كتب عوني الكعكي:
رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قرار وقف إمدادات الاسلحة الاميركية الى إسرائيل… إذا هاجمت رفح.. وقال إنّ بلاده مستعدة للوقوف بمفردها ومهاجمة رفح إذا لزم الأمر. وقال في بيان مصوّر… مثلما قلت من قبل: “سنقاتل بأظافرنا، ولكن لدينا أكثر بكثير من الأظافر”.
وصرّح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض جون كيربي ان جو بايدن يعتقد “ان تنفيذ إسرائيل لعملية كبيرة في رفح لن يحقق هدف إلحاق الهزيمة بـ”حماس” في غزّة… وإنّ اجتياح رفح لن يحقق هذا الهدف”، مضيفاً “ان “حماس” تعرضت لضغوط كبيرة من إسرائيل، وان هناك طرقاً أفضل، بدل تنفيذ عمليات محفوفة بالمخاطر الكبيرة على المدنيين… اما مقولة إننا تخلينا عن إسرائيل أو لسنا مستعدين لمساعدتها على إلحاق الهزيمة بـ”حماس” فهذا هراء.
وبهذا الكلام لا تبقى الحقيقة غائبة، ويفضّل أن تجري الأمور بشكل آخر، ونحن لا نرى ان عملية كبيرة في رفح يمكن أن تؤدي الى السلام بل بالعكس، فإنها ستضعف إسرائيل في محادثاتها حول الرهائن مع حماس”.
وقال مسؤولون أميركيون إنّ واشنطن أوقفت تسليم شحنة مكوّنة من 1800 قنبلة زنة الواحدة 2000 رطل و1700 قنبلة زنة 500 رطل.
نذكّر نتانياهو ان أميركا أرسلت الى إسرائيل الاسطول السادس، وحاملة الطائرات “جيرالد فورد” التي رافقها ما يقارب من 5000 من عناصر البحرية الاميركية، وطائرات مقاتلة ومدمرات والغواصة النووية “أوهايو” وحاملة الطائرات “ايزنهاور”.
فأمام كل هذه القوة العسكرية لا يزال نتانياهو يتنكر لأهمية أميركا في دعم إسرائيل.
باختصار، لولا أميركا لا تستطيع إسرائيل أن تبقى يوماً واحداً.
من ناحية ثانية، نقول: إنّ المجرم والمعتوه نتانياهو، وبعد سبعة أشهر مضت، لم يحقق أياً من أهدافه، وجيش الدفاع الاسرائيلي لم يحقق شيئاً أيضاً سوى القتل والتدمير.
نقطة مهمة جداً، ان هذه الحرب تختلف عن كل الحروب التقليدية… هذه الحرب اسمها حرب “ڤيتنام -2”، إذ حصلت مرّة واحدة في التاريخ في ڤيتنام عام 1964 وللتذكير فإنّ أميركا بعد 8 سنوات اضطرت أن تنسحب. وهذا ما سيحصل في غزّة.
أما كيف بدأت عملية “طوفان الأقصى” البطولية، فيمكن سرد أهم مراحل هذه العملية من خلال ما يلي:
في الساعة الرابعة من فجر 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، صدرت الأوامر الأولى من قادة حركة حماس في قطاع غزّة، بأن أي شخص كان حاضراً في الدورات التدريبية، ولم ينوِ الذهاب الى صلاة الفجر في المسجد الذي اعتاد الذهاب إليه، يجب أن يذهب للصلاة…
هكذا كانت أولى رسائل انطلاق “ساعة الصفر” لعملية “طوفان الأقصى” التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة وعلى رأسها حركة حماس عبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسّام من يوم السبت 7 تشرين الأول بعدما أعلن القائد العام للكتائب محمد الضيف بدء العملية، ردّاً على الانتهاكات الاسرائيلية في باحات المسجد الأقصى، واعتداء المستوطنين الاسرائيليين على المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل.
بداية، أطلقت كتائب عز الدين القسّام العملية العسكرية “طوفان الأقصى”.
هذا، وقد أعلن الجيش الاسرائيلي مقتل عدد كبير من جنوده ليصل العدد المعلن 124 جندياً وضابطاً قتلوا منذ بدء العملية وحتى اليوم الرابع.
إلى ذلك، أعلنت إذاعة الجيش الاسرائيلي إصابة قائد قاعدة تسيلم خلال اشتباكات مع مسلحين في سديروت.
وأعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقديراتها بوصول عدد القتلى الاسرائيليين الى ألف في نهاية اليوم الرابع.
إلى ذلك، أقدمت كتائب القسّام على أسر مجموعة جديدة من الاسرائيليين، وكانت إسرائيل قد اعترفت في بداية الهجوم بأسر حوالى مائة أسير إسرائيلي بينهم مدنيون وجنود وضباط.
واضطرت إسرائيل الى عملية إجلاء كاملة لسكان “غلاف غزّة، معترفة بمقتل 40 عنصراً جدداً من شرطة الحدود وإصابة 120 آخرين.
ويقول متابعون لعملية “طوفان الأقصى” إنّ “حماس” بدأت عملية “الطوفان” من خلال ضربة أولى شهدت إطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ… وكانت العملية مزدوجة شملت إطلاق قذائف صاروخية وتسلل مسلحين.
وقد تبيّـن أخيراً حسب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانييل هاغاري ان عدد الاسرى المحتجزين لدى “حماس” 230.
أما عدد القتلى من الجنود فبلغ -حسب مزاعم إسرائيل- 312 جندياً وضابطاً وأكثر من 1538 مدنياً لم يتم التعرّف إلاّ على 823 جثة.
وقد تبيّـن من مجرى الأحداث أنّ التدخّل الأميركي من خلال حاملات الطائرات والمدمرات والغواصات هو الذي “منع” بنيامين نتانياهو وجيش دفاعه من الانهيار حتى الآن، وإن كان الانهيار حتمياً.
إنّ مجرّد إظهار نتانياهو بطولاته الدونكيشوتية الوهمية، وبأنه يتحدّى جو بايدن لتلميع صورته… عملية مكشوفة لا تنطلي على أحد… فليأكل نتانياهو… وليصمت أفضل له من هذا الهذيان.
The post نتانياهو “يأكل …” ويتحدّى الرئيس بايدن appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.