ماذا بعد ضرب مطاري دمشق وحلب وعودة اللهيان إلى طهران؟!!
Spread the love

كتب عوني الكعكي:

ثلاثة أحداث لا يمكن إلاّ أن نتوقف عندها اليوم وهي:

أولاً: قصف مطار دمشق بالصواريخ الاسرائيلية وتعطيله.

ثانياً: ضرب مطار حلب بالصواريخ الاسرائيلية وتعطيله أيضاً.

ثالثاً: عودة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان الى طهران، ولكن يبدو أنّ تعديلاً حدث على رحلته أدّى للعودة الى بغداد.. ويُقال بأنّ إسرائيل كانت على معرفة بقدوم اللهيان الى مطار دمشق أو الى مطار حلب فأرادت استهدافه.

لا شك أنّ الأحداث الثلاثة مرتبطة ببعضها البعض. إذ لا يمكن أن يكون تعطيل مطاري دمشق وحلب من دون التحضير لحدث كبير إذا ما ربطناه بوجود أسطولين أميركيين: «ايزنهاور» والثاني حاملة الطائرات «جيرالد فورد».

طبعاً الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل ليس جديداً، إذ تعتبر أميركا ان إسرائيل هي الولاية رقم 53 بالنسبة إليها، والدعم العسكري غير المحدود يؤكد مدى متانة العلاقات التي تربط أميركا بإسرائيل.

تبقى هناك أسئلة بعد مرور 4 أو 5 أيام على عملية «طوفان الأقصى» والتي فاجأت العالم كله لا إسرائيل فقط، والتي حققت إنجازات رائعة. ونبدأ بطرح الأسئلة:

أولاً: ما يسمّى بالجدار الذي يحمي الحدود بين «إسرائيل» والمناطق الفلسطينية. هذا الجدار الذي كلف مليارات الدولارات والتي كانت إسرائيل تعتبره أهم حاجز لحماية المستعمرات. ويُقال إنّ كلفته بلغت 3 مليارات دولار… فعلى ما يبدو ان هذه النظرية سقطت، إذ استطاع أبطال غزة أن يتخطوا هذا الحاجز، ويدمّروا قسماً منه ليصلوا الى المستعمرات والمستوطنات في غلاف غزة بسهولة… فكيف؟

ثانياً: بالتأكيد سقطت نظرية المستوطنات التي استغلت إسرائيل عملية السلام لبناء عدد كبير منها وصل الى حوالى 40 أو 44 مستوطنة.. وكانت إسرائيل تظن أنّ تلك المستعمرات ستكون حاجزاً وسدّاً يمنع الفلسطينيين من الانتشار.. ومن ناحية ثانية، كثرت الاعتداءات على الأراضي الفلسطينية وتمّ اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني.

ولا شك بأنّ سقوط هذه المستوطنات خلال الساعات الأولى من الاجتياح الفلسطيني خلال عملية «طوفان الأقصى» أثبت ان الكلام والوعود التي كان اليهود يغدقونها سقطت خلال الساعات الأولى، وأنه لا يمكن حمايتها بأي شكل من الأشكال مهما حاولت الدولة العبرية.

ثالثاً: عملية «طوفان الأقصى» أدهشت العالم، فالأهم أنها المرة الثانية التي يفاجئ بها العرب إسرائيل منذ عام 1973 يوم «عيد الغفران»، والمرّة الثانية اليوم يوم «عيد الغفران» أيضاً ولكن بعد 50 سنة.

رابعاً: سقوط منظومة التفوّق المخابراتي لإسرائيل.. إذ كانت إسرائيل تدّعي أنّ مخابراتها هي من أهم المخابرات في العالم…

خامساً: مجيء أميركا لدعم إسرائيل يبيّـن ان إسرائيل خائفة… ولا تستطيع أن تحارب وحدها، إذ ان مجموعة من 1200 عنصر من حركة «حماس» قامت بأكبر وأهم عملية في التاريخ في العالم.. وليس هناك أي عملية تشبهها.. والأهم ان الأبطال الـ1200 استطاعوا أن يحتلوا، كما قلنا، معظم المستعمرات والمستوطنات التي أقدم اليهود على بنائها. منذ 50 سنة كذلك تمكنوا من قتل 1200 ضابط وجندي وعدد من الاسرائيليين في تلك العملية، وهذا لا يمكن أن يصدّقه إنسان، ولا حتى في الروايات.

أخيراً، هذه العملية سوف تغيّر التاريخ، وبالنسبة لمجيء الأساطيل الأميركية والدعم الاميركي العسكري والمالي لن يغيّر في إجبار إسرائيل ولو لمرة واحدة على القبول بإقامة دولة فلسطينية رغم كل الرفض والهروب.

[email protected]

The post ماذا بعد ضرب مطاري دمشق وحلب وعودة اللهيان إلى طهران؟!! appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات