بعد فاجعة الفيضانات والسيول التي أسفرت عن مقتل وفقدان الآلاف شرق ليبيا، خاصة في مدينة درنة، أعلن رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان أسامة حماد أن إجراءات احترازية سوف يبدأ تفعيلها من السبت في إطار مواجهة الكارثة.
وقال حماد خلال مؤتمر صحافي الجمعة إن السلطات قد تلجأ لعزل المناطق المتضررة عن درنة خوفاً من انتشار الأوبئة.
حملة رش بالمبيدات
جاء ذلك بعد أن عبر وزير الموارد المائية بالحكومة المكلفة من البرلمان محمد دومة الخميس عن القلق من تفاقم مشكلة تلوث المياه نتيجة الفيضانات والسيول وعدم توفر مياه صالحة للشرب، في أعقاب الإعصار دانيال المدمر الذي ضرب شرق البلاد.
وتنفذ السلطات المحلية في درنة المنكوبة حملة لرش شوارعها بالمبيدات، في محاولة لتفادي انتشار الأمراض والأوبئة.
درنة جسدت الكارثة الأكبر
يأتي ذلك بينما يتوالى انتشال الجثث من تحت الركام والأنقاض والمنازل الغارقة في شرق البلاد، وسط توقعات بتزايد عدد القتلى.
وكانت مدن درنة وشحات والبيضاء أكثر المناطق المتضررة جراء هذا الإعصار، بعد أن غمرت السيول الشوارع.
إلا أن درنة جسدت الكارثة الأكبر، بسبب موقعها الجغرافي في أسفل الوادي، فضلاً عن انهيار سدين فيها ما فاقم المأساة ورفع عدد الضحايا.
إذ دمرت السيول الناجمة عن الإعصار السدين، مساء الأحد، لتندفع المياه صوب مجرى نهر موسمي يقسم المدينة، وتجرف في طريقها مباني بأكملها إلى البحر، وفي داخلها عائلات نائمة. وغطى الطين الشوارع التي تناثرت عليها أشجار اقتلعت من جذورها ومئات السيارات المحطمة التي انقلب كثير منها.
كما تناثرت ملابس ولعب أطفال وأثاث وأحذية وممتلكات أخرى على الشاطئ بسبب السيول.
فيما تباينت تقديرات أعداد القتلى المؤكدة التي قدمها المسؤولون حتى الآن، لكنها جميعها أكدت أنها بالآلاف، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين.