خذلت اللياقة البدنية والاصابات اللعينة اسود الاطلس في مشوارهم التاريخي لمونديال قطر، وتوقفت رحلتهم عند عقبة كرواتيا التى تعادلوا معها في دور المجموعات وخسروا منها بهدفين نظيفين بالامتار الاخيرة لنهائي كأس العالم. اكثر المتفائلين قبل انطلاق البطولة لم يكن يتوقع ان يصل المنتخب المغربي الى هذه المرحلة المتأخرة والتواجد بين الاربعة الكبار كاول منتخب عربي وافريقي يصل الى المربع الذهبي الذي بقي حكرا على عمالقة القارتين اللاتينية والاوروبية باستثناء مونديال ٢٠٠٢ عندما وصل منتخب كوريا الى المربع الذهبي كاول منتخب آسيوي، وكانت المرة الاخيرة الذي يكسر اي منتخب من خارج امريكا اللاتينية واوروبا هذه القاعدة .> مشوار اسود الاطلس لم يكن معبدا بالحرير بل كان عليهم تخطي كبار القارة العجوز للعبور، وبداية بعد اجراء القرعة صبت معظم الترشيحات على تأهل كرواتيا بصفتها وصيفا لبطل العالم السابق ، ومنتخب بلجيكا المصنف ثاني على العالم بتصنيف الفيفا، الا ان الاسود خالفوا كل التوقعات فتعادلوا مع كرواتيا وفازوا على بلجيكا وتخطوا كندا بسهولة متصدرين للمجموعة السادسة، وضربوا موعدا مع البرتغال احد المرشحين للفوز بالبطولة .> خاض المنتخب المغربي مباراته الاقصائية الاولى في الدور الثاني امام رونالدو ورفاقه، وكانوا على قدر المسؤولية واستطاعوا العبور بهدف النصيري الذي ارتقى في الهواء ليتلقى تمريرة ويضعها رأسية، واعطى منتخب بلاده التقدم والفوز، والجمهور المغربي والعربي الفرحة والفخر بتأهل المغرب التاريخي لدور ربع النهائي.> بعد هذا الانجاز اصبح الطموح اكبر والحلم بدأ يقترب ولكن كان على اسود الاطلس مواجهة الماتدور الاسباني بطل عالم سابق ومرشح بقوة للقب، وكانت المواجهة تاريخية بين المنتخبين واستطاع المنتخب المغربي ان يخطف تعادلا ثمينا في الوقتين الاصلي والاضافي ومن ثم الاحتكام لركلات الحظ الترجيحية حيث ابتسمت للاسود بقيادة الحارس العملاق ياسين بونو الذي صد ركلتين وتكفلت العارضة بواحدة ليصبح الحلم حقيقة بالتواجد بين الاربعة الكبار في المربع الذهبي.> المحطة ما قبل الاخيرة كانت امام المنتخب الفرنسي ابطال العالم في مونديال روسيا وكانت الغلبة للديوك بسبب النقص في صفوف المغرب للاصابات، والحظ الذي عاند تسديدة جواد ياميق التى ارتدت من العارضة وانتهى مشوار الاسود وحلمهم بالتواجد في النهائي.> اخيرا لا يسعنا الا ان نشيد بما انجزه المدير الفني للاسود وليد الركراكي بفترة زمنية صغيرة وحقق ما عجز عنه كبار المدربين في البطولة وتفوق عليهم بحنكته برغم عدم تجاوزه فرنسا وكرواتيا لعدة اسباب ذكرناه سابقا.