19 April, 2024
Search
Close this search box.
أَنْتِ القصيدة
Spread the love

:سألتني يوما

مضى على وجودي معكَ زَمناً

قارب الربــع قرن ولم تكتـب

:لي قصيدة. فَأجبتها

شعر: البير وهبه

قـــالَتْ وَقَد ضَـجَّ السّـــؤالُ بِصَوْتِها

لِمْ لا تُغَنّـــيني الْهَوى يــا شــــاعِري

حَصَدَتْ قَصــــائِدُكَ الْقُلوبَ وَلَمْ أَرَ

قَلْباً يَــــذوبُ بِحُـبِّها كَمَشــــاعِري

عــــاشَتْ بِقَلْبي كَمــا الرَّبيعُ زَنـابِقاً

يَحْـــلو شَــــذاها في الْفُؤادِ الـــزَّاهِرِ

وَقَرَأْتُها بِمَجــــــامِري وَمَـــــدامِعي

وَرَشَفْتُها مَـــعْ قَهْوَتي وَسَجــــائِري

قـَلَّـبْـتُ فيها أَحْــــرُفاً وَضَّـــــــــاءَةً

كَالنّــورِ تَرْهُـــجُ في الْفَضــاءِ الثّــائِرِ

صَـــــوَّرْتَ فيـها لُعْـــــــبَـةً أَزَلِـــيَّـةً

فَـــــــإِذا بِها مَمْزوجَــةً بِمَقـــادِري

غـــــارَتْ عُيـــونُ الحُــبِّ في أَفْيائِها

فَتَسَلَّلَتْ نَشْــــوى بِقُدْرَةِ ســـــاحِرِ

لَمْلَمْـتُـها عَـــلّي بِهــــا أُنْشــــــودَةً

وَزَرَعْتُها كَـالْوَشْمِ بَيْنَ ضَفـــائِري

غَنَّيْتَ أَزْهــــارَ الوُجــــودِ بِأَسْرِها

وَتَـــرَكْتَني للـــرّيحِ حُلْمَ مُســــافِرِ

قالَـــتْ وَقَدْ جَفَّ الْكَــــلامُ بِحَلْقِها

يــا شــاعِري جَنَّتْ رُبوعُ أَزاهِري

فَــأَجَبْتُها يـــا ضَـوْعَةَ الطّيبِ الَّــذي

نَسَجَتْهُ أَحْــــلامُ الشَّــبابِ الْغـــــابِرِ

أَنْــــتِ الْبِـــدايَةُ وَالنِّهايَةُ وَالْمَـــدى

أَنْتِ الرَّوِيُّ الْحُلْوُ فــوْقَ دَفـــــاتِري

أَنـــــا لَوْلا وَجْهُكِ ما كَتَبْتُ قَصيدَةً

وَلَمــــا فَرَشْتُ عَلَى الضِّياءِ بَشائِري

وَلَمـا لَبِسْتُ الشِّعْرَ حُلَّــــــــةَ مُؤْمِنٍ

وَلَمـــا نَثَرْتُ عَلى الْجَمالِ جَواهِري

وَلَمـا غَمَرْتُ الشَّمْسَ أَحْرُقُ مُهْجَتي

وَالنَّــــارُ تَــــأْكُلُ أَضْلُـعي وَسَرائِري

أَنْـــتِ الْقَصيدَةُ كَيْفَ أَجْرُؤُ خَلْقَها؟

وَالْحُبُّ يَجْــــري بِاتِّجاهِ مَعــــابِري

أَهْــــــواكِ قــافِيَةً أُحـــــاوِلُ سَكْبَها

أَيْقـــــونَةً فَـوْقَ البِســاطِ الطّــــــائِرِ

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات