29 March, 2024
Search
Close this search box.
«مؤسسة إيناس» تتجرّأ على الحلم
Spread the love

إيناس الجرمقاني مواطنة لبنانية تؤمن بالشباب لأنها تعتبر نفسها واحدةً منهم ومعنية بقضاياهم! فهي امرأة حالمة بلبنان المزدهر والمتقدم والمستقر كما كان، وتؤمن بأن الشباب وحدهم قادرون على بناء غدٍ أفضل للبنان من جديد من خلال ابتكاراتهم لبناء الوطن.  شعارها في الحياة «تجرأ تحلم» فهي مقتنعة أنَّ الشجاعة والجرأة عاملين أساسيين لتحقيق ما تحلم به، وعلى مدى سنوات دعت الطلاب في الجامعات اللبنانية الى الحلم والعمل على استثمار طاقاتهم في مشاريع استثمارية في لبنان»، و ما زال همها الأول المساهمة على قدر المستطاع لتنفيذ مشاريع الشباب في الجامعات، متمنية من المسؤولين وقوى التغيير والسلطة العمل معاً يداً بيد لإنقاذ ما تبقى من كرامة المواطن صحياً  واجتماعيًا ومعيشياً. هي التي تردد دوماً قول جبران خليل جبران «لو لم يكن لبنان وطني لاخترت لبنان وطناً لي».

* السيدة ايناس الجرمقاني كيف ترين الحل للازمة التي يتخبط بها لبنان؟

– نعيش اليوم على مفترق طرق، إما ان نتكاتف لنبني جزءاً مما تهدم ، وإما تزداد المشاكل ولا أحد غير المواطن البريء سيدفع ثمن ذلك ،يجب أن نبدأ بخطوة الالف ميل عملياً لا كلامياً واستعراضات لا جدوى منها!

الانتخابات انتهت وحان وقت البدء  بالعمل، فواجب كل نائب منتخب والأحزاب اللبنانية الوفاء بما وعدوا به المواطنين الذي آمنوا بهم وانتخبوهم. لا يجب أن نفكر من الرابح ومن الخاسر ومن كتلته الأكبر، لأن المهم ان يربح لبنان بتكثيف جهود الجميع لمصلحة الشعب، ومن هنا اعتبر أن أحدى الخطوات الايجابية تمثلت في دخول  قوى تغييرية جديدة إلى البرلمان اللبناني ونتمنى أن يتكاتف الجميع من أجل النهوض من الأزمة التي حلّت باللبنانيين المنهكين جوعاً وفقراً، فيما تستمر المعاناة الأكبر في ظل فقدان الأدوية والطبابة وغلاء الأقساط وارتفاع ثمن المحروقات وارتفاع سعر صرف الدولار ومعه اسعار السلع الاساسية. السؤال الأكبر كيف يستطيع المواطن تحمل كل هذه الضغوط، واين الرحمة على شعبٍ يدفع ثمن اخطاء غيره! ومن هنا المطلوب ان نضع السياسة جانباً ونتكاتف لتأمين احتياجات الناس ومتطلباتهم متحدين لمصلحة الوطن، فالمهم ان نقتنع ان لا خلاص لنا الا بوحدتنا، لأنني على يقين  ان لا أحد يستطيع أن يلغي الآخر، فكل حزب من الأحزاب يمثل  شريحة من اللبنانيين وهو ركن من أركان الوطن، فلماذا لا تتفق كل القوى السياسية على لبنان بعيدًا عن اختلافاتهم؟

* لماذا الغرب يفتش عن الطاقات اللبنانية ، وما العمل لوقف النزيف الشبابي ؟

ـ عندما كنت أزور الجامعات اللبنانية لمسابقة المؤسسة «IAAF AWARDS» حذرت مرات عديدة من هذا الأمر وتمنيت على شبابنا أن لا يفقدوا الأمل بهذا الوطن الجريح ، واليوم أسأل المسؤولين، هل تدرون فعلاً ان الغرب يفتش عن الطاقات اللبنانية الشبابية المبدعة ليستفيدوا من خبرتهم؟ هل تدركون وتعلمون كمية المنح التي تقدم لشباب لبنان في الجامعات؟! الهدف الأساسي هو إفراغ لبنان من طاقاته الشبابية المميزة، وابتكاراتهم المبدعة، فأنا أشهد على مدى امتياز الشباب اللبناني من خلال نشاطات المؤسسة والمشاريع التي تقدم لنا.

*هل سألتم أنفسكم متى بدأ انهيار لبنان ؟

ـ أتدرون أن انهيار لبنان بدأ عندما خسرنا الطبقة الوسطى التي هي المدماك الأساسي لإنعاش الاقتصاد، ووحدهم شباب لبنان وإيماننا بهم يخلق الفرص لهم في قلب الوطن ويستطيعون ان ينعشوا الطبقة الوسطى من جديد! فهل من يلبي نداء شبابنا لمنحهم الفرص للبقاء في وطنهم لبنان.

*كيف يمكن أن نؤمن تمويلاً لنخفف من وطأة الأزمة ؟

ـ بدايةً، يجب أن تؤلف حكومة من وزراء ذوي خبرة عالية وكفاءة كل في مجاله، وعلى تماس يومي مع أوجاع المواطنين، ويعملون لخدمة الناس فقط، ولا يتلهون بالخطابات الرنانة والكلام من على المنابر الاعلامية.

«زهقنا»!.  واتمنى أن لا تكون الحكومة كالحكومات السابقة، وإلا نودع الوطن ونرحل لأنه وبرأي الحكومة السابقة والحالية لم ينجحوا في المهمات الموكلة إليهم ولا التفتوا كما يجب إلى هموم المواطن، وكل الحجج التي سيقت كضيق الوقت والأزمات المتراكمة ومنعتنا من الانجاز  مرفوضة! وهنا أُذكر السياسيين بقول المستشارة الالمانية السابقة  انجيلا ميركل : «عند تكون هناك الارادة فستخلق الطريقة للعمل مهما كانت الصعاب»

*ماذا يجب أن يفعل المودعون الذين حجزت أموالهم في المصارف؟.

ـ المواطن الذي وضع جنى عمره في المصارف ليعيش شيخوخته وحياته بكرامة يتعرض اليوم للاذلال في البنوك التي تنتهك حقوقه وتستولي على أمواله! أما عن الحلول التي تطرح فانها ستحمله الجزء الاكبر من الخسائر، والسؤال الأهم: أين الرحمة في قلوبكم؟ يجب أن يتعاملوا مع هذا الموضوع بحس إنساني كبير ليجدوا الحل الأنسب لإعادة أموال المودعين إلى أصحابها، ولو بالتقسيط لأن هذا حقهم القانوني. بالإضافة الى كل ذلك هناك سعر صرف الدولار والتلاعب بالليرة يومياً من دون حسيب او رقيب.

*ما رأيك في وضع الصحة ؟

ـ هنا المأساة الكبرى، فبالنسبة إلى العامل الصحي اسأل: هل من دولة في العالم تمنع الأدوية والعلاجات عن مواطنيها ؟ أين وزير الصحة الذي ينأى بنفسه عن وجع الناس؟ والذي لا يرد على هاتفه ويختلق الأعذار! ماذا فعل كوزير للصحة؟! أين السياسات الصحية التي تمنع الناس من الموت على أبواب المستشفيات وتلبي حاجات المرضى، خصوصاً مرضى السرطان والأمراض المزمنة؟ واين القوى الأمنية التي من واجبها ان تمنع تهريب الأدوية على الحدود، وتجار الشنطة في الداخل؟ هذا كله يترافق مع سرقة نفطنا وغازنا من بحرنا أمام أعيننا ولا من يسأل!

*برأيك سيدة إيناس من اين يبدأ الحل اليوم؟

ـ نحن أمام استحقاقات كبيرة ومهمة. الأولوية تشكيل حكومة بأقصى سرعة وتغيير المسار نحو الأفضل، بخطة واضحة وصريحة لانقاذ ما بقي من لبنان.

*أين أصبحت المشاريع التي أطلقتها مؤسسة إيناس؟

ـ المؤسسة كما شعارها تتجرأ على الحلم في الأوقات العصيبة، وأطلقت مؤسسة إيناس للجوائز الأكاديميّة نسختها الجديدة للعام ٢٠٢٢، بمشاركة سبع جامعات لبنانيّة، الجامعة اللبنانيّة، جامعة القديس يوسف، الجامعه اللبنانيّة الأميركيّة، جامعة البلمند، جامعة الروح القدس، جامعة سيّدة اللويزة وجامعة بيروت العربيّة.

المبادرة تقوم على تقديم خمسة مشاريع من كلّ جامعة مشاركة، وسيتمّ اختيار مشروع فائز من كلّ جامعة ستُقدّم له جائزة بقيمة ١٠٠ مليون ليرة،  ستوضع كلّها بتصرّف مؤسسة Berytech التي وقّعنا اتفاقيّة تعاون معها، على أن تقوم بمساعدة الطلاب الفائزين على تنفيذ  هذه المشاريع وجذب الاستثمارات فيها».

ولفتت الى أنّ المؤسسة حرصت هذا العام على إدخال المشاريع الزراعيّة الى لائحة مشاريعها، نظراً الى أهميّة هذا القطاع في هذه المرحلة».

وهدفنا ليس فقط أن يربح الطالب الجائزة الماديّة، بل أن يُنفّذ المشروع على أرض لبنان، وأن يفتح فرص عمل جديدة، وحينها لا نكون أمام ثمانية رابحين بل أمام مئات الرابحين الذين سيستفيدون من تنفيذ هذه المشاريع».

عملت وسأعمل بكل طاقتي لاعيد إلى شبابنا بعضاً من طاقاتهم  ليزدهر لبنان وينمو بهم.

وفي الختام أستذكر قولا للشهيد كمال جنبلاط: «اذا خيّر احدكم بين حزبه وضميره فعليه ان يترك حزبه ويتبع ضميره لان الإنسان ممكن ان يعيش بلا حزبه ولكن لا يمكن أن يحيا من بلا ضميره! نحلم بالمسؤول الفريد الذي يتجرأ على توقيف كل لبناني يقوم بدعاية طائفية، الحب الإنساني الشامل يجعل الإنسان  يتجلى في كل إنسان».

أرددّ دائماً قول جبران خليل جبران لو لم يكن لبنان وطني لاخترت لبنان وطناً لي

The post «مؤسسة إيناس» تتجرّأ على الحلم appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات