16 April, 2024
Search
Close this search box.
السعودية لن تسلّف فرنجية ولقاء «القوات» و«التيار» ينتظر الأسماء؟
Spread the love

كتبت تيريز القسيس صعب:

خرقت زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية اول امس إلى دارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري المراوحة السياسية على الخط الرئاسي، وشكلت مفاجأة غير منتظرة لدى البعض لاسيما لدى المعارضين الذين اجمعت مواقفهم على اعتبار هذه الزيارة بمثابة «دعسة ناقصة لا بتقدم ولا بتأخر»، في تبديل الموقف السعودي الواضح تجاه الملف الرئاسي، في حين ان مصادر الثنائي الشيعي ابدت ارتياحها وتأييدها لهذه الخطوة، ولو انها جاءت متأخرة، فألافضل من الا تأتي ابدا.

وقد كشفت مراجع سياسية مطلعة ان تحرك فرنجية نحو السعودية جاء بعد نصيحة فرنسية، ومن مقربين من الثنائي الشيعي في اهمية التواصل والانفتاح على الافرقاء المعارضين في ايصاله الى بعبدا، كما مع الجهات الاقليمية التي تشكل ثقلا وتأثيرا على الساحة الداخلية وتحديدا المسيحية منها.

وقالت المراجع في اتصال مع «الشرق» نشهد في هذه الفترة حركة ديبلوماسية لافتة للسفير السعودي وليد البخاري في اختياره الشخصيات والقيادات والمراجع السياسية والدينية التي زارها، واذ  نشهد تقارب فرنجية على السعودية، وكأنه يراد من هذا اللقاء فتح نافذة جديدة من قبله تجاه المملكة، بعدما اعلنت السعودية موقفها الواضح من مسألة عدم وجود أي فيتو سعودي على أي اسم او مرشح للجمهورية. وكشفت المصادر ان لقاء البخاري- فرنجية لم يحمل اي جديد على الخط الرئاسي، وبشكل اوضح فان السعودية لن تسلف فرنجية باي شيء رئاسيا، وبالمقابل فإن رئيس حزب المردة لم يلتزم امام البخاري باي نقاط او مواضيع محددة.

ولعل النصيحة الخارجية والداخلية التي وصلت إلى آذان فرنجية بضرورة التواصل والانفتاح شخصيا على من يقف حاجزا امام وصوله إلى قصر بعبدا، لم تشف غليل الثنائي الشيعي المتمسك لحينه بترشيحه على الرغم من المعلومات التي تتحدث عن فرملة المبادرة او الوساطة الفرنسية التي يقودها مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل بعدما وصلت الى حائط مسدود، في مقابل الرفض القاطع والموحد لخط المعارضة  في ايصال مرشح الثنائي الشيعي الى قصر بعبدا.

التقارب القواتي العوني

امام الانسداد المطبق على الخط الرئاسي، تتحرك قوى المعارضة بشكل مكثف للتقارب والاتفاق في ما بينها على توحيد رؤيتها وموقفها من الاسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية.

ولعل اللقاءات والاجتماعات التي تحصل بعيدا عن الإعلام بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب وبعض المستقلين دخلت مرحلة متقدمة من الحوارات والنقاشات من دون التوصل إلى اتفاق على اسم مرشح يحظى بتأييد المعارضة.

وفي هذا الاطار نفى النائب بيار بوعاصي لـ «الشرق» ان يكون هناك من تقارب فعلي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وقال هناك تواصل ووساطات بين نواب من كلا الطرفين، لكن ليس هناك من توافق او خطوات جديدة على صعيد التقارب حول الاتفاق على اسم لرئاسة الجمهورية.

واعتبر انه في حال انعقاد اجتماع للهيئة التنفيذية بهذا الشأن يمكن الاعتبار بأن خرقاً ما قد حصل وذلك مستبعد حاليا.

وحول الزيارة التي قام بها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى دارة السفير السعودي في اليرزة، راى نائب الجمهورية القوية ان هذه الزيارة لافتة في الشكل بحيث ان فرنجية هو الذي زار البخاري وليس العكس، وهذا يدل ربما إلى تشجيع أطراف سياسيين ودوليين فرنجية على القيام بخطوة متقدمة تجاه السعودية الحريصة على انتظام عمل المؤسسات بما لا يتضارب مع موقفها المحايد في هذا الاستحقاق»، لكنه استطرد قائلا علينا الاَّ نحمل الزيارة اكثر من ذلك، والاَّ نعطيها تفسيرات او ابعادا اضافية.

وأشار إلى أن الموقف السعودي من الاستحقاق لم ولن يتبدل. واعتقد ان ما نقله السفير البخاري إلى كل من التقاهم من سياسيين وقيادات حول موقف المملكة من الاستحقاق، هو ذاته الذي ناقشه مع فرنجية.

وردا على سؤال يتعلق بكلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بضرورة الانتخاب قبل ١٥ حزيران المقبل، شكك بوعاصي في ان تكون قد استكملت او اجتمعت كل العناصر السياسية قبل ١٥ حزيران، مشددا في الوقت عينه على أن القوات اللبنانية سوف تدرس امكانية مشاركتها في جلسة الانتخاب المقبلة على ضوء المعطيات حيث لا يجوز الدعوة الى انتخاب رئيس فقط ان كان لمرشح المنظومة حظوظاً في النجاح لان ذلك يتناقض مع بديهيات الممارسة الديمقراطية.

بدوره اعتبر النائب غسان عطاالله اننا قطعنا شوطا طويلا حول موضوع التقارب القواتي- العوني،  ويظهر جليا من خلال تغير خطاب التحدي الى خطاب اكثر ليونة وتقاربا، وهذا الامر كان نتيجة لقاءات غير مباشرة بين بعض النواب في التيار والقوات.

وقال عطاالله لـ»الشرق» لا أعتقد أن هناك اي لقاء مباشر او رسمي حتى الان، إنما التواصل القائم بين الجانبين يعكس صورة إيجابية ومشجعة على الإعلام.

لم يشأ النائب في كتلة لبنان القوي تحديد موعد لثمرة هذا التقارب، لكنه اعتبر في المقابل ان لقاء البخاري فرنجية سيسرع في وتيرة اللقاءات، وان تسارع الأحداث سيقرب في وجهات النظر من التوصل الى اسم جديد بعد توحيد الموقف في رفض سليمان فرنجية.

وكشف ان الاسماء التي كانت مرفوضة في الماضي من قبل القوات او غيرهم من الأحزاب او المستقلين بدت اليوم اكثر قبولا إلى حد ما، ومدار نقاشات جدية.

فعلى سبيل المثال لا الحصر كان اسم الوزير السابق جهاد ازعور غير مقبول من قبل القوات في حين اننا نلاحظ اليوم ان موقفهم بات اكثر ليونة.

اضاف اليوم نحن امام مرحلة خطوات متقدمة خطوة خطوة. ففي الماضي كنا امام مشروع طبخة لم نعرف مكوناتها، اما اليوم فالطبخة وضعت على النار لكنها لم تستو بعد، ولم يحن أكلها.

وختم معلقا على اللقاء الذي جمع السفير السعودي برئيس تيار المردة بالقول ان سليمان فرنجية يحاول التقارب وفتح صفحة جديدة مع المملكة، لكن هذا الامر لا يعني اطلاقا ان المملكة غيرت في موقفها الذي عبر عنه البخاري خلال جولاته الأخيرة على المسؤولين.

[email protected]

The post السعودية لن تسلّف فرنجية ولقاء «القوات» و«التيار» ينتظر الأسماء؟ appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات