29 March, 2024
Search
Close this search box.
غرائب ارث العهد العونـي
Spread the love

بقلم مروان اسكندر

الكشف عن عمليات تهريب المازوت عبر انبوب مخفي يمتد من منشئات النفط في مصفاة طرابلس المتوقفة عن العمل دون ان تتوقف معاشات وتعويضات الموظفين، وبعض هؤلاء اشرفوا على تصميم وتنفيذ مد انبوب لتهريب المازوت من المنشئات الى سوريا، هذا بالاضافة الى تحميل بعض الشاحنات بكميات افترض انها موجهة لمستهلكين في لبنان، لكن استهلاكها وحصيلة مبيعاتها توافرت لمجموعة من المنتفعين في سوريا ولبنان.

السؤال المطروح، ونحن نسمع يوميًا اتهامات غير مؤكدة عن تحويلات مالية، وهذه بالمناسبة حتى تاريخه غير ممنوعة قانونًا الا اذا ثبت انها تحققت من اعمال اختلاسية كما هي عملية تهريب المازوت بأنبوب يمتد لكيلومترات لكي تصب كميات من المازوت في سوريا. والامر المؤكد ان الكميات تفوق المليون طن سنويًا منذ تاريخ انجاز هذا الخط المخفي عن مدراء منشئات مصفاة طرابلس المتوقفة عن العمل باستثناء استقبال الشحنات الكبيرة من المازوت والبنزين واعادة توزيعها على الشركات الرسمية المسجلة في السجل التجاري منذ سنوات، ويمكن القول ان الشركات العاملة في لبنان ارتفع عددها في السنوات الاخيرة، كما حجم اعمالها، ولا شك ان بعض الشركات اقدمت على شحن منتجات الى سوريا معروفة الحجم والكلفة.

ممارسة تهريب المازوت من خزانات المصفاة عبر خط منجز منذ اكثر من سنة يمتد تحت الارض لايصال شحنات مازوت الى موزعين معروفين في سوريا، والسؤال هو كيف يجوز استمرار عمل كبار موظفي منشئات النفط في طرابلس دون تحويلهم الى الاستنطاق ومن ثم القضاء والسجن بعد ثبات التهمة. وربما في حال ثبات التهمة تسري عقوبات على السيدة فغالي مديرة الوزارة والوزير الجديد.

اضافة الى موظفي منشئات طرابلس هل انجزت مراجعة حول انضباط تسليمات منشئات الزهراني وهنالك عمليات تحويل النفط الخام لمشتقات مناسبة مكلفة ولا تجرى منذ زمن وبعد انسحاب الشركات الاميركية المالكة سابقًا للمصفاة حين منعت عن تجهيز منشئات المصفاة بتجهيزات ترفع من نسبة البنزين في عملية التكرير، وهذا الامر يزيد من ربحية المصفاة ومن تامين المشتقات للمستهلكين.

لقد منعت السلطات اللبنانية تركيب التجهيزات التي كانت قد استوردت اوائل السبعينات ومن بعد يأس مدراء المؤسسة عن اقناع المسؤولين اللبنانيين اتخذوا قرارهم بالانسحاب من لبنان، ومن حظ لبنان في ذلك الوقت ان المدير العام للمنشئات كان مهندسًا لبنانيًا يتمتع بالعلم والكفاءة وهو من صلب اهل الجنوب وقد عمل على استمرار

عمل مصفاة الزهراني لسنوات ثم تقاعد بعد هذا الانجاز وتوقفت اعمال التكرير واستلام كميات النفط الخام وارتفعت اكلاف استيراد كميات مماثلة واصبح لبنان يواجه خسارة بملايين الدولارات بسبب تصلب موظفي الدولة حول انجاز اعمال تطورية في المصفاة.

واقع المصفاتين واستيراد المشتقات اصبح في يد ادارة وزارة الطاقة، وهذه الوزارة تجهزت بالخبراء اكثر مما تجهزت لمن يعرفون اعمال التكرير وضرورات تطويرها، ومن ثم انشئت لجنة لشؤون النفط افترض ان تقوم بعملها بالنسبة لتعاقدات البحث والتنقيب عن النفط والغاز خاصة بعد صدور تقرير عام 2010 من هيئة اميركية اختصاصية تابعة للحكومة الاميركية يبين ان حوض البحر المتوسط من جنوب تركيا الى سوريا ولبنان، وفلسطين واسرائيل ومصر يحتوي على كميات من الغاز تقارب او تزيد على 122 تريليون قدم مكعب ما يكفي دول الحوض لتغطية حاجاتها للغاز على مدى سنوات. اما النفط فقدرت الدراسة ان الحجم المفترض لمخزونه لا يتجاوز ال1.8 مليار برميل، واعمال الاستقصاء في هذه المنطقة ابتدأت في التسعينات مقابل غزة واظهرت تواجد كميات تجارية من الغاز لكن استغلالها منع ما لم توجه حصيلة الانتاج – من شركة النفط البريطانية – بمشاركة عدد من رجال الاعمال الفلسطينيين وبعد كفاية الحاجات الاسرائيلية تضخ الكميات الى غزة، وبالطبع توقف هذا المشروع.

بالمقابل حققت اسرائيل اكتشافات مجزية منها حقل كاريش وغيره مثل تامار وليفيتان، واكتشف حقل في المياه الاقليمية المشتركة بين اسرائيل وقبرص، وانتاج هذا الحقل يوفر قدرة قبرص على تامين الكهرباء خاصة وان القبارصة اعتمدوا على الالواح الزجاجية الحافظة للحرارة منذ اربعين سنة على الاقل، واكبر حقل اكتشف في منطقة الدراسة الاميركية تحقق في المياه الاقليمية المصرية عام 2018.

كل ما فعلناه في لبنان تأسيس هيئة مسيسة لشؤون النفط عام 2013 وقد انتهت مدة اول مجلس ادارة الذي احتوى لسنة واحدة خبير مميز عمل في الولايات المتحدة، وروسيا وبحر الشمال الخ وهو استقال من اللجنة بعد الاستمرار ل3 سنوات لم يشهد خلالها تقدمًا سوى اتفاق وقع مع شركة توتال للتنقيب عن النفط والغاز في رقعة مقابلة للبترون، ولم تؤد نتائج الحفر الى نتيجة، ورئيس الجمهورية اعلن ان توتال اكتشفت النفط والغاز في الرقعة المشار اليها لكنها شاءت اخفاء الحقيقة عن اللبنانيين.

بما ان اللبنانيين يسعون لتحقيق اقتناص فرص فوضت شركة توتال بالتشارك مع شركة ايني وبعد انسحاب شركة روسية حلت محلها شركة قطرية – بريطانية يرأسها شاب من اصل لبناني، واعلن البدء في عمليات التنقيب سيبدأ خلال 3 اشهر. وبالفعل هنالك خبراء من توتال في فنادق بيروت المناسبة.

تجاه مناخ التوقعات الايجابية، توجه جبران باسيل الذي هو استمر بالإشراف على شؤون وزارة النفط الى قطر في محاولة لانجاز تفاهم مع قطر على شروط كالتي تسري على توتال، لكن هذا الامر تحقق اصلاً لان الشركة القطرية ابتاعت نسبة 50% من هذا الامتياز من شركة توتال وما يماثلها من شركة ايني.

بالتالي هنالك تساؤل حول اهداف جبران باسيل من زيارة قطر. فالشروط كانت مقررة مع الشركات الثلاث مسبقًا وما كان يسري على الشركة الروسية يسري على الشركة القطرية. بعض المحللين يعتبرون ان زيارة جبران باسيل لقطر تستهدف ايضًا مساندة القطريين لمساعيه بإلغاء العقوبات عليه من وزارة المال الاميركية، وهو يبدو يأمل في مساندة قطرية لمطالبه بإلغاء الحظر، لكن مسعاه لا يمكن ان ينجح لان موقع الاميركيين في قطر يعطيهم القدرة على طرح اي فكرة لكن القرار هو للاميركيين وعلى ما يبدو انه قرار نهائي حسب تصريحات سفيرة الولايات المتحدة ونائبة وزير المالية الاميركي.

The post غرائب ارث العهد العونـي appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات