كتب عوني الكعكي:
كتاب «جريمة الغرب» قدّمته الكاتبة الفرنسية «ڤيڤيان فورستييه» في 21 تموز عام 2023 تحت عنوان «Le Crime de L›occydent» شرحت فيه كيفية ارتكاب الغرب جريمته بحق الشعب الفلسطيني… وهي في عمقها جريمة أوروبية ارتكبت -حسب الكاتبة- بحق اليهود، ومن ثمّ أطلقوا «وعد بلفور» البريطاني.
وبتأييد من الأوروبيين الذين منحوا اليهود حقّ ارتكاب مجازرهم البشعة بحق الشعب الفلسطيني، وفي تشريدهم وتهجيرهم، وصولاً لاحتلال وطنهم فلسطين.
في هذا الكتاب، وجّهت الكاتبة الفرنسية ڤيڤيان فورستييه للحكومات الأوروبية وللمجتمع الأوروبي الأسئلة الواضحة التالية:
* مَن أحرق مَن؟ أهم عرب فلسطين الذين أحرقوا يهود أوروبا أم الأوروبيون هم الذين ارتكبوا المحرقة؟
* مَن جوّع مَن؟ أهم عرب فلسطين الذين جوّعوا يهود أوروبا أم أننا نحن من قام بذلك؟
* مَن أقام المقابر الجماعية؟ أهم عرب فلسطين الذين قاموا بذلك أم نحن الأوروبيون؟
* مَن قام بتهجير السكان الأصليين لفلسطين، ومن احتل فلسطين بالقوة والترهيب؟ أهم الفلسطينيون أم اليهود؟
وتشير الكاتبة في كتابها الى أن اليهود كانوا يعيشون مع العرب في الأندلس، وكانوا مستشارين في مصارف بيروت وبغداد والقاهرة وسوريا والعراق، وفي المغرب العربي كان لهم شأن ومقام كسواهم.
تضيف الكاتبة: نحن الأوروبيون صنعنا هذه المأساة للشعب الفلسطيني والفوضى للعالم العربي. نحن الأوروبيون، لفظنا اليهود ورمينا بهم في فلسطين. نحن غسلنا عارنا بدماء الفلسطينيين، وتركنا اليهود يتفننون في قتل وذبح وهدم بيوت الفلسطينيين، وتهجيرهم والاستيلاء على أرضهم واحتلال بلدهم تحت أعيننا، وجعلنا من المظلومين إرهابيين ظالمين.
وتختم الكاتبة قائلة: ردّوهم (أي اليهود) الى أوروبا، وابحثوا عن محارق اليهود، وأفران الغاز في أوروبا وليس في فلسطين.
وأشارت الكاتبة في الختام الى ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تحت عنوان «الهجرة المعاكسة» وشراء شقق خارج إسرائيل تحسباً لليوم الأسود. مما يعني استحالة قيام دولة يهودية. كما أن ذلك يعني أن تفكك الكيان الإسرائيلي صار قناعة في وجدان الصهاينة، وأنّ الإيمان بحتمية زوال دولة إسرائيل صار متجذراً في أعماق كل يهودي.
إلى ذلك، واستكمالاً للمؤامرة التي حيكت وجاءت بإسرائيل، وظهرت الى العلن وثائق استخباراتية بريطانية في غاية الأهمية بعدما رفعت عنها السرّية وأهمها:
1- جميع المعارك التي خاضها الفلسطينيون أثناء «النكبة» انتصروا فيها، لكن ذخيرتهم كانت تنفد من بين أيديهم، ويتدخل الجيش البريطاني لينقذ إسرائيليين محاصرين فينقلب الوضع.
2- الأماكن التي سيطر عليها الفلسطينيون، والأسلحة التي استولوا عليها من مخلفات الجيش البريطاني تمّت مصادرتها من قِبَل جيش الإنقاذ الذي كان ينسحب من المناطق ليأخذها الإسرائيليون بكل بساطة.
3- «النكبة» لم تحدث يوم 15 أيار عام 1948، بل بدأت مع منتصف عام 1947، وانتهت بتوقيع معاهدة رودس عام 1949.
4- الصهاينة بدأوا بجمع المعلومات والتخطيط لاحتلال فلسطين فعلياً منذ أواسط العشرينيات، وفي نهاية عام 1933، كان لديهم سجلات لكل فرد وكل شجرة وكل حانوت وكل سيارة وكل بندقية وكل غنمة وحمار يملكه الفلسطيني.
5- أوّل عمل قامت به إسرائيل بعد الاستيلاء على فلسطين عام 1948 هو مصادرة المكتبات الشخصية التي كانت في البيوت المهجورة.
6- الحضارة التي كانت تعيشها المدن الفلسطينية قبل «النكبة» مذهلة، فقد كان لدى الفلسطينيين 28 مجلة أدبية، ودور سينما ومكتبات عامة، ومسارح وصحف وإذاعة وموانئ ومبانٍ مذهلة…
7- لم يكن اسم إسرائيل يرد في الأخبار ولا في الصحف، حتى في «وعد بلفور»، كان اسم هذه البلاد كما هو الآن، فلسطين.
8- القرى الفلسطينية التي فاقت 500 قرية لم يهجرها الصهاينة فقط، بل دمّروها، ولم يتركوا فيها أثراً إلاّ ما نسفوه.
9- بريطانيا لم تعطِ «وعد بلفور» فقط، بل تسامحت مع صهاينة قتلوا جنودها أيضاً، وسمحت بقدوم اليهود من أوروبا الى فلسطين، واعتقلت كل فلسطيني لديه سكين، في حين أن الصهاينة امتلكوا مصانع أسلحة تحت الأرض بعلم بريطانيا العظمى.
10- لقد نجح إضراب عام 1936، وكاد يُفشل مخطط إقامة دولة إسرائيل لولا تدخل بعض الدول العربية الصديقة.
11- لقد كانت الهدنة بمثابة إحياء الروح للوجود الإسرائيلي، وقد سعت أطراف عربية لتثبتها وعلى رأسها مصر والأردن.
12- كثيرون هم اليهود الصهاينة الذين كانت علاقتهم وثيقة بالعرب الفلسطينيين، فاستغلوا هذه العلاقة في ارتكاب المذابح لاحقاً، وفي معرفة نقاط الضعف في كل قرية فلسطينية.
The post ما دور بريطانيا والغرب في قيام دولة إسرائيل؟!! appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.