في ليلة كروية استثنائية، خطف الحارس المغربي ياسين بونو الأضواء مجددًا، مؤكدًا أنه ليس مجرد لاعب ضمن صفوف الهلال السعودي، بل أسطورة حية تُسطر مجدها بمداد الذهب على الساحة العالمية.

 قمة نارية… ومواجهة بحجم التاريخ

في دور الـ16 من كأس العالم للأندية 2025، التقى الهلال السعودي مع مانشستر سيتي، بطل أوروبا، في مواجهة اعتبرها الكثيرون محسومة سلفًا للإنجليز. لكن بونو كما اعتدناه كان هناك ليكتب سيناريو آخر.

النتيجة النهائية: الهلال 4 – 3 مانشستر سيتي، بعد مباراة مثيرة امتدت إلى الأشواط الإضافية… لكن الرقم الذي سيظل محفورًا في الذاكرة ليس عدد الأهداف فقط، بل عشر تصديات حاسمة لحارس عوّد جماهيره على الارتقاء فوق التوقعات.

 تصدي خارق… بونو يتحدّى قوانين الفيزياء

في الدقيقة 67، وبينما كانت المباراة معلقة على خيط رفيع، أطلق هالاند تسديدة صاروخية من داخل منطقة الجزاء، ارتدت من الدفاع، ثم تبعها فودين بتسديدة أخرى كانت في طريقها إلى الشباك… لكن بونو، وهو على ظهره، أوقفها بطريقة لا تُصدق.

مواقع الرياضة العالمية وصفت اللقطة بـ”واحدة من أعظم التصديات في تاريخ البطولة”، وتصدّرت الفيديوهات على كل المنصات.

 من مونتريال إلى المجد العربي

وُلد بونو في كندا، ونشأ في المغرب، حيث بدأ رحلته الكروية مع الوداد البيضاوي. مسيرته مرّت من إسبانيا عبر أندية مثل أتلتيكو مدريد، ريال سرقسطة، جيرونا، ثم تألقه الخارق في إشبيلية، وصولًا إلى الهلال… وكل محطة فيها كانت صعودًا، نضجًا، وإبداعًا.

أما مع أسود الأطلس، فكان أحد أبرز أبطال مونديال قطر 2022، وكان من أعمدة إنجاز الوصول إلى نصف النهائي لأول مرة في تاريخ العرب وإفريقيا.

 بونو… ما هو أكثر من حارس مرمى

ليس بونو مجرد حارس متألق، بل شخصية متزنة، مثقفة، متواضعة، وملهمة. نادرًا ما يظهر في الإعلام، لكنه حين يتحدث، ينثر الوعي والاحترام، وحين يلعب، يعزف سيمفونية من الهدوء والثقة.

ما فعله أمام مانشستر سيتي ليس مفاجأة لمتابعيه، بل حلقة جديدة في سلسلة من المجد المتراكم… فالرجل لا يعيش على مجد الماضي، بل يخلق المجد كلما وقف أمام المرمى.

بونو لم يكن مجرد بطل تلك الليلة، بل كان مرآة لأحلام جيل كامل من الشباب العربي، الذي يرى فيه رمزًا للجدية، والصبر، والشغف.

‏⁧‫بونو⁩ ليس حارسًا فقط… إنه مدرسة في الصمت، واليقين، والثقة بالنفس.