كتب عوني الكعكي:
قال لي صديقي: إنّه كان على صلة مع ضابط الأمن المفوّض من قِبَل الحكومة الفرنسية لترتيب إخراج الجنرال عون من السفارة الفرنسية في مار تقلا التي لجأ إليها هرباً، عندما كان يحاول تكسير رأس الرئيس الراحل حافظ الأسد… وذلك عندما شاهد طائرة «سوخوي» فوق قصر بعبدا.. فترك عائلته، أي بناته الثلاث وزوجته، في القصر وهرب بالبيجاما الى السفارة الفرنسية في مار تقلا كما ذكرنا.
ذلك الضابط اعترف لصديقي بأن عقل الجنرال عون عقلٌ شرّير… وهو متقلّب، لا يعلم أحد ما يريده، وعندما يحصل على طلب ما ينتقل الى الثاني، وليس هناك ما يرضيه وكأنّ عنده جوعاً مزمناً لا حدود له للسلطة.
حاول فخامة الرئيس ميشال عون أن يروّج لإيصال صهره العزيز الى رئاسة الجمهورية فاتّبع من أجل تحقيق هذا الهدف كلّ الطرق والوسائل، لكنه لم يكن موفقاً، لأنّ الصهر لم يستطع تحقيق أي إنجاز لا في النيابة، ولا في الوزارة… بل كان الفشل ملازماً له بحجة نظرية «ما خلونا»، وهو كبّد الخزينة اللبنانية 65 مليار دولار خسائر على صعيد الكهرباء. هذا غير السدود وغير الفشل في وزارة الاتصالات وغيرها وغيرها…
إنّ ما أَفْشَلَ الخطة التي وضعها فخامة الرئيس وعمل لتنفيذها ليلاً ونهاراً هو إدراج الصهر في لائحة العقوبات الاميركية بموجب قرار رقم 13818 للعقوبات، وبذلك فقد أي أمل له في الوصول الى رئاسة الجمهورية، وهكذا فشلت الـplan A، أي الخطة الأولى، وهنا لجأ فخامته الى plan B وهذا المصطلح يعني باختصار (plan A الخط الاول) و(plan B الخط الثاني).
بعد بدء العمل بـplan B يأتي السؤال: ما هي plan B التي خطط لها فخامته ورسم خطوطها؟
تتلخص الخطة «B» بالنقاط التالية:
أولاً: تشكيل آخر حكومة في عهده.. على أن تكون السلطة العليا في هذه الحكومة للصهر وجماعته، وإذا أمكن أن لا تكون فيها جماعة «القوات اللبنانية»، عندها يكون الأمر أفضل بكثير.
ثانياً: في حال أنّ «القوات» أرادت أن تشارك، هنا لا يمكن أن تُعْطَى أية وزارة مهمة أو وزارة خدماتية، يعني بدونها يكون الأمر أفضل.
ثالثاً: أن يحصل الصهر وجماعته على أكبر عدد من الوزارات، من دون الإكتراث بتطبيق ما يُسمّى بـ»الوفاق الوطني».
رابعاً: تبقى وزارة الخارجية مع الصهر ووزارة الطاقة مع النائبة الجديدة ندى البستاني ووزارة العدل مع ثالث من «التيار»، وأن تترك الوزارات الهامشية للآخرين.
خامساً: أهم بند للموافقة على القبول برئيس حكومة أنْ ينفذ برنامج الصهر وفخامة الرئيس.
سادساً: الاستغناء عن حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، لأنه لا يتجاوب مع فخامته أولاً، وثانياً لأنه لا يزال مرشحاً قوياً لرئاسة الجمهورية.
سابعاً: الاستغناء عن قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي نجح نجاحاً مميزاً في الحفاظ على وحدة الجيش، وعدم السماح لأي فريق بالتدخل في أي موضوع، وهو يلتزم بتحقيق الأمن، كذلك هو على مسافة واحدة من الجميع… والجدير ذكره انه استطاع أن يتغلب على كل المصاعب ويخرج من كل الأفخاخ التي حاولوا أن يضعوه فيها وآخرها ما جرى في حي الشراونة.
ثامناً: الاستغناء عن رئيس مجلس القضاء الأعلى لأنه لم يقبل بتحويل القاضية غادة عون الى بطلة، فتقوم بالاعتداءات والغارات، برفقة الحدّاد والنجار واللجوء الى الكسر والخلع.. والاعتداء على القضاء باسم القضاء نفسه، والأهم التصريحات التي تطلقها وكأنها رئيس جمهورية لا قاضية عليها الإلتزام بالقانون.
هذا إضافة الى المشاكل والأزمات التي افتعلتها إكراماً للصهر العزيز ضاربة عرض الحائط الأسس والقواعد في عالم القضاء.
هذه هي أهم بنود الخطة «plan B»، وهناك أيضاً موضوع يعتبر من أسس تفكير فخامة الرئيس، وهو انه عندما يصل الى السلطة فعليه أن لا يتخلى عنها إلاّ بطائرة «سوخوي» فوق قصر بعبدا، لأنه لا يفهم إلاّ بهذه اللغة.
The post بعد فشل PLAN A … فخامته ينتقل الى PLAN B appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.