12 September, 2024
Search
Close this search box.
قراءة – بقلم يحي احمد الكعكي – خطوط التماس «سالكة وآمنة» إنما «ساقطة عسكرياً» ؟
Spread the love

في ١٩٧٥/١١/٢٦ كتب  «بول مارتن» مراسل صحيفة «التايمز» البريطانية اليومية في «الشرق الأوسط»، قائلًا إن : «صيغة لا غالب ولا مغلوب القديمة التي كانت يُحكم لبنان بواسطتها سقطت ولم يعد في الإمكان تَطبيقها على الأزمة الحالية، لأنّ شهور القتال الطويلة أسفرت عن تقسيم لبنان بالتقسيط من دون أن يَعيَ شعبه ما الذي يحدث فعلًا، وليس هناك من يدري متى سيستطيع لبنان أن ينهض على قدميه مرة أخرى، أو متى سينتهي النزاع القائم؟»، مضيفًا : «إلاّ أنّ الحل التقليدي للأزمات السياسية اللبنانية، والذي يتمثل عادة في إنهائها بلا غالب ولا مغلوب لم يعد بالإمكان تطبيقه على «الأزمة الحالية»..!

هذا وكان ضمير لبنان «العميد ريمون إده»[٢٠٠٠/١٩١٣] قد أكد في ١٩٧٥/١٢/٦ في حديث لإذاعة «مونت كارلو» الفرنسية -من لبنان- في على «أنَّ الولايات المتحدة والاتحاد السوڤياتي [ورثته «روسيا الاتحادية»] موافقان على خطة تقسيم لبنان- التي تنفّذ خطوة خطوة- والتي سيكون من نتيجتها ظهور: دولة مسيحية ودولة شيعية ودولة درزية ودولة سنية»؟-يعني «دول الطوائف الدينية» الصغيرة-؟

وفي ١٩٧٦/٨/٢٣ نشرت مجلة «المونداي مورنينغ» اللبنانية، التي كانت تصدر عن «دار الحياة» باللغة الانكليزية، مشروع حل للأزمة السياسية اللبنانية بعد أكثر من ١٦ شهرًا على بداية «الحرب القذرة» ١٩٧٥/٤/١٣، الذي كان قد كشف عنه «دين براون» مبعوث الرئيس الأميركي «جيرالد فورد» إلى «لبنان»، وكان قد أوصاه وزير الخارجية الأميركية آنذاك «د. هنري كيسينغر» بأن تصبّ كل جهوده باتجاه أن يبقى لبنان موحّدًا».

إلاّ أنّ «براون» وردًا عن سؤال قال: «أعتقد أنّ التسوية في لبنان لن تكون بالعودة إلى الوضع السابق تمامًا، بل إلى نظام الكانتونات -»لم يوضّّح ماذا يقصد بنظام الكانتونات، إنما الواضح من كلامه أنه كان يقصد النظام الفيدرالي»..!- مضيفًا :»وعلى أن تكون خطوط وقف إطلاق النار هي الحدود الفاصلة بين هذه الكانتونات، لأنّ تغييرات كبرى ستحدث في لبنان في كل من النظام السياسي واقتسام الكعكة»؟

وأكّد ردًا على سؤال آخر: «إنّ تقسيم لبنان إلى دويلات صغيرة سيؤدي إلى سلسلة من الدويلات التي لا يمكنها الحياة إقتصاديًا في المنطقة ككل»… وأضاف: «ولبنان لا يَصمد إلاّ وهو موحّد إقتصاديًا، وأعتقد أنه في إمكان اللبنانيين -إذا لم يستطيعوا العودة إلى النظام السياسي السابق- ان ينشئوا لبنان الكانتونات،- أي لبنان الفيدرالي -، شريطة أن يحتفظ هذا اللبنان بوحدة الأرض و أن لا يسمحوا بظهور دولة مارونية متطرفة من جهة ودولة إسلامية متطرفة من جهة أخرى»؟

من يكسب الرهان على «ماتبقى من لبنان»  في ظل الهدوء الحالي، والذي فيه خطوط التماس التي افرزها القانون الإنتخابي ٢٠١٨ الجهنمي الأكثري «سالكة وآمنية»، وإنما «ساقطة عسكريًا»..كما كانت في سنوات الحرب القذرة ١٩٨٩/١٩٧٥..؟

من يكسب الرهان:

¤  «دولة المواطنة» المؤسّسة على مقولة «صائب بك سلام» وهي «لا غالب ولا مغلوب»بحسب « دستور ١٩٩٠» المبني على «إتفاق الطائف» ..؟ التي دخلت في «السراب» ..؟

¤ أم «الفوضى الهدّامة» المؤدية إلى :

– ︎«الفدرلة» كما قال «دين براون» في ١٩٧٦/٨/٢٣.. المرفوضة من أصحاب القانون الإنتخابي ٢٠١٨..؟

– ︎أو إلى «التقسيم»..بحسب  «بول مارتن» في ١٩٧٥/١١/٢٦.. أي من ٤٧ سنة، – ︎وهو ما أوضحه «العميد ريمون إده» في ١٩٧٥/١٢/٦.. وخصوصًا أن خطوط التماس ١٩٧٥، تكاد تكون هي ذاتها خطوط التماس بعد انتخابات ٢٠١٨ و٢٠٢٢؟

[email protected]

The post قراءة – بقلم يحي احمد الكعكي – خطوط التماس «سالكة وآمنة» إنما «ساقطة عسكرياً» ؟ appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات