حذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، الجمعة، من أن ضربة إسرائيلية على محطة بوشهر النووية في جنوب إيران قد تؤدي إلى “كارثة إقليمية”.
لكن لفت غروسي أيضاً إلى عدم رصد أي تسرب إشعاعي منذ بدء الحرب.
وقال أمام مجلس الأمن الدولي: “تواصلت معي دول من المنطقة بشكل مباشر خلال الساعات القليلة الماضية للتعبير عن مخاوفها، وأريد أن أوضح بشكل قاطع وكامل أنه في حال وقوع هجوم على محطة بوشهر للطاقة النووية، فإن ضربة مباشرة ستؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة للغاية من النشاط الإشعاعي”.
كما أفاد بأن أن منظمته لم تورد في تقريرها الأخير أي دليل يشير إلى أن إيران تعمل حاليا على تطوير سلاح نووي.
وأشار غروسي إلى أن الوكالة التي يترأسها قادرة على ضمان عمليات تفتيش مستقبلية محكمة للبرنامج النووي الإيراني للتأكد من عدم تطوير طهران أسلحة نووية، وأن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكناً في حال توافر الإرادة السياسية.
ما تأثير الإشعاعات النووية على الدول المحيطة بإيران؟
منذ أربع سنوات نشرت مجلة “العلم والأمن العالمي” دراسة مبنية على آلاف عمليات المحاكاة لما قد يحدث لمدن رئيسية في منطقة الخليج في حال وقوع حريق في برك الوقود النووي المستهلك في محطة بوشهر في إيران أو في محطة براكة في الإمارات العربية المتحدة.
وبحسب المشرفين على الدراسة، فإن أي حادث نووي في منطقة الخليج قد تكون له آثار تضاف إلى الآثار المتوقعة لأي حادث نووي في أي منطقة في العالم، بسبب ثلاثة عوامل:
- أولاً، كثافة السكان في مدن ساحلية، ما قد يعقّد جهود نقل الناس في حال وقوع أي كارثة.
- ثانياً، اعتماد دول الخليج بشكل كبير على مياه البحر المحلاة، ما قد يسبب أزمة مياه لكل سكان المنطقة، خاصة أن البحر هناك شبه مغلق، ودورة المياه فيه تحتاج إلى ما بين سنتين وخمس سنوات لتكتمل. ومع أن بعض معامل التحلية يمكنها التعامل مع هذا التلوث، غير أنها قد تضطر لوقف العمل لفترة معينة في حال وقوع الحادث.
- ثالثاً، تركز النشاط الاقتصادي – تحديداً إنتاج ونقل النفط والغاز – في مناطق الساحل وفي مياه الخليج. إذ قد يؤدي حادث نووي في المنطقة إلى تعطيل مرور السفن في مضيق هرمز، ما قد تكون له آثار كبيرة على هذه الدول.
يقول مختصون إن التوجيهات المتبعة في حال وقوع كارثة نووية متعارف عليها، وتتمثل عادة بتوجيه الناس للبقاء داخل المنازل وإغلاق النوافذ والأبواب، وعدم شرب المياه من مصادر مكشوفة أو تناول الخضار والفاكهة التي قد تكون تعرّضت للإشعاع. وقد يلجأ البعض إلى تخزين المواد الغذائية تحسباً لأي طارئ.