الذين استمعوا الى «خطاب الترشيح» الذي أعلن فيه سماحة السيد حسن نصرالله دعم الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية خرجوا بانطباع أن ساعة جلوس رئيس تيار المردة في قصر بعبدا الرئاسي آتية لا ريب فيها. امّا الذين يتابعون ردود أفعال الأطراف التي أعقبت ذلك الخطاب، من معظم الأطراف الداخلية وتلك المنسوبة الى الجهة الدولية الأبرز والطرف العربي الأكثر فاعلية فيستنتجون أن تحقيق ذلك الهدف يبدو في غاية الصعوبة، وأن دونه عقبات كبيرة، يتعذر تذليلها في المنظور من الأسابيع وحتى الأشهر المقبلة.
السيد نصرالله ذكّر من يعنيهم الأمر بأنه عندما يتبنى اسماً فلن يتخلّى عنه. وهذه حقيقة معروفة، والمثال الأكثر صلابةً هو الموقف من الاستحقاق الرئاسي في العام ٢٠١٦ والتمسك بالجنرال ميشال عون طويلاّ، الى أن حلحلت العقد.
والسؤال الذي يطرح ذاته، هذه المرة، هو: هل إن ظروف الـ٢٠٢٣ مماثلة للحقبة الرئاسية السابقة؟
الجواب لا يقبل الحَيرة والتردّد: إن الاختلاف فاقع بين المرحلتين. فلا المجلس النيابي هو ذاته على الأقل من حيث عدم توافر أكثرية واضحة وحليفة لحزب الله. ولا الرئيس سعد الحريري يقود الكتلة النيابية الأكبر التي قادتها ظروف المعركة الى دعم الجنرال. ولا الكتلة النيابية الكبرى المتماسكة بقيادة الدكتور سمير جعجع (الجمهورية القوية) مستعدة لدعم رئيس تيار المردة، ولا البضعة عشر نائباً الجدد الذين أوصلهم «المجتمع المدني» الى ساحة النجمة كانوا موجودين. ولا الكتلة المسيحية الكبرى الأخرى (لبنان القوي) موجودة وراء فرنجية كما كانت مع عون.
وعليه، اذا كان الوضع على هذه الحال، وهو كذلك، فعلى ماذا يتكل الثنائي الشيعي لإيصال مرشحه؟
والجواب يدور في بضعة مسالك، منها على سبيل المثال لا الحصر:
الانطلاق من مجموعة النواب الشيعة السبعة والعشرين، وهي انطلاقة كبيرة بالتأكيد. وأيضاً الثمانية نواب السنيين المقربين من حزب الله. البضعة نواب (غير الشيعة) الذين يدورون في فلك الثنائي. ثلاثة نواب (أرمنيان وسني) في تكتل لبنان القوي، والرهان على ثلاثة نواب آخرين من التكتل ذاته. رهان آخر على نائبين من كتلة «الجمهورية القوية». إضافة الى كتلة فرنجية الثلاثية (…). ولكن الرهان الأكبر هو على الوقت! مع تكرار الكلام الذي يتردد : «بكرا بيتعبوا وبيمشوا».
ويبقى السؤال البارز : هل يمكن تأمين نصاب الثلثين في المطلق، اذا لم يتوافر التوافق ؟!.
The post شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – عقبات رئاسية appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.
