20 April, 2024
Search
Close this search box.
 هنا مدرسة إدريس باليمن.. تعليم رغم أنف النزوح
Spread the love

في مبادرة إنسانية لفتت أنظار العالم إلى مآسي نظام التعليم في اليمن جراء الحرب، التي تكمل عامها الثامن، ابتكرت مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية مدرسة متنقلة هي الأولى من نوعها في اليمن تخدم 900 طفل نازح في المخيمات المنقطعة عن المدارس في محافظتي مأرب وحضرموت.

وعربة التعليم، أو مدرسة “إدريس” المتنقلة، هي حافلة كبيرة مجهزة بوسائل تعليمية، تهدف إلى مساعدة الأطفال في ظل انقطاع التعليم، وتمولها جمعية الرحمة العالمية بدولة الكويت.

مليونا طفل نازحون تتربص بهم عصابات التجنيد

إلى ذلك، كشف تقرير منظمة” إنقاذ الطفولة، أن ما يربو على مليوني طفل في سن الدراسة أصبحوا خارج المدارس بسبب الحرب والفقر وانعدام فرص التعليم، بينهم 500 ألف طفل يمني نازح لا يحصلون على تعليم رسمي، ومحرومون من أبسط عناصر المعيشة، ويمارسون أعمالا شاقة لا تتناسب مع أعمارهم، وتتربص بهم أحياناً إغراءات سماسرة التجنيد مقابل رواتب شهرية.

المدرسة المتنقلة

الدارسة في أزمات النزوح

وأوضح رائد ابراهيم رئيس مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية، في حديثه لـ”العربية” أن فكرة المدارس المتنقلة جاءت كمبادرة تعليمية تبنتها المؤسسة من واقع عملها في تجمعات ومراكز النازحين بمختلف المحافظات اليمنية، حيث رصدت المؤسسة انقطاع الأطفال والطلاب في سن الدراسة عن الدراسة بسبب أوضاع النزوح، وعدم قدرتهم على مواصلة دراستهم بسبب ابتعاد مخيمات النزوح عن المدارس الحكومية، وعجز أسرهم عن تحمل أعباء وتكاليف المواصلات للمدارس، هذا بالإضافة إلى التراجع الكبير في المستوى التعليمي للأطفال وانقطاعهم عن التعليم.

التعليم في حالة الطوارئ يقدم شهادة معادلة معتمدة

وذكر إبراهيم إن المؤسسة قامت بتصميم مبادرة تعليمية هدفها المساهمة في حل مشكلة تعليم الأطفال النازحين، وتقوم المبادرة على أساس تقديم الخدمات التعليمية في حالات الطوارئ، عبر تصميم عربة تعليمية متنقلة تستهدف الأطفال في المراحل الدراسية حتى الصف الرابع الابتدائي لتمكين الأطفال من مواصلة مسيرتهم الدراسية في ظل أوضاع وظروف النزوح، مشيراً إلى أن البرنامج التعليمي المكثف يمنح الطلاب شهادة “معادلة” ومعتمدة من الوزارة، على اعتبار أن الدراسة ليست منتظمة بل ضمن برنامج مكثف يستهدف تعليم الطلاب خلال فترة محددة (شهرين مثلا) ثم تنتقل المدرسة إلى مخيمات أخرى في احتياج لخدمات التعليم.

4 فصول دراسية تتضمن شاشات تعليمية ومعمل حاسوب

وأضاف أن المدرسة التي تم تصميمها عبارة عن حافلة كبيرة تم تجهيزها من الداخل والخارج لتضم 4 فصول دراسية، ومعمل حاسوب، وشاشات تعليمية، والمدرسة مجهزة بالكراسي والطاولات الدراسية القابلة للطي، والمظلات المثبتة على جانبي الحافلة ومولد كهربائي، وتطبق المدرسة منهجا دراسيا معتمدا من وزارة التربية والتعليم.

من هو إدريس؟

وحسب إبراهيم، فقد تمت تسمية هذه العربة التعليمية بمدرسة “إدريس” المتنقلة تأسياً بنبي الله إدريس أول من كتب بالقلم، وتستوعب المدرسة 100 طالب وطالبة في وقت واحد، وتستهدف تعليم 900 طالب خلال العام الدراسي. مشيراً إنه تم تجهيز مدرسة متنقلة واحدة لاختبار وتقييم هذه المبادرة، وأثرها على تعليم الطلاب النازحين، وتعمل المدرسة المتنقلة حالياً في مخيم النازحين بمديرية العبر بمحافظة حضرموت بالتنسيق والتعاون مع الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، واعتماد وزارة التربية والتعليم.

وتفاعل تمع مدرسة “إدريس” كافة الجهات الحكومية ابتداء بوزارة التربية والتعليم والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، وكذلك السلطات المحلية التي بادرت بتذليل كافة الصعوبات أمام المدرسة وفريقها التعليمي.

تعليم رغم النزوح
تعليم رغم النزوح

تعليم 5 آلاف طفل سنوياً بـ 5 عربات تعليمية

وأكد إبراهيم أن المؤسسة الراعية والداعمة لمشروع العربة التعليمية المتنقلة أخذت على عاتقها التميز في العمل الإنساني من خلال ابتكار وتصميم مبادرات ومشروعات تتناسب مع احتياجات وأولويات المجتمع اليمني، ومن ذلك مبادرتها التعليمية “مدرسة إدريس المتنقلة”، والتي تستهدف تعليم أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة سنوياً من خلال 5 عربات تعليمية متنقلة في أكثر وأشد المخيمات احتياجاً.

4 مدارس آمنة لتعليم النازحين

إلى ذلك، كانت “اليونيسيف” أنشأت عام 2019 أربع مدارس خاصة بالطلاب النازحين، بالتنسيق مع السلطة المحلية في مأرب، للاستجابة للاحتياجات التعليمية للأطفال في مخيم الجفينة للنازحين الذي يستوعب أكثر من 9 آلاف أسرة. وتم تدريب 1200 معلم في 247 مدرسة على بروتوكولات المدارس الآمنة، والحفاظ على استمرارية وصول 60 ألف طفل إلى التعليم غير الرسمي.

ضحايا الحرب والفقر: أرقام مخيفة

وقد تعرض حوالي 2500 مرفق تعليمي للضرر جراء الحرب في اليمن حسب منظمة “أنقذوا الأطفال الدولية”، مما أدى إلى حرمان ما يقرب من مليوني طفل من مواصلة التعليم الأساسي جراء احتدام الحرب التي خلفت ضحايا بالآلاف وتفاقم مشكلة الفقر التي بلغت أرقاماً مخيفة.

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات