الرياض تصف “دعماً إماراتياً” لقوات جنوبية في اليمن بـ”بالغ الخطورة”، وانقسام يمني بعد إلغاء اتفاقية دفاع مشترك مع الإمارات
Spread the love

صدر الصورة، Getty Images

قالت المملكة العربية السعودية إنها آسفة إزاء “دعم إماراتي” لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن واصفة إياه بـ”بالغ الخطورة” وأنه يشكل تهديداً لأمنها الوطني، وذلك بعد وقت قصير من غارة جوية نفذها “تحالف دعم الشرعية” بقيادة السعودية استهدف ميناء المكلا في جنوب البلاد.

وقالت وزارة الخارجية السعودية إن الإمارات مارست ضغوطاً على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لدفعها إلى تنفيذ عمليات عسكرية قرب الحدود الجنوبية للمملكة في محافظتي حضرموت والمهرة.

واعتبرت السعودية أن هذه التحركات “بالغة الخطورة” وأنها “لا تنسجم مع الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية في اليمن، ولا تخدم جهود تحقيق أمن اليمن واستقراره”.

وأكد البيان أن الرياض “لن تتردد في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تهديد يمس أمنها”.

ودعت السعودية دولة الإمارات إلى الاستجابة لطلب الحكومة اليمنية بخروج قواتها العسكرية من اليمن خلال 24 ساعة، ووقف أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف داخل البلاد، وفق ما جاء في البيان.

من جانبه، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، يوم الثلاثاء، جميع القوات الإماراتية إلى مغادرة البلاد خلال 24 ساعة.

خارطة اليمن

صدر الصورة، Getty Images

وقال “تحالف دعم الشرعية” بقيادة السعودية إنه نفذ غارة جوية استهدفت دعماً عسكرياً أجنبياً للقوات الانفصالية الجنوبية المدعومة من الإمارات، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي خاض هجوماً هذا الشهر ضد قوات الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية.

وأوضح التحالف أن الغارة الجوية المحدودة جاءت عقب وصول سفينتين من ميناء الفجيرة الإماراتي يومي السبت والأحد دون الحصول على موافقته.

وأضاف أن السفينتين، بعد وصولهما إلى المكلا، عطّلتا أنظمة التتبع وقامتا بتفريغ كميات كبيرة من الأسلحة والآليات القتالية دعماً للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، ألغى اتفاقاً دفاعياً مع الإمارات وحدد مهلة 24 ساعة لمغادرة جميع القوات الإماراتية اليمن.

وفي خطاب متلفز، اتهم العليمي الإمارات بتأجيج الصراع الداخلي في اليمن، قائلاً: “للأسف، تأكد بشكل قاطع أن دولة الإمارات العربية المتحدة مارست ضغوطاً ووجّهت المجلس الانتقالي الجنوبي لتقويض سلطة الدولة والتمرد عليها عبر التصعيد العسكري”.

ولم ترد وزارة الخارجية الإماراتية على الفور على طلب للتعليق.

لكن أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي أعلنوا رفضهم قرار رئيس المجلس “الانفرادي” بإلغاء اتفاق الدفاع المشترك مع الإمارات ومنح مهلة 24 ساعة لخروج “القوات الإماراتية ومنسوبيها”.

وجاء في بيان لأربعة من قادة المجلس، من بينهم عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، “نؤكد رفضنا القاطع لأي قرارات انفرادية تُقحم اليمن في صدامات جديدة، أو تستهدف حلفاءه الإقليميين”.

وكانت السعودية قد حذرت الفصيل الانفصالي الجنوبي الرئيسي من القيام بتحركات عسكرية في محافظة حضرموت شرقي البلاد، وطالبت بسحب قواته بعد أن أعلن سيطرته الواسعة على الجنوب في تصعيد أنهى سنوات من الجمود.

غير أن المجلس الانتقالي الجنوبي رفض الدعوة السعودية.

وقالت وسائل إعلام رسمية سعودية إن ضربة ميناء المكلا لم تسفر عن سقوط ضحايا أو أضرار جانبية.

وأفاد مصدران لوكالة رويترز بأن الغارة استهدفت الرصيف الذي فُرّغت فيه حمولة السفينتين.

وتسيطر قوات مدعومة من الإمارات على مساحات واسعة من جنوب اليمن، بما في ذلك محافظة حضرموت ذات الأهمية الاستراتيجية.

وفرض العليمي حظراً جوياً وبحرياً وبرياً على جميع الموانئ والمعابر لمدة 72 ساعة، باستثناء الحالات التي يمنحها التحالف إذناً خاصاً.

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات