ما كانت أسوأ الكوابيس وأكثرها بشاعة ورعباً لتصل الى ما وصلنا اليه في لبنان، بـ «فضل» هذه الطبقة السياسية الموبوءة التي نُكِبَ بها لبنان واللبنانيون التي يصعب تصوّر وجود مثيلاتها في أكثر بلدان العالم تخلّفاً وفساداً وانحطاطاً… إنها «الجماعة السياسية» التي لم تكتفِ بأن جلودها «تمسحت» وحسب، بل دفعت اللبنانيين الى أن يدخلوا في نفق البلادة، ليبدوا متقبّلين مسلسل الانهيارات التي يتحمل الطاقم السياسي الفاجر المسؤولية فيها عن كل جائع لا يجد لقمة الكرامة، وكل مريض يفتقد الدواء ويعجز عن الطبابة والاستشفاء، وكل تلميذ لا يملك ذووه ثمن القلم والدفتر والكتاب (ناهيك بالقسط المدرسي)، وكل شاب وفتاة يهاجران الى بلاد الله الواسعة وقد باتا يقبلان بأدنى المرتّبات والتعويضات والمستحقًات بعدما كان اللبناني مصنّفاً في قمة الوافدين الأجانب في فئة الكفاءة والاختصاص والمهارة عموماً، وكل مَن يُقدِم على الانتحار يأساً من ضيق ذات اليد وكفراً بالحال البائسة التي أوصلنا إليها هؤلاء السياسيون الهجينون الذين لا يرون الى لبنان إلّا من جيوبهم المنفوخة بالمال الحرام…
إنهم يتحملون المسؤولية الكاملة المطلقة عن سقوط تاج العزة والكرامة والشموخ والهناء ورغد العيش والريادة عن هامة وطن الأرز الذي وصفه الله تعالى في «العهد القديم» بأنه وقفه، والذي ورد فيه اسم لبنان 74 مرّةً، وعُرف بوطن النقاء والبياض فحولوه الى مرمى للنفايات، ووطن اللبان والبخور فصار مقرّاً لكريه الروائح والبشاعات.
هذه «الجماعة السياسية»، في الحكم وخارجه ، تفوّقت بامتياز في ضرب هذا الوطن الذي كان فريداً بين الأوطان، فحوًلت جمالَه الى قبح، وغناه الى فقر، وكرامتَه الى ذلّ، وشعبَه المعطاء الى مُسْتَجْدٍ، وتقدُّمَه الى تخلّف، ومنابرَه المنارات الى فراغ، وأطبّاءَه العلماء الى متسوّلي تأشيرات الدخول الى أي مكان في الخارج، وليرتَه من عملة صعبة في العالم الى «ورق كدش».
ماذا لم يفعلوه من إساءة الى البلاد والعباد؟ أيَّ فِريةٍ لم يرتكبوا؟ أيَّ خطيئة لم يأثموا؟ أي فساد لم يقربوا؟
ماذا فعلوا في ديموقراطية كان هذا الوطن يباهي بها بلدان المنطقة قاطبة؟
كيف يتباهون بتلقي التعليمات من السفراء ومساعدي السفراء ومن مستشاري السفراء وهم يدّعون السيادة المزعومة؟ ويبقى أن نقول ما لا بد من قوله: الحق ليس عليهم إنما على هذا الشعب الذي قبِل منهم أن يغسلوا دماغه الى حد الخنوع؟!.
The post شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – نكبة لبنان بسياسييه appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.
