28 March, 2024
Search
Close this search box.
قائد “قسد” يتحمل مسؤولية هجوم سجن الحسكة ويحذر من تنامي داعش
Spread the love

قال قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في أعقاب الهجوم الدامي على سجن الحسكة الشهر الماضي، إن تنظيم داعش يشكل تهديداً متزايداً للمنطقة، وسيزدهر مرة أخرى ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.

وأوضح مظلوم عبدي في مقابلة موسعة مع وكالة “أسوشيتد برس” الخميس إنه تم اتخاذ تدابير أمنية فورية “لاحتواء الخلايا النائمة لتنظيم داعش النشط”، لكن التنظيم أثبت أنه “في حالة تمرد مرن”.

كما اعتبر أن التهديد لا يزال مرتفعاً، رغم مقتل زعيم التنظيم في عملية للقوات الخاصة الأميركية الأسبوع الماضي. قال عبدي: “نحن محاطون بداعش. لقد قلنا هذا مرات عديدة. إذا لم نجاهد لمحاربة داعش الآن، فسوف ينتشر مرة أخرى”.

عناصر من قسد خلال تشييع أحد رفاقهم في القامشلي في 2019 (أرشيفية)
عناصر من قسد خلال تشييع أحد رفاقهم في القامشلي في 2019 (أرشيفية)

وساد هدوء هش في شمال شرق سوريا منذ الهجوم الذي شنه تنظيم داعش في 20 يناير/كانون الثاني على سجن الصناعة، وهو منشأة يديرها الأكراد في شمال شرق سوريا حيث يحتجز أكثر من 3000 مقاتل من داعش وقاصر على صلة بهم.

وأدى الهجوم على السجن إلى 10 أيام من القتال بين المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة ومقاتلي داعش، ما خلّف ما يقرب من 500 قتيل. وفي نهاية المطاف، نجح المقاتلون الأكراد في السيطرة على الوضع.

وقال عبدي إنه تم اتخاذ إجراءات أمنية فورية لاحتواء الخلايا النائمة للتنظيم بعد الهجوم. كما تم إخلاء مراكز الاعتقال المعرضة لهجمات مماثلة، ولا تزال عمليات التمشيط الأمنية مستمرة، كما أن حظر التجول يحد من التحركات الليلية في الحسكة. لكن التهديد لا يزال قائماً.

وأدت غارة شنتها القوات الخاصة الأميركية الأسبوع الماضي إلى مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم القرشي في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا. قال عبدي إن قوات سوريا الديمقراطية ساعدت في العملية من خلال تسهيل المرور والخدمات اللوجستية للولايات المتحدة، لكنها لم تشارك مع المقاتلين على الأرض. وأضاف: “لقد وفرنا الأمن والأمان للأفراد الذين دخلوا، هذا كل ما يمكنني قوله”.

وفي حين أن معنويات داعش ربما تضررت مؤقتاً بمقتل القرشي في أعقاب هجوم السجن، قال عبدي إنه لا يعتقد أن ذلك سيؤدي إلى تراجع التنظيم. وتابع متحدثاً عن الدواعش: “إنهم يعتمدون على اللامركزية”، ويتصرفون بشكل مختلف حسب الظروف والديناميكيات المحلية.

أبو ابراهيم الهاشمي القرشي (أرشيفية)
أبو ابراهيم الهاشمي القرشي (أرشيفية)

وتحمّل عبدي جزءًا من المسؤولية عن هجوم السجن، وهو الأكبر والأكثر دموية منذ أن خسر تنظيم داعش آخر قطعة من الأراضي التي سيطر عليها في عام 2019. وقُتل ما لا يقل عن 121 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية في المعارك الدائرة حول السجن والتي استمرت قرابة أسبوعين. وفي هذا السياق قال عبدي: “لم ننفذ مسؤولياتنا بشكل جيد”.

والسجن الواقع في محافظة الحسكة السورية كان يشكل تهديداً معروفاً. وقال عبدي إن قوات سوريا الديمقراطية تلقت في مناسبتين العام الماضي معلومات استخبارية تفيد بأن خلايا نائمة تابعة لتنظيم داعش كانت تخطط لشن هجوم وتحرير رفاقها في الداخل. تم إحباط هجوم واحد بالفعل.

وقال إنه لم يتم إجراء عمليات كافية لاستئصال خلايا داعش في المناطق المحيطة بالسجن، حيث يُعتقد أن المسلحين كانوا يخططون للهجوم سراً منذ شهور. وأكد: “كانت هناك معلومات استخباراتية من قبل أنهم يريدون الهجوم، واتخذنا إجراءات، لكننا فشلنا بعد ذلك”.

اشتباكات بين قسد وداعش بعد الهجوم على السجن الشهر الماضي
اشتباكات بين قسد وداعش بعد الهجوم على السجن الشهر الماضي

لكنه قال أيضاً إن المجتمع الدولي يتقاسم العبء، ويجب أن يتحمل المسؤولية عن آلاف الرعايا الأجانب في السجون والمعسكرات التي تشرف عليها قوات سوريا الديمقراطية، والذين ما زالوا يشكلون مخاطر أمنية.

وتجرى حالياً عمليات بحث في مراكز الاحتجاز الـ27 التي يديرها الأكراد والتي تأوي محتجزي تنظيم داعش لتحديد نقاط الضعف الأمنية. وقد تم إخلاء ثلاثة سجون وتوزيع نزلائها في منشآت مختلفة.

ورفض عبدي ذكر اسم المنشآت، لكنه قال إن اثنتين كانتا قريبتين من الحدود التركية، حيث يتكرر القصف. وتم اكتشاف سجن آخر لديه أوجه قصور مماثلة كما كان الحال في سجن الصناعة.

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات