29 March, 2024
Search
Close this search box.
الاتّفاق السعوديّ – الإيرانيّ: نص مكتوب أو فعل مطلوب؟ – 1
Spread the love

بقلم عماد الدين أديب

«أساس ميديا»

ماذا يعني الاتفاق السعودي الإيراني الذي تمّ توقيعه (يوم الجمعة الفائت) في بكين برعاية صينية؟ إنّه نص واحد مكتوب بعناية، لكنه يعني الكثير وله ردود فعل متباينة على كل طرف من الموقّعين، وعلى المنطقة، والقوى الكبرى. وكانت السعودية قد أغلقت سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد عام 2016 عقب الاعتداء عليهما.

ترتيب 4 ملفّات

يقول مصدر مطّلع إنّ هذا الاتفاق جوهري في إعادة ترتيب 4 ملفات رئيسية:

1- ملف العلاقات الثنائية بين البلدين.

2- ملف التوتّرات والصراعات في المنطقة، وأهمّها الحرب اليمنية واحتمالات أن تنتهي الهدنة إلى تسوية.

3- الأوضاع الداخلية غير المستقرّة في لبنان وسوريا والعراق التي تلعب إيران دوراً رئيسياً في إدارة مؤشّر صناعة القرار فيها.

4- ملف «الاتفاق المعطّل» (الاتفاق النووي) حتى الآن بين طهران وواشنطن.

الجدير بالذكر أنّ السعودية ودول الخليج كانت على خلاف مع إدارات أوباما وترامب وبايدن بسبب اقتصار الاتفاق على سلوك إيران النووي وحصر الخطر الإيراني في مسألة التخصيب، فيما الخطر كما تراه دول الخليج هو في «التدخّلات التخريبية» لطهران في مصالح وشؤون دول المنطقة.

حينما التقى الوفد الخليجي برئاسة وليّ العهد السعودي في حينه الأمير محمد بن نايف بالرئيس الأميركي باراك أوباما عام 2015 ورفض الأخير أن تتعهّد إيران خطّيّاً، سواء في خطاب ضمان أو بإضافة ملحق على الاتفاق مع إيران، بـ»احترام سيادة الدول» وعدم التدخّل في شؤون الآخرين واتّباع سياسة حسن الجوار.

رفضت واشنطن وأصرّت على أن الاتفاق «نووي» بامتياز، وكانت دول الخليج ترى أنّ الاتفاق كما هو يشكّل خطراً ويشجّع على استمرار الانفلات الشديد لسياسات الحرس الثوري بالمنطقة.

أمّا إيران فكانت تدعو دائماً إلى أن ينأى تماماً ملف المنطقة عن أيّ تدخّل أميركي وأن يكون على طاولة الحوار المباشر بين السعودية وإيران.

هكذا تمّ إنجاز هذا الاتفاق بدون رعاية أميركية وبحوار مباشر في مسقط وبغداد على مدى عامين، ثمّ باحتضان ومبادرة من الزعيم الصيني شي جينبينغ.

من هو الوزير مساعد بن محمد العيبان؟

قاد الوفد السعودي في عملية التفاوض أحد أهمّ الخبراء السياسيين والفاهمين للقانون والبارعين تقنياً في صياغة الاتفاقات والمواثيق الوزير مساعد بن محمد العيبان، مستشار الأمن الوطني وأحد أهمّ خبراء الديوان الملكي. يحظى العيبان بثقة كاملة من رؤسائه في عهود الملكين فهد وعبدالله واليوم الملك سلمان ووليّ عهده الأمير محمد.

من الجانب الإيراني علي شمخاني مستشار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يلعب دوراً أساسياً في جولات الحوار المتعلّقة بالاتفاق النووي الإيراني.

بهذا الاتفاق جعلت كلّ من السعودية وإيران الصين «ضامناً دولياً لهذا الاتفاق» على الرغم من اختلاف أسباب كلّ منهما في هذا المجال.

أهمّ ما في هذا الاتفاق أنّ فيه أمرين: الأول تعهّدات، والثاني إجراءات.

أهمّ التعهّدات، وهي تشمل ما كانت الرياض وباقي دول المنطقة تسعى إليه:

أ- عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول.

ب- حسن الجوار بين دول المنطقة.

ج- احترام سيادة الدول.

الإجراءات هي إعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارتين في طهران والرياض والقنصليتين في مشهد وجدّة.

تمّ الاتفاق على إعادة تفعيل الاتفاقية الأمنية بين البلدين التي وُقّعت عام 2001 ثمّ جُمّدت لسنوات، وتمّ الاتفاق أيضاً على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية. مع الإشارة إلى أن السعودية لم تقُم خلال أقسى درجات التوتّر بتسييس موقفها في مجموعة «أوبك بلاس» التي تضمّ إيران، مثبتةً أن الرياض حريصة على حصر القرارات في هذه المجموعة بالجانب التقني المحض وفقاً لمصالح الأعضاء وبناءً على أسس العرض والطلب التي تفرضها حالة الأسواق.

الحاجة المتبادلة إلى الاتّفاق

في المفاوضات النهائية التي جرت في بكين بين السادس والعاشر من هذا الشهر برعاية كاملة من وزير الخارجية الصيني أثبتت كلّ من الرياض وطهران الحاجة إلى هذا الاتفاق.

بالنسبة للرياض، مشروع الأمير محمد بن سلمان يعلو ولا يُعلى عليه، ويتضمّن تنفيذ رؤية السعودية 2030،

يتبع غداً

The post الاتّفاق السعوديّ – الإيرانيّ: نص مكتوب أو فعل مطلوب؟ – 1 appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات