20 April, 2024
Search
Close this search box.
اسرائيل والمعضلة الاوكرانية
Spread the love

تنقسم اليوم “نشرة” أوكرانيا الى 3 أقسام كالتالي:

1-

الوضع العسكري على الأرض

2-

سياسة الحصار

3-

اسرائيل والمعضلة الأوكرانية

1-

الوضع العسكري على الأرض

الحدث الأبرز اليوم هي المعارك التي دارت خلال الليل للسيطرة على محطة Saporijia  الواقعة الى الجنوب الشرقي من البلاد، وهي الأكبر في اوكرانيا وأوروبا. تم الاعلان البارحة انها أصبحت تحت السيطرة الروسية، الأمر الذي حصل اليوم باعتراف السلطات الأوكرانية.

الخطر بالأمر أنّ الدبابات الروسية أطلقت قذائفها خلال المعارك في هذه المحطة للسيطرة عليها. الكارثة تكمن أنه في حال اصابة المفاعل النووية وانفجارها أو أنظمة التبريد، سوف تكون كارثة تشرنوبيل عيّنة صغيرة جدا. إنّ انفجار المفاعلات النووية – في حال حدوثه – سيكون تأثيره عشرة أضعاف انفجار مفاعل تشيرنوبيل في نيسان من العام 1986. بالتالي، لن يكون تأثيره محدود بأوكرانيا، بل سيشمل أوروبا كلها وسوف تصبح بأكملها منطقة موبوءة حيث الحياة فيها معدومة لقرون طويلة. هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها محطة نووية للقصف في التاريخ.

هذا الحدث جعل الوكالة الذرية تبدي استنكارها الشديد.كما دفع ذلك الرئيس بايدن الى الاتصال عدة مرات بالمسؤول عن الطاقة النووية في الولايات المتحدة الأميركية لتبيان المخاطر. بوريس جونسون طلب انعقاد طارىء لمجلس الأمن. الرئيس الأوكراني قال في تعليق له أن روسيا تمارس الآن “الارهاب النووي” ووصفها “بالدولة الارهابية”

– سياسة الحصار

يعتمد الروس سياسة الحصار للمدن الأوكرانية. فمدن Marioupol , Kharkiv  مطوّقة بالكامل من دون ماء أو كهرباء أو تدفئة في فصل الشتاء القاؤرس في أوكرانيا. نفس السياسة تمّ اعتمادها في مدينة Kherson  قبل سقوطها

3- اسرائيل والمعضلة الأوكرانية

شكّل الاجتياح الروسي لأوكرانيا تحدٍّ جديٍّ لاسرائيل. فهي من جهة، لا تريد اغضاب روسيا التي أصبحت على حدودها من خلال وجودها في سوريا، وأيضاً لا ترغب بإثارة أوروبا والعالم الغربي وخاصة الولايات المتحدة الأميركية.

لدى الدولة العبرية هاجس الحفاظ على علاقات جيدة مع الرئيس الروسي كي تستطيع الحفاظ على حرية الطيران والغارات من الأجواء اللبنانية والسورية. نرى ذلك من خلال تمنعها عن اعطاء أي أسلحة اسرائيلية الصنع لأوكرانيا (خاصة من قبل دول البلطيق) كما انها وضعت فيتو على تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بنظام القبّة الحديدية ليقيها من الصواريخ الروسية. حتى أنّ هذا الهاجس وصل الى حد الحكومة الاسرائيلة لم تقل شيئاً عند قصف نصبBabyn Yar  حيث يرقد 200 ألف امرأة وطفل وكبار السن اليهود الذين قتلهم النازيون في كييف بين عامي 1941 و 1943.

اعتمدت اسرائيل الى “توزيع للأدوار” بين رئيس الحكومة ووزير خارجيته. فرئيس الحكومة الاسرائيلية اكتفى بالقول أن “على القادة أن يعملوا لوقف سفك الدماء”. بينما وزير الخارجية قال أنه ” علينا أالانحياز الى الجانب الصحيح من التاريخ”. في الأمم المتحدة صوتت اسرائيل مع إدانة الاجتياح الروسي بعدما رفضت التصويت لقرار يدين بوتين مقدّم من الولايات المتحدة. هنا، تجدر الإشارة الى أنّ بعض الدبلوماسيين الروس “نصحوا” اسرائيل باعتماد “مقاربة عقلانية”، خاصة وأن موسكو لم تعترف يوما بضم اسرائيل لهضبة الجولان.

السؤال هو: الى متى تستطيع اسرائيل مسايرة موسكو من دون إثارة غضب الولايات المتحدة؟ لا تزال الضغوط حتى الآن مقبولة، لكن الى متى ستبقى كذلك؟ لا ننسى أن هناك مئات الآلاف من الأوكرانيين والروس اليهود. وهنا تكمن المعضلة الأكبر.

التاريخ

عن الكاتب

المزيد من
المقالات