في أمسية متميزة خلال حفل الجوائز الموحد لمنطقتي كامبسي وبانكستاون في ولاية نيو ساوث ويلز، تم تكريم السيد غاندي سنديان بميداليات الخدمة الطويلة، بعد مضي ربع قرن من العمل الدؤوب كمنسّق مجتمعي في شرطة نيو ساوث ويلز. ويأتي هذا التكريم تتويجًا لمسيرة زاخرة بالعطاء والتفاعل الإيجابي مع الجالية العربية–الأسترالية، خاصة الشباب الصاعد.
وُلِدَت مسيرة غاندي سنديان المهنية عام 1999، في وقت كانت فيه العلاقات بين الشرطة والمجتمعات المحلية تمرّ بحالة من التوتر والفرقة. لكن بفضل جهوده، لا سيما خلال عمله في كامبسي، أُعيد بناء جسور الثقة تدريجيًا. فمنذ 25 عامًا، وهو يركّز، رغم عدم تصنيفه كضابط رسمي (un-sworn)، على تشجيع المبادرات الناشئة بين الشباب، ونشر روح الدعم والمساندة لكل لبناني يعيش في الاغتراب.
من خلال منصبه كـ ضابط تنسيق مجتمعي متعدد الثقافات (Multicultural Community Liaison Officer)، كان سنديان حاضرًا في كل مناسبة: من إفطارات رمضان في مسجد ليكامبا، إلى أنشطة عيد الفطر خارج المسجد، حيث عزّز قيم التواصل والتضامن بين أفراد الجالية والشرطة. وإصراره على دعم مشاريع الشباب ساهم في بناء مجتمعات مصغّرة تقوم على الثقة والاحترام المتبادل.
خلال تحديات مثل أحداث كرونولا عام 2005، لعب سنديان دورًا محوريًا في تخفيف التوتر بين المجتمع والشرطة، مؤكدًا أن:
“الحماية يجب أن تكون متبادلة بين الشرطة والمجتمع”.
كما ساهم بفاعلية في إثراء الحوار والتعاون بعد مجزرة مساجد كرايستشيرش عام 2019، من خلال تعزيز الحضور الأمني والمجتمعي على حد سواء، ودعم الجالية نفسيًا ومعنويًا في واحدة من أصعب اللحظات التي مرّت بها.

كل ذلك لم يكن ليتحقق دون تعاونه الوثيق مع مؤسسات مثل الجمعية الإسلامية اللبنانية (Lebanese Muslim Association)، التي أشادت بدوره الفاعل على مدى عقود في تعزيز الشراكة المجتمعية، إضافة إلى المبادرات الخيرية التي نظمها بالتعاون مع Human Appeal Australia. ويُذكر أن دعمه للشباب لم يقتصر على الكلمات، بل امتدّ إلى تشجيع ومرافقة مستمرة جعلت من الفعاليات الرمزية حملات حقيقية تُحدث أثرًا على الأرض.
وقد قال سنديان في حديث صحفي:
“To effectively police a community, you have to know the community you are policing.”
كما أعرب عن امتنانه العميق لزملائه ومن ساندوه، مثل علي فراج، بلال الحايك، عامر ياسين، مو ياتم، وغيرهم من رجال الشرطة الذين شاركوه الرؤية والمسيرة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز هو ثمرة دعم جماعي ومشترك.
اليوم، وتقديرًا لمسيرته:
• 25 عامًا من الخدمة الطويلة والاجتهاد المستمر، تُوّجت بتكريم رسمي وميداليات تقديرية، وجائزة مميزة من نادي الروتاري لأفضل شخصية شرطية مجتمعية.
• دعم لامحدود للشباب العربي–الأسترالي، خاصة أبناء الجالية اللبنانية، وتشجيع مستمر لكل مشروع أو إنجاز هادف.
• رؤية واضحة لبناء الجسور بين الشرطة والمجتمع، قائمة على التفاهم الثقافي والبعد الإنساني، لا على الإجراءات فقط.
ختامًا، تُعدّ مسيرة غاندي سنديان مثالًا يُحتذى به في العمل المجتمعي والرسالة الإنسانية، حيث يمدّ يده دومًا للشباب، ويكرّس جهده لدعمهم، ويظل رافعًا لاسم لبنان في الاغتراب، حاضرًا في كل ما فيه خير للجالية وأبنائها.