أكد الإعلامي نديم قطيش في برنامجه «الليلة مع نديم» على قناة «سكاي نيوز عربية»، أنّ القصة لم تعد خلافاً بين لبنان و»إسرائيل» بل تحوّل الأمر الى نزاع لبناني – لبناني بامتياز…. وشرح قطيش في برنامجه قصة هذا النزاع بين اللبنانيين، مؤكداً أنّ اللبنانيين أنفسهم لم يتفقوا على جواب مشترك موحّد، ينقلونه الى الوسيط الأميركي آموس هوكشتين، الذي دعته الحكومة اللبنانية للحضور الى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، غداة وصول سفينة إنتاج وتخزين يونانية الى حقل كاريش، الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها.
في المقابل، حذّر لبنان اسرائيل، من أي عمل «عدواني» في المياه المتنازع عليها، حيث تأمل الدولتان في تطوير موارد الطاقة البحرية بعد وصول سفينة تديرها شركة «إنرجيان» ومقرّها لندن قبالة الساحل لاستخراج الغاز لـ»إسرائيل».
تعود صة ما يسمّى بالنزاع بين لبنان وإسرائيل، الى أنّ لبنان كان قد قرّر أن الخط 23 هو خط حدوده البحرية مع العدو، في حين ان «إسرائيل» لم تعترف إلاّ بالخط واحد… فصارت المنطقة ما بين الخط واحد والخط 23 منطقة خلاف ونزاع بين لبنان وإسرائيل… أي ان الخلاف يدور حول 860 كلم2.
فإذا حاولنا تعيين الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة لا بدّ أولاً من الرجوع الى قانون البحار (اتفاقية جنيڤ عام 1958) واتفاقية 1982 التي وضعت موضع التنفيذ في 29 تموز عام 1994، لذا فإنّ تراجع لبنان عن تسوية النزاع بالقبول بالخط 23 ليعود الى المطالبة بالاعتراف الدولي بالخط 29 الذي يضيف مساحة 1430 كلم2 ويجعل حقل كاريش حقلاً مشتركاً مع لبنان.
ومع الأسف الشديد فإنّ لبنان الرسمي لم ينجز تسجيل اعتراضه لدى الأمم المتحدة، وهو اليوم يواجه أصعب الخيارات التي تضعه في موقع تفاوضي ضعيف. فرئيس الجمهورية لم يوقع تعديل المرسوم الخاص بالمطالبة بالخط 29.
المهم ان لبنان طالب هوكشتين بالحضور لحل المشكلة.. مع ان إعلام «الممانعة» وصف الوسيط الاميركي بأنه إسرائيلي يحمل الجنسية الاسرائيلية من أحد أبويه وخدم في الجيش الاسرائيلي. المهم ان اللبنانيين لم يتفقوا حتى الآن على جواب محدّد وموحّد لعرضه على الوسيط الأميركي. فاللبنانيون أنفسهم مختلفون.. العميد بسام ياسين الذي قاد عملية التفاوض مصرّ على ان الخط 29 هو الخط الحقيقي. في حين ردّ الياس ابو صعب مبدياً رأي رئيس الجمهورية بأنّ الخط 23 هو الحدود الحقيقية.
لقد تحوّل الأمر الى سجال لبناني – لبناني بدل أن يكون الخلاف والنزاع لبنانياً – إسرائيلياً.
والمصيبة ان حزب الله، أعلن انه يقف خلف الدولة، أي ان القرار هو للدولة وهو سينفذ، مع انه لم يكن تحت سقف الدولة في يوم من الأيام.
التهديد والوعيد من حزب الله، لن يخيف اسرائيل.. التي تسير بمخططاتها بخطى ثابتة… ونحن نتلهّى بنزاعاتنا حول «جنس الملائكة».
The post بقلم نديم قطيش: الحدود مع إسرائيل… والنزاع لبناني – لبناني appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.
