20 April, 2024
Search
Close this search box.
حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – انتزاع النصر من المنتصر
Spread the love

سياديون.

تغييريون.

مستقلون.

ثلاثية يفترض أنها تشكل أكثرية مجلس نوابنا الجديد.

لكن، سرعان ما تأكد أن «أقلية» متماسكة تغلب «أكثرية» مفككة بإذن «حزب الله».

وهذا ما كان.

فقد سحبت «الممانعة» النصر من المنتصر.

أما كان من الصعب أن يفوز الياس بو صعب، بمنصب نائب الرئيس، لو أن المعارضة لم تعارض نفسها؟.

وأما كان من المستحيل أن يسقط زياد حواط بضربة قاضية من آلان عون، لو أن «السياديين» لم يسوّدوا وجوهنا بخلافاتهم؟.

إذاً، لا مفر من أن نقول لجبران باسيل: مبروك.

مبروك… ليس لأنه خطط فأصاب… بل لأن ناخبي الثورة خدعوا فانتخبوا أحصنة طروادية، تسللت من «اسطبلات» حزب الله والتيار الوطني الحر… فأصابت الثوار بالخيبة… ونخشى أن تتحوّل الخيبة إلى مصيبة.

البشائر لا تبشر بالخير.

يفتخر ابراهيم منينمة، أبرز نواب التغيير، بأن التغييريين يشكلون «كتلة من كل واد عصا»… وأن هذه هي الديمقراطية… فالخلاف عنده وحدة.

وكثير من المستقلين لم يستقيلوا تماماً من ولاءاتهم القديمة.

وأحزاب التقدمي والقوات والكتائب تجمعها المعارضة، وإن لم تفرقها الحصص فستفترق على مواقع النفود.

والمواقف من سلاح حزب الله تتباين بين مؤجل ومستعجل.

ومع كل هذه التناقضات تعود إلى الأسماع اسطوانة «أعطوهم فرصة»..

واعطوهم فرصة، وفقاً للتجارب السابقة، يعني إضاعة الفرص.

وفق ما حصل فإن الانتخابات، التي وصفت بالمصيرية، تحمل لنا بئس المصير…

نحن اليوم أمام مجلس تعطيلي.

إن وافق على حكومة توافقية يكون قد وافق على إطلاق قطار الموت من جديد.

وإن ذهب إلى الديمقراطية المثالية، أي أكثرية تحكم وأقلية تعارض، يكون قد شق الطريق إلى الحرب الأهلية.

يحدث هذا، والعدو الإسرائيلي على بعد أيام من الإستيلاء على غاز ونفط مياهنا الإقليمية.

وهنا من حقنا أن نسأل حزب الله، وهو الذي صدّع رؤوسنا بالدفاع عن حدود لبنان وحقوقه:

ماذا أنت فاعل… وحفارات إسرائيل بدأت بسرقة ثروات لبنان؟.

هل ستعلنها حرباً، ونحن في قلب الإفلاس والمجاعة والإنهيار؟.

نعلم أنك لن تفعلها.

لكن السؤال الأهم، لماذا لم تمنع حليفك فخامة الرئيس من الإمتناع عن استعمال سلاح الخط 29، الذي لو بلّغه لمجلس الأمن، لما امتدت يد السارق الإسرائيلي إلى ثرواتنا البحرية؟.

والسؤال هذا يستدعي أسئلة:

كيف يكون نزع سلاح المقاومة خيانة، ولا يكون نزع 1200 كيلومتر من حدودنا البحرية خيانة أكبر؟.

كيف نهدد بقطع يد كل من يحاول المس بسلاح المقاومة، ولا نقوم بقطع يد من تنازل فعلاً عن مياهنا الإقليمية؟.

لا ننتظر جواباً… فنحن، منذ زمن، نعيش في وطن الأسئلة… واللامساءلة.

وليد الحسيني

The post حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – انتزاع النصر من المنتصر appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات