ويليام سامرز
الادعاء
أستراليا واحدة من أربع دول فقط استقبلت الفلسطينيين الهاربين من منطقة حرب غزة.
حكمنا
خطأ. فهناك أكثر من أربع دول استقبلت الفلسطينيين.
AAP FACTCHECK – انتشرت ادعاءات على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن أستراليا واحدة من أربع دول فقط استقبلت اللاجئين من غزة.
وهذا خطأ. فقد وافقت أكثر من أربع دول على تأشيرات للفلسطينيين منذ اندلاع الحرب في المنطقة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ومن الصعب معرفة العدد الدقيق للدول التي قدمت تأشيراتٍ للفلسطينيين بسبب الاختلافات الكبيرة في النُهج التي تتبعها كل دولة.
ومع ذلك، تُظهر بيانات الهجرة والتقارير الإعلامية أن ما لا يقل عن 10 دول إضافة إلى أستراليا، قد استقبلت لاجئين من المنطقة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقد انتشر ادعاء كاذب في منشور على الفيسبوك بتاريخ 19 آب/أغسطس يفيد بأنه من بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والبالغ عددها 193 دولة “هناك 4 دول فقط تستقبل اللاجئين الهاربين من غزة”. “حيث استقبلت المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وكندا 58 لاجئًا في المجمل. بينما استقبلت أستراليا 2922 لاجئًا،” بحسب المنشور.
قبل خمسة أيام من نشره، في 14 آب/أغسطس، صرح وزير الشؤون الداخلية توني بورك للبرلمان إنه في الفترة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و12 آب/أغسطس 2024، منحت أستراليا تأشيرات لـ2922 شخصًا من منطقة الحرب بغزة.
وأكّدت وزارة الشؤون الداخلية لـAAP FactCheck بأن بيانات التأشيرة تستند إلى الجنسية، وبالتالي فإن الأرقام التي ذكرها السيد بورك تشير إلى حاملي الجنسية الفلسطينية، وليس سكان غزة فحسب.
تُظهر الأرقام المحدّثة من الوزارة بأنه في الفترة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 آب/أغسطس 2024، تم منح 2935 شخصًا يحملون الجنسية الفلسطينية تأشيراتِ هجرة وتأشيراتٍ مؤقتة، وقد دخل نصفهم إلى أستراليا إلى حين كتابة هذا المقال.
لم يتم تصنيف الفلسطينيين الذين مُنحوا تأشيرات أسترالية رسميًا على أنهم “لاجئين”.
بينما شملت 2935 تأشيرة تم منحها 2578 تأشيرة زيارة، و97 تأشيرة عائلية، و39 تأشيرة عودة مقيم، و75 تأشيرة هجرة يد ماهرة، و51 تأشيرة طالب، و87 تأشيرة مؤقتة، حسب بيانات صرحت بها وزارة الشؤون الداخلية إلى AAP FactCheck.
يُشير مصطلح “اللاجئ” في القانون الدولي بأنه “شخص يوجد خارج دولة جنسيته ولديه تخوف مبرر من التعرض للاضطهاد، وأصبح بسبب ذلك التخوف يفتقر إلى القدرة على أن يستظل بحماية دولته”.
لدى أستراليا فئة تأشيرة مخصصة لللاجئين وهي تُقدَم للأشخاص الذين تمت إحالتهم لإعادة التوطين من قبل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. يقول مجلس اللاجئين في أستراليا، وهو هيئة شاملة للاجئين وطالبي اللجوء، إن الفلسطينيين الذين مُنحوا تأشيرات سياحية يمكن وصفهم بأنهم أشخاص لهم روابط بأستراليا وهم يدخلون البلاد بشكل مؤقت.
وقال الرئيس التنفيذي للمجلس بول باور: “لقد سمحت الحكومة الأسترالية لبعض سكان إسرائيل وغزة الذين تربطهم علاقات وثيقة في أستراليا بالدخول بشكل مؤقت”.
“وأنه عند منح التأشيرات، لا تتخذ الحكومة أي قرار بشأن ما إذا كان الأشخاص يستوفون تعريف “اللاجئ” أم لا”.
منحت 10 دول أخرى على الأقل تأشيرات لفلسطينيين منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، رغم أنه من الصعب مقارنة الأرقام بدقة، نظرًا لاختلاف أنواع التأشيرات وطرق الإبلاغ بين الدول.
تقدم كندا ما يصل إلى 5000 تأشيرة إقامة مؤقتة للفلسطينيين الذين لديهم أقارب كنديون. حيث أخبر متحدث حكومي رويترز في 28 أيار/مايو أنَّ 448 شخصًا من غزة قد صدرت لهم تأشيرة مؤقتة حتى الآن، ووصل 41 منهم إلى كندا.
منحت بلجيكا صفة “اللاجئ” إلى 1433 فلسطينيًا بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو 2024، وفقًا للأرقام المنشورة (الصفحة 10) من قبل مكتب المفوّض العام للاجئين وعديمي الجنسية.
تُظهر إحصائيات الهجرة في المملكة المتحدة (مجموعة بيانات “Asy_D02“) أن الحكومة وافقت على 145 طلب لجوء من الفلسطينيين بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحزيران/يونيو 2024.
وإضافة إلى ذلك، أفادت بي بي سي في كانون الأول/ديسمبر 2023 أن سكان غزة الذين لديهم شركاء أو شريكات بريطانيات أو أطفال أو آباء يمكنهم التقدم بطلب للحصول على تأشيرات عائلية قبل دخول المملكة المتحدة.
بينما صرحت وكالة شؤون الهجرة النيوزيلندية أنها وافقت على 98 طلبًا للحصول على تأشيرة إقامة مؤقتة من حاملي جوازات سفر فلسطينية في الفترة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و21 آب/أغسطس 2024. وقد وصل ثمانية وعشرون من حاملي التأشيرة هؤلاء إلى نيوزيلندا بحلول 21 آب/أغسطس. في الفترة ما بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وتموز/يوليو 2024، تم قبول 17 فلسطينيًا في الولايات المتحدة كلاجئين وفقًا لبيانات من “تقرير قبول اللاجئين” الصادر عن مركز شؤون اللاجئين منذ 31 تموز/يوليو 2024.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في نيسان/أبريل أنها ساعدت أكثر من 260 شخصًا على مغادرة غزة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، رغم عدم وجود أعداد واضحة لعدد من دخلوا فرنسا بعد هذا التاريخ.
ومع ذلك، فقد أفادت صحيفة “لو موند” الفرنسية في ذلك الوقت أن المواطنين والمقيمين في فرنسا وأسرهم قد تم منحهم الأولوية للإخلاء من غزة، وأن 193 مِن مَن تم إجلاؤهم من غزة إلى مصر قبل 6 نيسان/أبريل قد غادروا إلى فرنسا.
وذكر موقع الأخبار زيت أونلاين في آذار/مارس 2024 أن ألمانيا قد وافقت على قبول 147 شخصًا من غزة التي مزقتها الحرب بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينما ذكرت وكالة الأنباء البلغارية في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 أن 36 أسرة فلسطينية-بلغارية قد تم إجلاؤها وكانت في طريقها إلى بلغاريا. تُظهر إحصاءات وزارة الهجرة واللجوء اليونانية (الصفحة 14) بأنّ اليونان قد وافقت على 6391 طلب لجوء للفلسطينيين طوال عام 2023، رغم أنَّ نسبة التأشيرات المقبولة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 غير محددة، بينما أفادت وزارة الخارجية الإيطالية أنها قامت بإجلاء أكثر من 300 مواطن فلسطيني منذ تشرين الأول/أكتوبر.