كيت أتكينسون
الادعاء
حظر التصوير الشعاعي للثدي في سويسرا.
حكمنا
خطأ. فالتصوير الشعاعي للثدي متوفر في سويسرا.
AAP FACTCHECK – سويسرا تصبح أول دولة تحظر اختبارًا شائعًا لفحص الثدي، حسب ادعاءات منتشرة عبر الإنترنت.
وهذا خطأ. فلم يتم حظر التصوير الشعاعي للثدي، الذي يُستخدم للتحقق من وجود سرطان الثدي، في الدولة الأوروبية. انتشر هذا الادعاء على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي على فيسبوك وإنستغرام، ومنصة X وتيكتوك.
يقول أحد المنشورات: “إن النساء اللاتي يذهبن لإجراء التصوير الشعاعي للثدي هن على الأرجح غير مدركات للأذى الذي سيلحق بهن”.
“فنسبة 50% إلى 60% من النتائج “الإيجابية” غير صحيحة!! لذا، فإن تشخيص الإصابة “بسرطان الثدي” في 50% إلى 60% من الحالات، اتضح أنه لم يكن موجودًا على الإطلاق!!”
تدّعي المنشورات أن الفحص يعرّض المريضات للأشعة السينية والتي بدورها تحفّز نمو الورم.
“إن سويسرا هي أول دولة في العالم تحظر إجراء فحوصات التصوير الشعاعي للثدي”.
تستخدم تقنيةُ التصوير الشعاعي للثدي الأشعة السينية للكشف عن السرطان، وخاصة الأورام ذات الأحجام الصغيرة للغاية والتي لا يمكن رؤيتها أو الشعور بها.
ويتم هذا الاختبار عبر ضغط كل ثدي بين لوحتين، حيث يصبح هذان الأخيران مسطحين ليظهر نسيج الثدي بحيث يمكن التقاط صور واضحة له.
صرّح المكتب الفيدرالي السويسري للصحة العامة لـ AAP FactCheck بأن منشورات وسائل التواصل الاجتماعي هذه خاطئة.
“لم يتم حظر التصوير الشعاعي للثدي على الإطلاق في سويسرا. بل ويشمله التأمين الصحي ويوصى به للنساء اللاتي تتراوح أعمارهن من 40 إلى 59 عامًا بشكل سنوي، وكل عامين لمن تتراوح أعمارهنَّ بين 60 إلى 75 عامًا”. كما أكّد المتحدث باسم مستشفى جامعة زيورخ بأنَّ الفحص متاحٌ في سويسرا.
قد يستند الادعاء إلى تقرير صدر عام 2014 من قبل المجلس الطبي السويسري المنحلّ حاليًا، والذي شكك في فائدة التصوير الشعاعي للثدي وأوصى بتوقيف استخدامه.
انتقد خبراءٌ ومنظماتٌ طبيةٌ النتائجَ، واصفين التقرير بأنه “مُعيب ومضلل”.
تدّعي منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا أن التصوير الشعاعي للثدي يقدم عددًا كبيرًا من الفحوصات الإيجابية الكاذبة، مشكلًا بذلك مخاطر صحية خطيرة ومعززًا نمو الورم.
أخبر خبراءٌ في مجال الصحة AAP FactCheck إنَّ الفحوصات آمنة وجدُ مفيدة للكشف المبكر عن السرطان.
قالت البروفيسورة نعمة حسامي، وهي طبيبة متخصصة في الثدي والصحة العامة بجامعة سيدني، إن التصوير الشعاعي للثدي – مثل جميع الاختبارات – قد يعطي نتائج إيجابية كاذبة، والتي تختلف من ممارسة إلى أخرى.
وصرّحت أيضًا بأن الأدلة الأسترالية قد أظهرت وجود نتائج إيجابية كاذبة في حوالي ثلاثة في المائة من الاختبارات (الجدول 5، الصفحة 4). حيث تقول البروفيسورة حسامي: “عندما يحدث ذلك، ستخضع المريضة التي تم استدعاؤها للمزيد من الاختبارات وحينها يمكن التعرف على النتيجة الخاطئة”.
صرّح بروس مان، وهو بروفسور جراحة بجامعة ملبورن، إنه لم يكن هناك دليل على أن التصوير الشعاعي للثدي يعزز نمو الأورام.
حيث يقول البروفيسور مان: “نعم، إنَّ التصوير الشعاعي للثدي غير مريح، ولكن لا يوجد دليل على أنه يسبب أي ضرر على المدى الطويل”.
“إنَّ كمية الإشعاع أثناء التصوير الشعاعي للثدي صغيرة جدًا، وتتم مراقبتها عن كثب”.
وقالت البروفيسورة حسامي إن الإشعاع من الأشعة السينية نظريًا يمكن أن يتسبب في السرطان، ولكن الخطر ضئيلٌ للغاية لدرجة أن فوائد التصوير تغطي على ذلك.
وجدت دراسة أُجريت عام 2020، والتي تابعت نصف مليون امرأة تتراوح أعمارهن بين 40 و69 عامًا في السويد، أن التصوير الشعاعي للثدي قد خفَّض معدلات الإصابة بسرطان الثدي المميت، حيث خفّض ذلك خطر وفاتهنَّ بسرطان الثدي في غضون 10 سنوات بنسبة 41%… وانخفض معدل الإصابة بسرطان الثدي المتقدم بنسبة 25%”.
وبالمثل، وجد بحثٌ أجراه المعهد الأسترالي للصحة والرفاهية أن النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 و69 عامًا والمصابات بسرطان تم اكتشافه عبر برنامج BreastScreen للتصوير الشعاعي للثدي كان خطر الوفاة لديهنّ أقل بنسبة 54% إلى 64% مقارنة بالنساء اللاتي كنَّ مصابات بسرطان ولم يستفدن من خدمات برنامج BreastScreen للتصوير الشعاعي للثدي (صفحة 10). يقول البروفيسور مان مقتبسًا من بحث أسترالي أظهر أن النساء اللاتي تم تشخيصهنَّ بعد إجراء التصوير الشعاعي للثدي كنَّ أقل احتمالًا لاستئصال الثدي: “خلاصة القول إن التجارب العشوائية قد أظهرت أن الفحص بالتصوير الشعاعي للثدي يقلل من خطر الوفاة بسبب سرطان الثدي”.