24 April, 2024
Search
Close this search box.
المظاهر والمال وتأثيرهما على المجتمع
Spread the love

الأفكار البناءة المفيدة لم يعد لها دور فعال في دول العالم الثالث وجل الدول العربية وهذا منذ عدة سنوات ، والسبب يعود لتلاشي الرغبة في المطالعة وقراءة الكتب، بل حتى الجرائد لم يعد لها مهتمين, لقد اقتصر الأمر على تصفح العناوين دون الغوص في المحتوى واستنباط أفكاره الجزئية والعامة، بالرغم من ثراء الساحة الأدبية وتنوع المواضيع، قل النقد الأدبي وأصابه احتباس حاد ولم يعد للنقاد تأثير، مما أثر سلبا على الإثراء والتنوع الثقافي والأدبي، حتى المسرح تلاشى، و اخترقت الرداءة الإنتاج السينمائي، غابت السيناريوهات الهادفة التي تخدم المجتمع وحل محلها الرقص وإبراز المفاتن وإقحام بعض المشاهد المخلة بالحياء وحشوها حشوا، طلبا للربح من ورائها، ولا يهم دورها إن كانت تخدم المجتمع أو تضره.

المظاهر والمال أثرت سلبا على التقدم بكل أنواعه وخاصة الفكري والثقافي منه ، وانحصاره في مجموعات ضيقة مؤثرة  ضاغطة في زاوية معينة ومكان لا يتعدى مدى الرؤية ، لذلك سادت سياسة التهميش والإقصاء، فكم من مثقف و حامل لشهادات عالية، دكتوراه, ماجستير،  تخنقهم البطالة ولا يسمع بهم أحد، بل أصبح بعضهم يمارس تجارة بسيطة ليسد بها رمق العيش، لكي يحفظ ماء وجهه وأنا أعرف منهم من يعيش بين ظهرانينا.

الاهتمام بالمثقف لم يعد سيد الموقف في وقتنا وهذا نظرا لعدة أسباب، منها الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها دول العالم الثالث وتفشي البطالة بشكل خرج عن السيطرة. في الستينات من يحمل شهادة التعليم الابتدائي، نحترمه ونقول له سي فلان، حافظ كتاب الله يجله ويحترمه الجميع، اليوم أصبحنا ننظر للمثقف البسيط المعدم على انه لا شيء، يتحاشاه الجميع، أصبح مالك المال هو المبجل، لذلك عم الفساد وأصبح الربح السريع مطلب الجميع، الكل يحلم بسيارة من النوع الفخم وفيلا بها طوابق وتطل شرفتها على ساحة التعالي والفخفخة، وهذا من أجل أن يحترمه الجميع وينصبون له ديوان المتعة على حطام الدنيا.

حتى السياسة اخترقها المال الفاسد من أجل الإجلال والربح وبناء علاقات مصالح، ولم يعد للأحزاب السياسية تأثير بسبب  الركود  ومركزية القرار وعدم الرجوع للقواعد الشعبية التي أصبحت هياكل بلا روح,  كثر النصب والاحتيال واكتظت المحاكم بهذا النوع من القضايا، لذلك ٱانعدمت الثقة وقل فعل الخير، وضاع الفقراء وأصحاب النية في زحام الأقدام، ساد سوء الظن ولم يعد للأخلاق أي معيار. لذلك أصبح المعيار السائد هو المادة وأهلها المبجلين, الذين تنحني لهم الهامات.

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات