20 April, 2024
Search
Close this search box.
اوكرانيا..هل ستقع الحرب العالمية؟
Spread the love

..الحرب الروسية- الاوكرانية
قد تتعدد الاسباب والاحداث والظروف،وكذلك التحليلات والقراءات والاستنتاجات،وصولاً الى استخلاص نتائج متعددة،مختلفة واحياناً متناقضة

آلاف المواقع ونشرات الاخبار والمؤسسات الاعلامية بكافة اشكالها والوانها واهدافها،البريئة منها والمعّلبة،قدمت وتقدم قراءاتها السياسية والاستراتيجة للحرب الدائرة بين دولتي روسيا واوكرانيا،آلافها المؤلفة ذهبت افكارها وتحليلاتها بعيداً وقريباً،غاصت عميقاً او طافت سطحاً، تفرقت واختلفت،لكن ما جمعها،هو انها تلاقت على خطورة واقعها،والاحتمالات المستقبلية لمساراتها القادمة،من حيث وضع هذه الحرب بين حدي بقاءها داخل جغرافيتها وحد تحولها وتوسعها لتصبح على حرب عالمية ثالثة تشترك فيها الدول العظمى ذات القدرات النووية والتدميرية الهائلة،والتي قد تؤدي الى ازالة مدن ودول وخرائط عن الحيّز الوجودي

…لماذا اوكرانيا،ولماذا الآن وفي هذا الوقت بالتحديد
مجموعة كبيرة من التساؤلات الواقعية تدفعنا الى البحث والتعمق والاستقراء،لنقول :هل عالم اليوم هو امام حرب كونية جديدة،ام انه امام اكبر واخطر لعبة شطرنج دولية سرية لم يعرفها ولم يتعرف عليها تاريخ العلاقات الدولية القديم والحديث

:تساؤلات جمّة تحيط بهذه الحرب ومن كافة جوانبها
١-ما هو السر الكبير الذي يقف خلف هذا التحول الكبير الذي حصل في اوكرانيا في العام ٢٠١٤ وصولاً الى تاريخ وقوع الحرب،والابتعاد التدريجي او ربما الابعاد التدريجي،للطقم الجديد الحاكم فيها عن وصاية العلم الاحمر…طقم وصلت معه الامور،الى ان يندفع للارتماء في احضان الغرب الدافئ،وان يطالب بالانتماء الى ناته المتردد،من دون ان يقدم هذا الحضن،لا دفئاً ولا اماناً ولا أمناً،لا بل استعاض عنه فقط،بتقديم الكلام المعسول بالسم المطبوخ في مطابخ دولية خطيرة

٢-الم يكن هناك الكثير من الوقت لكي يفهم ويقتنع حكام اوكرانيا الجدد،وقبل وقوع الحرب،بانهم قد تحولوا الى العوبة خبيثة في لعبة ماكرة،وان سياساتهم قد تؤدي الى خطر كبير على البلاد،فما هذه الخفة الغريبة التي قارب فيها الحكام،الامن القومي الاستراتيجي للبلاد،وما هذه البلاهة،او ربما الاستهبال المقصود،وعلى ما تنطوي اللعبة،الم يقل لنا الرئيس الممثل،كما اعلن،انه طالب ٢٧ رئيس دولة تابعة لحلف الناتو لمساعدة بلاده في دخول الحلف دون ان يحصل على اي جواب

٣-الا يحق للمتابع ان يستغرب ازدواجية المواقف الدولية في مسألة تسليح اوكرانيا منذ ثماني سنوات،ألم يعلن الجميع انهم لن يُقدموا على تسليحها وحمايتها قبل الحرب بسنوات وايام،ولماذا بدأت تنتشر صواريخ ستنغر وجافلين وبدأت انواع كبيرة من الاسلحة تتدفق في اليوم الرابع للحرب في ساحات القتال،اليس ذلك تطبيقاً لفكرة:ان المزيد من المقاومة تعني المزيد من القتل والدمار،وان المزيد من القتل والدمار يعني المزيد من اغراق القارة الاوروبية بتوتر وقلاقل وتهجير واضطرابات وبحور من الدماء،قد تمتد لعقود طويلة،وايضاً،الا يعلم الجميع ان روسيا تستخدم قدراتها النارية بصورة تصاعدية ووفقاً
لواقع المعارك الجارية وردة فعل المقاومة

٤- من جهة اخرى،اليس من دلالات خطيرة في مقاربة ما يجري ،فلماذا تُمنع شعوب ودول اوروبا جميعها،ان تستعيد امجادها القومية التاريخية،بينما يُسمح للبعض في اوكرانيا بذلك،فهل تستطيع المانيا على سبيل المثال ان تستعيد الحمائية القومية في البلاد،وعندها،ألن تتهمها اميركا بمحاولة احياء النازية من جديد،وفي المقلب الآخر،نجد ان هناك قوميون اوكران،تحالفهم واشنطن،يطالبون بالانضمام الى حلف ليبرالي عسكري عالمي،يعني خطوط تماس قومية مع عدو قومي روسي بخلفية وافكار وادوات قوة ليبرالية،لعبة خطيرة،محبوكة ومدروسة جيداً،تلاقت فيها الاستراتيجية البوتينية مع النظام الاميركي العميق

٥-اليس ما يدعو الى الاستغراب ايضاً، حين نرى ان القائد القومي الروسي بوتين،يحارب القوميين الاوكران الجدد وينعتهم بالنازيين،وذلك لخروجهم عن قومية الامة الروسية،الا تستخدم القومية والهوية هنا في مسارات المصالح المتضاربة،ولماذا يحالف الغرب الليبرالي جماعة قومية صغيرة ويورط شعب ودولة بحرب تدميرية هائلة

٦-الا يُستدل من صمت المارد الصيني شيئاً،بعد ان جرى كل ما جرى في هذا العالم خلال اسبوع واحد،وحيث الكرة الارضية بمجملها،اضحت تعيش على فالق زلزالي يكاد يكون اخطر ما يجري منذ الحرب العالمية الثانية،وان تكلم هذا المارد،فلا بد لتايوان ان تلقي التحية على اختها اوكرانيا

٧-بماذا يمكن ان تخبرنا حفلة الضياع والتخبط التركي في مسألة اغلاق المضائق من عدمه،والتأرجح والتردد والخوف منه،حيث تعاني تركيا  حالياً من خطرين محتملين كبيرين داهمين،خطر روسيا الارثوذكسية الباحثة عن عظمتها وامجادها الغابرة،وما اسطنبول سوى احدى حلقات اهدافها الكبرى،والخطر الآخر الآتي من  جانب الولايات المتحدة في سعيها الى توريط تركيا في حرب مع روسيا وطعنها من الخلف،وهي العضو في نادي الناتو حيث يجتمع فيه الاصدقاء والاعداء والمشردون

اسئلة وتساؤلات كثيرة،يصعب تعدادها مرة واحدة وفي مقالة واحدة،لكن من المؤكد،باننا امام يالطا مختلفة ومن نوع آخر مختلف،يالطا سرية جديدة نعرف زمانها ولا نعرف  مكانها،وليست على شاكلة يالطا القديمة التي جرت في مكان معروف وتحت اعين العدسات المفتوحة،فيالطا الجديدة تجري حالياً في مكان ما من هذا العالم،ستالينها شبح،وروزفلها مقامر،وضيفها الجديد مارد،اما تشرشلها، فقد عرف نفسه ووقف عنده

لطالما بحثت الكذبة عن بذرة من الحقيقة لاضفاء نوع من المصداقية عليها،واوكرانيا الدامية هي بذرة  هذه الايام للعبة دولية كبيرة، ناهيك عن بذور جديدة قيد التحضير قد تمتد من جورجيا الى مولدافيا الى دول  البلطيق وغيرهم وصولاً الى اسكندنافيا، لكن المصداقية الباقية والمؤكدة هي انه لا وجود،ولا امكانية لحرب عالمية ثالثة،انه زمن ترتيب اوراق الاقوياء وخطوط النفوذ الدولية التي طالما بحث وجادل منظرو العلاقات الدولية،فيما اذا كانت ستضم اوروبا باتحادها القاري ام لا ،لتستقر اللعبة الدولية كما يحدث الآن عن:

بوتينية قومية ارثوذكسية روسية،تحابي صينية شيوعية صلبة،تعادي اميركيةُ ليبرالية الظاهر،قومية الباطن،معاداة ترتقي الى مستوى المسرحية،تجتمع القوى الثلاث على:عزل اوروبا وتهميشها تمهيدا الى ان تعرف حدودها جيداً في الالفية الجديدة، انها طاولة اللعب الدولية الخفية،بادارة الولايات المتحدة الباطنية

 ولن ننتظر كثيراً في المستقبل القريب لنرى قوميو فرنسا النووية في الاليزيه،حيث سيكون للتاريخ طعم آخر،وللجغرافيا لون آخر،هناك سيُنصب لها فخ رضوخها وانضمامها الى جارتها البريطانية في معرفة الذات والحدود وخطوط اللعبة والنفوذ

 فهل اصبحت “القومية”هي  هي الطعم الخفي لازالة العقبات من امام النظام العالمي الجديد

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات