24 April, 2024
Search
Close this search box.
هوامش – بقلم ميرفت سيوفي- «أرثوذكس».. وتليق به الرّئاسة
Spread the love

المشهد في العالم يغلي على قِدْر وشوك اندلاع حرب عالميّة ثالثة كتلك التي درسنا عنها في كتب التاريخ اللبنانيّة المنقسمة كلبنان فيما أعاصير الانهيار الاقتصادي وقلق انعدام وسائل التدفئة بين غاز وكهرباء ونفط وارتفاع أسعارها الجنوني تضرب العالم فتعصف فيه أشباح المجاعة، والمشهد في لبنان تمثيليّة مسرحيّة عنوانها جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة، وحده السؤال الذي ألقاه دولة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب عن الدّولة المدنيّة، وهل ضروري أن يكون الرئيس مارونياً لكانت الجلسة مهزلة!

هذا السّؤال جديّ جدّاً خصوصاً في هذه المرحلة اللبنانيّة التي قد تكتب فيها نهاية لبنان الكبير كما عرفناه منذ قرّرت فرنسا قبل مغادرتها لبنان أن تسلّم الرّئاسة للموارنة.

هل المسيحيّون الأرثوذكس وغيرهم من المذاهب الأخرى مشكوكٌ في مسيحيّتهم أو لبنانيّتهم، هل علينا أن نعيش كلّ ست سنوات أزمة كبرى تحتاج فيها عمليّة انتخاب رئيس ماروني ـ بحسب العُرْف ـ إلى تعطيل تجاوز في مرّته الأخيرة عامين ونصف العام؟!!

هذا المشهد لا يزال يتكرّر منذ العام 1988، مع التذكير بأن انتخابات الرّئاسة العام 1976 أوصلت الرئيس الياس سركيس إلى قصر بعبدا على وقع قذائف المدفعيّة السوريّة، وبعد الرئيس سركيس اغتيال الرئيس بشير الجميّل الذي تقاطعت مصلحة اغتياله بين السوريّين والإسرائيليّين، إلى أن حلّت الكارثة الكبرى عام 1988 بعد تطيير انتخابات مخايل الضاهر أو الفوضى وترك صالون بكركي مفتوحاً للاجتماعات الطارئة للاتفاق على رئيس، وكلّ من دخل الصّرح البطريركي من موارنة كان يجد نفسه الأوفر حظّاً والأفضل لهذا المنصب، المشكلة ليست في الرئاسة ولا في الكرسي ولكن في الموارنة لأنّهم كلّهم «مسترئسون»! ومنذ اغتيال الرئيس رينيه معوض مروراً بفرض السوريّين الرئيس الياس الهراوي رئيساً وبعده إميل لحود رئيساً حتى انتظمت انتخابات من دون تعطيل لأنّها بالإكراه. طار الاحتلال وعادت حليمة إلى عادتها القديمة «كلّهم مرشّحون» وقد يصل الدّم للرّكب بين المناطق المارونيّة بسبب هذا الاسترئاس!

ومن جديد انفتح الصرح البطريركي وبعد ضغوط كثيرة وضع الراحل الكبير البطريرك مار نصر الله بطرس صفير بضعة أسماء في ورقة فتمّ إسقاطها كلّها وتعطّل الانتخاب حتى العام 2008 فجيء بالعماد ميشال سليمان مارونياً توافقياً، ومنرجع عدراج بكركي في آخر انتخابات رئاسيّة عنّد الموارنة تصادمت الرؤوس المارونيّة مرّة أخرى تحت عنوان الأربعة الأقوياء ـ وهنّي لا أقويا ولا شي ـ فأيّ «عُرْفٍ لعين» هذا الذي يضيّع البلاد والعباد من أجل انتخاب ماروني ليكون رئيساً، والكلّ يعلمون أنّ النّظام في لبنان عبارة عن تقاسم ومغانم وحصص وإن خربت بينهم قام التعطيل وينباع البلد وأهله بالعزا!

حتى لو لم يكن الياس بو صعب «مش طمعان فيها» يجب أن نقف للحظة نقول فيها كلمة حقّ، هل العرْف أقوى وأهمّ من الدّستور؟ فإذا كنتم «تدعوسون» هذا الدستور وتخرقوه وتختزلون تفسيره كيفما اتّفق، المطلوب منكم إذن بسيط جدّاً: أخرقوا هذا «العُرْف» الأخرق الذي دمّر لبنان مرّات متعددة، تفضلوا وغيّروا وبدّلوا في لبنان رجالات تستحق في الدّاخل اللبناني عن حقّ وحقيق موقع الرّئاسة لأنها ذات صدق أوّلاً وعلى خُلُق ثانياً وجدارة وكفاءة وتواضع وأمانة ونظافة كفّ ونخوة ومبادرة، وعلى مستوى العالم الخارجي هي حائزة على ثقة واحترام دول، أليس هذا هو الرئيس الذي يحتاجه لبنان في هذه المرحلة؟ أليست هذه المواصفات تنطبق على دولة الرئيس الياس بو صعب مطابقة تامة؟

«يا جماعة الخير» منذ خسر لبنان والعرب وسيطهم الدّولي باغتيال الرئيس رفيق الحريري، لم يحظَ لبنان بوسيط دولي له ثقلٌ عربيّ وخليجيّ تحديداً وثقلٌ أوروبي وفرنسي تحديداً وله مكانة وثقة خصوصاً في اميركا لدى مؤسسات الأمم المتحدة مثال الياس بو صعب تحديداً… ألا يؤتمن على الرئاسة والدّولة الوسيط الّدولي (اللبناني) الذي يخوض مرحلة ترسيم حدود لبنان البحريّة  بينه وبين العدو الإسرائيلي عن طريق كبير مستشاري أمن الطاقة الأميركيين آموس هوكشتاين، حان الوقت ليرتاح الموارنة قليلاً ويعقدوا مجمعاً في البطريركيّة يحاسبون فيه أنفسهم على ما أوصلوا لبنان إليه منذ تولّيهم رئاسة الجمهوريّة، دعونا نحيّد هذا العُرْف الرّديء وليصل صاحب السؤال دولة الرئيس الياس بو صعب رئيساً للبلاد، كلّ الأفرقاء جرّبوه وكان خيرة الصادقين والملتزمين والعاملين عن جدّ من أجل الأفضل للبنان.. شخصيّاً أقول «شبعنا موارنة»!

‏m _ [email protected]

The post هوامش – بقلم ميرفت سيوفي- «أرثوذكس».. وتليق به الرّئاسة appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات