21 April, 2024
Search
Close this search box.
قراءة خاصة لحاضر ومستقبل المنطقة [1]
Spread the love

بقلم: عماد الدين أديب

في قراءة خاصة لحاضر ومستقبل منطقتنا المليئة بالأزمات والغنية بالفرص، حاول الاعلامي الكبير الزميل عماد الدين أديب شرح الواقع الموجود في هذه المنطقة وسط أزمة الطاقة وسلاسل الإمدادات التي تؤثر بشكل مباشر على المنطقة التي نعيش فيها فقال:

لا شك ان منطقتنا تمرّ في هذه الأيام بزلزال، فهي منطقة زلازل متنوعة… ونحن نعلم أيضاً ان لكل زلزال مركزاً له… وهكذا فإنّ الزلزال السياسي الذي نعيشه أيضاً له مركز بالتأكيد. هذا المركز هو التنافس بين الولايات المتحدة والصين… وهذا هو المركز الاستراتيجي الجديد الذي يتمحور جنوب بحر الصين والمحيط الهادئ بعد نقله من منطقة الشرق الأوسط.. والأدلة على ذلك:

أولاً: خروج الولايات المتحدة المذلّ من أفغانستان.

ثانياً: سحب الباتريوت من المنطقة.

ثالثاً: اعتبار الحوثيين في اليمن جماعة غير إرهابية.

رابعاً: التغاضي عن مشروع «حلّ الدولتين» في فلسطين.

لقد عمدت الولايات المتحدة الى نزع «يدها» من الصراعات في المنطقة باستثناء ما يخص إسرائيل، وما حدث في إيران.

كذلك فإنّ منطقة الشرق الأوسط بدأت بدفع فواتير عدد من الصراعات:

أ- الحرب الروسية – الأوكرانية.

ب- فاتورة «كورونا».

ج- سياسة العقوبات.

فالعقوبات على إيران كلّفت دول الخليج من 30 الى 50 مليار دولار. كما كلّفت دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها أموالاً طائلة نتيجة انخفاض عدد المستثمرين الايرانيين اضافة الى الفوائد النفطية.

الى ذلك، الحرب الروسية – الاوكرانية كلّفت 1.2 تريليون دولار جرّاء خسائر مباشرة وغير مباشرة… ولن ننسى أنّ المنطقة تأثرت نفطياً وغازاً وبعض الزراعات كالقمح والسماد. باختصار ان أشدّها كان أزمة الطاقة والغذاء، وأزمة الامدادات.

ولأدلّل على ذلك أعود الى خطاب الاتحاد الذي ألقاه جو بايدن والذي قدّم من خلاله رؤيته المستقبلية. ففي قراءة تحليلية للخطاب نجد ما يلي:

– قوبل الخطاب هذا بـ12 مرّة تصفيقاً ووقوفاً.

– ذُكرت كلمة وظائف 13 مرة.

– ذكرت كلمة تصميم 8 مرات.

– هدّد بايدن الكونغرس باستعمال «الڤيتو» 4 مرات.

– ذُكرت كلمة أوكرانيا مرّتان… الأولى حين أشاد بالسفيرة الاوكرانية في واشنطن والثانية دعم أوكرانيا .

– لم تُذكر إيران أو اليمن أو فلسطين أبداً.

باختصار: أنا أرى ان الخطاب شعبوي قدّمه بايدن كمرشح لتجديد ولايته.. واللافت ان بايدن كان ثابتاً في حديث ولم تخنه الذاكرة كما يحدث له أحياناً. انه يعكس مرشحاً قوياً ثابتاً للرئاسة المقبلة، في ظل انقسام جمهوري لافت.

يضيف أديب: بالنسبة للمنطقة فإنّ الحرب الروسية – الاوكرانية خلّفت فريقين لكل فريق رأيه بما حدث:

– الفريق الأول يعاني من تداعيات هذه الحرب. فهو يستورد الطاقة ولا يصدّرها. وهو يعتمد على استيراد السلع الأساسية. لقد أضافت هذه الحرب أعباء إضافية لهذا الفريق يتراوح ما بين 350 الى 400 مليار دولار. من دول هذا الفريق: الاردن، مصر والسودان وفلسطين ولبنان وسوريا … هذه الدول تعاني أصلاً من أزمات، ما زاد الطين بلّة.

– الفرق الثاني استفاد -ولو قليلاً- من الحرب… ويضم هذا الفريق دول الخليج والجزائر…

دول هذه الفريق وضعت خططاً مستقبلية.. فالسعودية وضعت رؤية 2030 وتعمل على  الوصول إليها بثبات. والإمارات تعمل بخطة التطوّر الدائم والثابت. وفي قطر يُعمل على  تنفيذ التقدّم من خلال الصندوق الاستثماري وكذلك الجزائر.

إنّ محور العمل في هذا الفريق يقوم على مبدأ:

إنّ الصراع يجب أن لا يكون مبنياً على «الخواطر»، وعلى ان لا يقوم على الكيدية… الهدف هو تغليب المصلحة الوطنية فقط.

المبدأ أولاً وأخيراً هو التعاون للمصلحة الوطنية وفق مبدأ Win to Win.

إنّ جيل الشباب الذي يحكم دول الخليج: الامير محمد بن سلمان في السعودية، والشيخ محمد بن زايد في الإمارات، والشيخ تميم في قطر… هذا الجيل يعمل مع الآخرين في منطقة الخليج على وضع وتنفيذ سياسة جديدة أساسها: اعطني استثمارات بالسعر العادل Fair Price وتفضّل.. شرط أن تكون العقود شفافة وواضحة، مع الحق في الادارة.

وإلى اللقاء في الحلقة الثانية

The post قراءة خاصة لحاضر ومستقبل المنطقة [1] appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات