كتب عوني الكعكي:
التشكيلة الحكومية التي سلمها دولة رئيس الحكومة المكلف الى فخامة رئيس الجمهورية منذ يومين، كانت أكبر صَفْعة توجه الى فخامة رئيس الجمهورية في تاريخ العهد، وكانت فعلاً مفاجأة له لم يكن يتوقعها خاصة من الرئيس نجيب ميقاتي، الذي كان يعتبره خاتماً في أصبعه وحليفاً أبَديّاً لصهره العزيز، ليتفاجأ فخامته بأنّ الرئيس ميقاتي قد يكون قد «سايره» عند تشكيل الحكومة المستقيلة وذلك من أجل خلاص البلد، لكنه وبعد ممارسة الحكم مع فخامة رئيس الجمهورية الذي هو في الحقيقة صورة، لأنّ الحاكم الحقيقي هو الصهر… فكلما طرح الرئيس ميقاتي موضوعاً يأتيه الجواب من فخامته: «شوف «تيريز»، لذلك اكتشف دولته ان ما قاله الرئيس نبيه بري لفخامة رئيس الجمهورية قبل الانتخابات الرئاسية من أنه يرفض تأييده لأنه لا يمكنه القبول بوجود رئيسين لدولة واحدة: رئيس الجمهورية أي فخامته الرئيس ميشال عون وفخامة رئيس الجمهورية الحقيقي وهو «تيريز».
صحيح ان دولته زار البارحة القصر الجمهوري والتقى فخامة الرئيس ميشال عون ولم يرشح كثير من المعلومات عن الاجتماع… لكن القليل الذي وصل الى الإعلام يبيّـن ان فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون طرح توسيع الحكومة لتصل الى 30 وزيراً واعترض على بعض الأسماء التي وردت في تشكيلة ميقاتي.
على كل حال، الرئيس ميقاتي وضع خطوطاً عريضة لحكومته المنوي تشكيلها… وبدا انه لن يقبل بعد اليوم أن تكون وزارة الطاقة من حصة «التيار الوطني الحرّ»، خاصة وأنّ «التيار» الذي لا يزال يمسك بهذه الوزارة منذ 12 سنة حقق أسوأ نتائج في تاريخ الجمهورية.. والأهم ان تلك الوزارة كبّدت الخزينة اللبنانية 65 مليار دولار خسائر، وهذا الرقم يشكّل 3/4 الديون التي تراكمت على الدولة والتي بلغت 90 مليار دولار.
وزارة الشؤون الاجتماعية التي يطالب بها «التيار» أيضاً سببها ان «العين» على المساعدات التي سوف تأتي من دول العالم للاجئين وهذه تقدّر بـ4 مليارات دولار.. فهذه الوزارة كنز بالنسبة
لـ «التيار».
بالعودة الى المطالب الحقيقية التي يرغب فخامته في تحقيقها من خلال الحكومة الجديدة تختصر بالأمور التالية:
أولاً: الانتقام من حاكم مصرف لبنان خاصة وأنّ كل هذه الملفات ركبتها مجموعة برئاسة «تيريز» مع المدير العام السابق لوزارة المال الان بيفاني ومعهم أحد الوزراء السابقين المحامي الذي يعيش في لندن خاصة في موضوع شراء أسهم اليورو بوند الذي امتنعت الدولة عن سداد قيمتها لتقطع علاقات لبنان المالية ببنوك العالم، وهذا أمر لم يحدث مثله في التاريخ.
على كل حال، هناك عمل جدّي لكشف الذين حققوا المليارات من الدولارات، وما هي علاقتهم بالصهر، وكيف حققوا أرباحاً غير شرعية؟ ولا تنسوا أنّ حاكم مصرف لبنان هو من أبرز المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية، وهذا وحده كافٍ للانتقام من سلامة.
ثانياً: الانتقام من قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي حافظ على وحدة الجيش والذي يعتبر القائد الوحيد الذي جاء من جرود عرسال يوم كان يحارب «داعش» والمجموعات الارهابية المسلحة. وبالرغم من الظروف المالية الصعبة نجد ان هناك مساعدات تأتي من الدول وتقدم للجيش، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على ثقة العالم بقائد الجيش… وإن نسينا علينا أن لا ننسى أنه من أقوى المرشحين لرئاسة الجمهورية..
ثالثاً: تغيير رؤساء المواقع القضائية من رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود ومدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد لأنهم قدّموا تشكيلات وارتكبوا أكبر غلطة لا تغتفر، إذ قرّروا نقل القاضية غير المتزوجة والتي تعاني من مشاكلها الصحية، فتقرّر الانتقام من ضحايا ذنبهم انهم ناجحون وأنهم لا ينفذون أوامر «تيريز».
رابعاً: تشكيلات على صعيد أركان الدولة من الخارجية الى وزارة الدفاع الى المؤسسات الناجحة مثل الـM.E.A طيران الشرق الأوسط الى شركة الريجي وغيرهما.
أكتفي بهذا «العدد» من الإشارات لنصل الى الهدف الوحيد الذي يريده الصهر وهو الاستيلاء على جميع مرافق الدولة حتى في حال عدم وجود «فخامته» في موقع الرئاسة يكون «تيريز» هو الحاكم الفعلي ولكن بكفوف «BAT MAN».
The post أكبر صفعة في تاريخ العهد appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.