سيدني، 15 نوفمبر 2024: في خطوة غير مسبوقة وقبيل يوم التضامن مع لبنان، والذي يتوقع أن يشهد احتجاجات، وتجمعات، وصلوات في 24 نوفمبر في مدن حول العالم، أطلق أعضاء من الجالية اللبنانية العالمية هذا الأسبوع حملة عالمية، تحت شعار واحد واضح: “ارفعوا أيديكم عن لبنان!”
ستبدأ أستراليا العمل العالمي بإقامة وقفة تضامنية في سيدني في قلب المجتمع اللبناني في غرب المدينة، وسيتم عقد تجمعات مشابهة في أديلايد وملبورن في نفس اليوم. كما ستنظم مظاهرات في باريس، برلين، لندن، نيويورك، واشنطن دي سي، لوس أنجلوس، مونتريال، وغيرها مع انتشار موجة النشاط اللبناني حول العالم.
وقالت ديزي جدعون، صانعة أفلام حائزة على جوائز وصحفية وناشطة حقوقية، والتي تتصدر الأنشطة في أستراليا: “شعر أفراد الجالية اللبنانية العالمية بالحاجة إلى توحيد الجهود لإظهار موقف موحد ضد “العدوان الإسرائيلي المنهجي والوحشي الذي ينتهك بشكل صارخ قواعد القانون الإنساني الدولي ويتجاهل أبسط حقوق الإنسان دون أي رادع أو محاسبة”.
وأضافت جدعون: “نطالب جميع القوى الأجنبية، والجهات المعتدية، والمنتهكة لسيادة لبنان، بما في ذلك إسرائيل وإيران وسوريا والولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وأي كيانات أجنبية أخرى، بإنهاء تدخلهم في شؤوننا الداخلية واستخدام وطننا كساحة لصراعاتهم الخاصة”.
المطالب الرئيسية الخمسة للجالية اللبنانية العالمية هي:
وقف فوري لإطلاق النار وفك الارتباط في غزة، والعودة إلى اتفاقية الهدنة مع إسرائيل لعام 1949.
تنفيذ قرار الأمم المتحدة 1701 بالكامل، دون أي تردد أو تأجيل.
نشر القوات المسلحة اللبنانية في كافة الأراضي اللبنانية، وقصر حيازة الأسلحة العسكرية على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الوطنية فقط.
انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة إنقاذ.
عودة جميع المواطنين النازحين إلى مدنهم وقراهم.
عادت جدعون مؤخرًا إلى سيدني بعد أن نجت من القصف الإسرائيلي الوحشي الذي أودى بحياة أكثر من 3400 رجل وامرأة وطفل، وأصاب أكثر من 13 ألف شخص، وأدى إلى تدمير أكثر من 37 قرية بأكملها وآلاف المباني والمنازل والمعالم الأثرية والدينية بما في ذلك الكنائس والمساجد.
وقالت جدعون: “كعضو في الجالية اللبنانية الأسترالية والعالمية، والتي تمتد جذورها لأكثر من 130 عامًا وساهمت بشكل كبير في المجتمع الأسترالي الحديث من خلال شخصيات تاريخية مثل قائد المنتخب الوطني الأسترالي السابق ورئيس بلدية سيدني، السير نيكولاس شحاده، والحاكم السابق لنيو ساوث ويلز، ماري بشير، ورجل الأعمال جون سايموند، والمدرب السابق للمنتخب الوطني مايكل شيكا والعديد غيرهم، نحن نشعر بخيبة أمل عميقة من عدم وجود أي عمل حقيقي أو إدانة من قبل حكومتنا الأسترالية لانتهاك سيادة لبنان والقصف غير المبرر للمناطق المدنية والتاريخية من قبل إسرائيل”.
وأضافت: “إن رمزية تزامن هذا الحدث العالمي مع يوم الاستقلال اللبناني في 22 نوفمبر هي لتذكير العالم بأن لبنان دولة ذات سيادة، وعضو مؤسس في الأمم المتحدة وموقع على جميع اتفاقيات جنيف. في الواقع، كان سفير لبنان لدى الأمم المتحدة، شارل مالك، أحد المساهمين الرئيسيين في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وخلف إلينور روزفلت كرئيس للجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة”.
وتابعت جدعون: “لبنان بلد متأصل في الإنسانية والعدالة، ولحرمان بلادنا وشعبنا من حقوقهم السيادية، وهو الأمر الذي استمر لعقود وأصبح أكثر وضوحًا الآن، هو أمر لا يطاق وغير مقبول ويجب إيقافه”.
وأوضحت: “المسألة في لبنان وغزة حاليًا تقع في قلب ووجدان كل إنسان حول العالم، حيث تتعلق بحق الحياة والكرامة والسلام. الوقفة التضامنية هي طريقتنا في المطالبة بدعم هذه الحقوق الأساسية عبر نهج منسق وسلمي، لكننا نسعى أيضًا إلى حل طويل الأمد للقضايا المزمنة في الشرق الأوسط التي لا تزال تسحب لبنان إلى أتونها وتزعزع استقراره”.
ستقام الوقفة التضامنية في حدائق هولرويد، عند تقاطع شارعي بيت ووالبول، ميري لاندز، يوم الأحد 24 نوفمبر 2024، من الساعة الرابعة مساءً حتى السادسة مساءً.