول عشرات ألوف الأبرياء من المدنيين، لاسيما الأطفال والنساء والشيوخ، ناهيك بالدمار الذي تسبب به شهران ونصف من الجنون الصهيوني، في مشاهد تبدو مقتَطَعة من الحرب العالمية الثانية التي استمر سعيرها سبع سنوات!
ومع أن شعلة الأمل لم تُطفأ، بعد، إلا أن عودة عاموس هاكشتاين الى واشنطن من دون أن تحط طائرته في مطار بيروت شكّل صدمة سلبية، وقد أُشيع أنه اصطدم بتفاقم «حفلة الجنون» في الجانب الإسرائيلي، حيث يزاود أركان الإتلاف المتطرف بعضُهم على البعض الآخر، ويمضي بنيامين نتانياهو في الهروب الى الأمام، وقد فشل في تحقيق أي إنجاز سياسي في غزة. في هذا السياق تُفهم الزيارة التفقدية البروباغندية التي قام بها وزير الحرب الإسرائيلي الى المناطق الحدودية المقابلة لحدودنا الجنوبية زاعماً «إننا نفضّل الحل السياسي» (مع لبنان) إلا أنه توقع المزيد من التصعيد مع بلدنا وتحديداً مع حزب الله.
في هذا الوقت بادر الجانب الإسرائيلي الى توسيع نطاق عدوانه ليس فقط على الصعيد الجغرافي، خارجا كلياً على روح ونص «قواعد الاشتباك»… أمّا القرار 1701 فهو أصلاً، لم يعنِ للدولة العبرية شيئاً، وقد خرقته آلاف المرّات. وباشرت، في الأيام الأخيرة سلسلة اغتيالات نوعية من شأنها (حسب تقارير أجهزة مخابراتهم) أن تُحرج حزب الله، وقد عرف السيد نصرالله كيف ينجح، حتى الآن، في المشي على الحبل المشدود بين «مساندة غزة» ومراعاة التشنج الداخلي والانقسام العمودي الكبير بين رافضي توسيع رقعة الحرب والذين لا يتخذون موقفاً معارضاً (مُعلَناً) منها.
وفيما يتجاهل أنطوني بلينكن، وزير خارجية بايدن، لبنان في جولته الحالية الموسعة، وضّبت السيدة ليزا جونسون سفيرته الجديدة في لبنان، حقيبتها لتحلّ في عوكر يسابقها شعارٌ افتراضي: «اذا كانت سلَفتي دوروتي شيا قد شهدت على واحدةٍ من أشدّ مراحل لبنان صعوبة وقساوة وانهياراً، فأنا سأشهد على الحقبة التي تحمل عودة لبنان القوي».
في أي حال يقول مَثَلُنا اللبناني السائر: «اشتدي أزمة تنفرجي»، ولكنّ القاعدة في اشتداد الأزمات هي الانفجار وليس الانفراج.
The post شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – اشتدّتْ.. لتنفرج او لتنفجر؟ appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.