من طنجة إلى الكويرة، ومن نيويورك إلى كانبرا… يعيش المغرب اليوم لحظة فرح جماعي غير مسبوقة، بعد القرار الأممي الصادر في 31 أكتوبر 2025، الذي أكد أن مقترح الحكم الذاتي المغربي لعام 2007 يمثل الإطار الأكثر واقعية وجدية لتسوية النزاع حول الصحراء.

خطاب جلالة الملك محمد السادس، الذي أعقب القرار مباشرة، لم يكن مجرد رد رسمي على حدث دولي، بل إعلان مرحلة جديدة من التعبئة الوطنية والتنمية الميدانية. الملك أكد أن مغربية الصحراء قضية وجود وهويّة وطنية، وأن السيادة تتحقق على الأرض من خلال مشاريع تنموية ملموسة، وليس بالكلمات وحدها. وأضاف الملك أن كل مواطن مغربي هو شريك في بناء هذه المرحلة التاريخية، من طنجة إلى الداخلة، ومن مراكش إلى العيون، مؤكدًا أن القضية الوطنية هي جزء من هوية كل فرد ومصدر فخر جماعي.

على الصعيد الدولي، يمثل القرار الأممي فرصة دبلوماسية ذهبية للمغرب، لترجمة المكاسب الرمزية إلى حضور فعلي في العقول والقلوب. من نيويورك إلى باريس، ومن مدريد إلى كانبرا، تبرز أهمية التواصل الذكي مع الإعلام والنخب وصناع القرار، بما يعكس رؤية المغرب الواقعية والمتزنة، بعيدًا عن الشعارات، ويظهر كيف تتحقق مغربية الصحراء من خلال التنمية والحوكمة الرشيدة.

في أستراليا، على سبيل المثال، يمثل الملف الصحراوي فرصة فريدة لتعزيز هذا الحضور الدولي الذكي، عبر الانخراط مع الجالية المغربية والمجتمع الأكاديمي والإعلامي، وتحويل المواقف التقليدية المحايدة إلى تقدير واعٍ لرؤية المغرب، مع مراعاة حساسية السياسة المحلية، وتسليط الضوء على قوة الطرح المغربي دون أي مواجهة مباشرة.

اليوم، يحتفل المغرب بوحدة شعبه وقيادته، ويضع حجر الأساس لمرحلة جديدة من البناء والتنمية في أقاليمه الجنوبية. القرار الأممي ليس مجرد محطة رمزية، بل خطوة تاريخية تتطلب ترجمتها إلى واقع ملموس داخليًا وخارجيًا. فرحة اليوم هي حافز الغد، وحضورنا الذكي في الخارج سيجعل مغربية الصحراء حاضرة في كل قلب، وفي كل عقل وفي كل مسار دولي.


