وصل وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى القاهرة بالتزامن مع وصول وفود الوسطاء القطريين والمصريين والأميركيين.
وكانت وسائل إعلام مصرية قد نقلت عن مصدر مصري رفيع المستوى -لم تسمه- تأكيده أن المفاوضات استؤنفت في القاهرة الأحد، مشيرا إلى تقدم في المحادثات الرامية لإعلان هدنة في غزة قبل حلول شهر رمضان الذي يوافق 11 آذار الجاري فلكيا.
من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين أن الأطراف اتفقت على مدة الهدنة في غزة وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وأوضحا أن إتمام الصفقة لا يزال يتطلب الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة وعودة سكانه.
وذكر المصدران -وفقا للوكالة- أن مقتل أكثر من 100 فلسطيني بنيران إسرائيلية الخميس الماضي بينما كانوا يسعون للحصول على مساعدات لم يبطئ سير المحادثات، لكنه دفع المفاوضين إلى الإسراع من أجل الحفاظ على التقدم المحرز في سير المفاوضات.
ونجحت وساطة قطرية -بدعم مصري أميركي- في التوصل إلى هدنة إنسانية موقتة يوم 24 تشرين الثاني الماضي واستمرت أسبوعا تم خلاله إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى المقاومة في غزة، بينهم نحو 80 إسرائيليا.
وفي موقف لافت، قالت حماس ان الاتفاق على الهدنة ممكن خلال 24 ساعة أو 48 ساعة في حال وافقت إسرائيل على مطالب الحركة.
التصعيد متواصل جنوباً وهوكشتاين يعود اليوم؟
الجميّل: طرح «الاعتدال» مثل أفكار بري
على الحدود، تصفية قيادات حزب الله وعناصره، مستمرة ولا تهدأ. اما في الداخل، فتصفية المبادرات التوفيقية سياسيا ورئاسيا في شكل خاص، على يد الثنائي الشيعي، بدورها، مستمرة. قبل ان تستقبل كتلة الوفاء للمقاومة اليوم الاثنين وفد “الاعتدال الوطني”، بدا ان مبادرته تترنح، وقد وجّه نحوها مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل، ضربات قاسية، تكاد تكون “قاتلة”، في مواقفه الصحافية الاخيرة، والتي اعلن فيها ان “لا جلسة مفتوحة للانتخاب”، وان الحوار يجب ان يشبه الحوارات التي كان يدعو اليها رئيس المجلس في السنوات الماضية.
هل يهدأ الجنوب؟
وسط هذه الاجواء، ومع انتهاء اجتماع سفراء الخماسي ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي يوم الجمعة الماضي، الى “لا جديد”، تتجه الانظار الى ما اذا كانت الجهود الديبلوماسية الدولية، وتحديدا الاميركية منها، ستنجح في اعادة التهدئة الى الجنوب اللبناني، سيما اذا ابصرت الهدنة النور في غزة، بما ان المسؤولين الاسرائيليين لا يخفون رغبتهم بمواصلة عملياتهم ضد حزب الله، حتى ولو تم التوصل الى اتفاق وقف نار في القطاع. ليس بعيدا، علم أنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيصل الى بيروت يوم الاثنين المقبل في زيارة يلتقي في خلالها عددًا من المسؤولين اللبنانيين. وتشير المعلومات إلى أنّ هوكشتاين سيستهلّ لقاءاته باجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
مستعدون للتفاوض
وسط هذه الاجواء، أنهى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب إجتماعاته في منتدى انطاليا الديبلوماسي بالمشاركة في حلقة حوارية حول التأسيس لسلام دائم في الشرق الاوسط حيث اشار الى التهديدات اليومية الاسرائيلية بتدمير لبنان، في حين يسعى لبنان للاستقرار داعيا “الاسرائيليين الى تجربة خيار مختلف عن الحرب المستمرة منذ اكثر من ٧٥ عاما”. واشار الى ان انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، واحترام الحدود الدولية، ووقف الخروقات اليومية يحقق الامن للجميع، وبأن لبنان مستعد للتفاوض غير المباشر لان الخيار الآخر امامنا هو خطر إتساع رقعة الحرب لتصبح حربا اقليمية.
ترنّح المبادرة
وعلى الصعيد الرئاسي، بدا ان مبادرة تكتل الاعتدال الوطني بدأت تواجه عقبات. فاثر انطلاقة قوية لها، مع موافقة اكثر من فريق وازن في الداخل على افكارها، بما انها طرحت “تشاورا نيابيا” وايضا “جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس”، سُجّلت عودة لعين التينة الى مربّع التصلب، مع مواقف النائب علي حسن خليل الاخيرة. كما تشير مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، الى ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، على لسان نجله النائب طوني فرنجية، أبلغ وفد الاعتدال ان والده ليس في وارد التراجع عن مرشحه، وان لا مرشّح آخر لدى فريقه السياسي اليوم. ويبدو ان هذا الموقف، منسّق مع عين التينة ومع الضاحية. على اي حال، تتابع المصادر، فإن حزب الله الاثنين، سيستفسر من “الاعتدال” عن تفاصيل مبادرته، الا انه لن يقدم اي جواب عليها، في تموضع لا يدل على انه ايجابي تجاهها.
الجميل يستغرب
كل هذه العوامل دفعت برئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى انتقاد الحزب والمبادرة وحتى مَن وافقوا عليها، غامزا من قناة “القوات اللبنانية”. فقد رأى أن “لا شيء يميز المبادرات التي طُرحت عن مبادرة الرئيس برّي”، مشيرًا إلى أن “النائب علي حسن خليل وضّحها على أنها عملية حوار كما دعا إليها برّي سابقًا”. وقال في حديث تلفزيوني “أولًا لم نرَ أي التزام من قبل الفريق الآخر لعقد جلسات مفتوحة وليس فقط متتالية، وثانيًا: لم ينسحب مرشح 8 آذار سليمان فرنجية من السباق الرئاسي، وبالتالي لا نزال عند نقطة الصفر اليوم، وأستغرب كيف وافق البعض على مبادرة لم تُعالِج هذه النقاط البنيوية وبظلّ عدم قبول حزب الله المناقشة بمرشحٍ ثالث”.
The post هدنة غزة على «كف إسرائيل ».. وهوكشتاين يعود اليوم appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.