أول غيث عدم التوصل الى هدنة رمضان يهطل مزيداً من المعاناة الاقتصادية الاجتماعية في لبنان، وهو ما يتمثل في ضمور عودة المنتشرين التي كان متوقعاً لها أن تكون واعدة على صعيد التخفيف من حدة الأزمة الخانقة. وهذا التردد في المجيء الى لبنان في عطلَتَي الفصح المجيد والربيع سببه مخافة اللبنانيين في الخارج من توسيع نطاق الحرب في الجنوب لتتحول من «حرب إسناد ومشاغلة»، محدودة في المكان على الأقل، الى حرب شاملة لم يتوقف العدو الإسرائيلي عن التهديد بها. والترجمة العملية لذلك إلغاء حجوزات في الفنادق وسائر المؤسسات والمنتجعات السياحية. وكان يؤمل لهذه المناسبة أن تكون مثمرة كون الطقس الربيعي
يتوافق، في هذه السنة، مع تراكم الثلوج على الجبال بسبب تأخّر هطول الأمطار وتساقط «الجنرال الأبيض»، ما كان (ولا يزال) يٌفتَرض فيه أن يشكل جاذباً ملحوظاً ليس فقط لعودة الآلاف من أبنائنا في الخارج إنما كذلك لمجيء السياح من بلدان الإقليم والمناطق الأبعد. هذا في الضرر المباشر، ناهيك بما قد يترتب على شمولية الحرب من أضرار وكوارث تطاول البشر والحجر، في بلدنا المنهَك، أصلاً، جرّاء الانهيار الشامل…
يحدث هذا في وقتٍ تتضارب «المعلومات» (هل هي معلومات حقّاً؟) عن بوادر خجولة لاحتمال التوصل الى فكّ عقدة الاستحقاق الرئاسي، لاسيما بعدما اجتهد النواب من أعضاء «تكتل الاعتدال» في تفسير الإشارة الإيجابية التي تلمّسوها خلال استئناسهم بالرأي السديد، من الرئيس نبيه بري، وقد ذهب بعضهم، في المجالس البعيدة عن الأضواء، والمجالس بالأمانات، الى حد القول إن رئيس المجلس النيابي بدأ «يميل» الى أن الحال «مش ماشية» بزعيم تيار المردة الوزير/ النائب السابق سليمان فرنجية وأنه لا بد من البحث في رئيس توافقي يشكّل محطة تلاقٍ، أو نقطة تقاطع بين الأطراف كافةً… وأن الذين تتوافر فيهم هكذا مواصفاتٌ موجودون بين المرشحين المعلَنين والمكتومين، وهم معروفون بالأسماء ومحالّ الإقامة، وليس لهم شغل، في هذه الأيام، سوى أنهم «يستفقّدون» أجهزة هواتفهم على امتداد الساعة، في انتظار خبر سعيد وبُشرى سارّة.
وإذا صحت هذه «المعلومات»، فإن إجراء الاستحقاق الرئاسي سيتمّ ما بين شهرَي نيسان الجاري وأيار المقبل.
The post شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – بين اللاهدنة والاستحقاق appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.