يُعالج جرحى حزب الله جميعهم على نفقة وزارة الصحة، على أن تدفع الأخيرة إلى المستشفيات فور تسلّمها التقارير الطبية، كما سيتم الدفع سريعاً بعكس ما جرى عند انفجار مرفأ بيروت اذ ان وزارة الصحة لم تدفع النفقات للمستشفيات حتى الآن.
لماذا لا تتكلف ايران بمصاريف الطبابة؟؟ و تأخذ على عاتقها كلفة الاستشفاء و تدفع للمستشفيات التي قامت بواجباتها الطبية، الوطنية و الانسانية، بالتعاون مع الطاقم الطبي على أكمل وجه. لا بد ان نشير هنا الى العمل الجبار الذي قام به الطاقم الطبي من أطباء، ممرضين، مسعفين و عاملين حيث واجهوا و كافحوا باللحم الحي لذا نرفع لهم القبعة.
لماذا لا تقدم ايران كلفة الاستشفاء لمن حاربوا و بذلوا دمهم من أجلها؟؟ لماذا لا تدفع تعويضات للذين استشهدوا و للذين سيصبحوا معوقين طيلة حياتهم ؟؟ لماذا لا تتكلف ببناء كل منزل هدم في الجنوب ؟؟ أليست هي السبب في كل ما جرى في لبنان من قتل و خراب؟؟ أليست هي وراء هدر دماء الشباب اللبناني و الشيعة بالتحديد؟؟ تحثهم للدخول في آتون الحرب و هي تقف متفرجة من بعيد على المشهد الدموي المؤلم وعلى الدمار.
لعل الشباب اللبناني الذي يحارب من اجل مصالح ايران يعي ان هذه الحرب لن تؤدي الا الى دمار لبنان على جميع الاصعدة و هلاك أهله. عليه ان يستيقظ من غفوته و يكون ما حدث عقب انفجارات أجهزة اللاسلكي والبيجر، و الغارات الاسرائيلية في الحنوب البقاع و الضاحية درساً له. فمن فقد نظره و من بترت يده و من فقد حياته هو الخاسر الوحيد اذ انه مجرد رقم عند دولة الفقيه التي لم تطببه وليست مستعدة ان تدفع كلفة الاستشفاء ولا اي تعويضات. فايران تحارب بالشباب اللبناني و الشباب الايراني مرتاح على وضعه سالم و آمن.
اليوم بعد النهار الدموي والغارات المكثفة على لبنان ايران تدعو للسلام و التفاوض من جهة و تدعم المقامة من جهة اخرى. ما هذا التناقض و هذه الاستراتيجية المزدوجة؟ كما اعلنت ان ليس لديها رغبة باشعال الحرب مع تل أبيب من اراضيها الا انها أقحمت لبنان بدخول الحرب مع اسرائيل. الجميع يسأل أين ايران مما يحدث في لبنان؟
لعل هؤلاء الشباب يستيقظوا من الاوهام التي زرعوها في عقولهم و ينتفضوا ليعودوا الى رشدهم الى وطنهم لبنان الذي لا يستغني عنهم، الى حضن الدولة اللبنانية التي حضنتهم و طببتهم. لن يدوم لهم غير وطنهم فحافظوا عليه.الذي يبيع بلده و يتبع بلداً غير وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص، فلا ابوه يسامحه و لا اللصوص يكافئونه. لا مساومة على حب الوطن.
أحبوا وطنكم!! فحب الوطن ليست اعلاماً ترفع و لا شعارات تذاع! حب الوطن ان تتقي الله فلا تسعى الى تخريبه وزرع الفتنة فيه!! حب الوطن ان تكون وفياً له و تعمل لمصلحته لا لمصلحة اي دولة اخرى و الولاء يكون فقط للوطن لا لزعيم و لا لدولة اخرى. كفى حروب الآخرين على أرضنا و النيل من شبابنا!
أختم بالمقولة الشهيرة للشاعر الفلسطيني محمود درويش:”ستنتهي الحرب ويتصافح القادة وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل، لا أعلم من باع الوطن! ولكنني رأيتُ من دفع الثمن”
أخوكم في الوطن