24 April, 2024
Search
Close this search box.
اهمية الاتفاق السعودي – الايراني – الصيني
Spread the love

بقلم مروان اسكندر

ربما من اهم المؤشرات على اهمية الاتفاق السعودي-الايراني ان الصين شاركت في التوقيع لتؤكد على دورها الرعائي والمرجعي في حال اي اختلاف على تفسيرات الاتفاق وعند اي اختلاف تتولى الصين حله.

يزيد من اهمية الاتفاق ان مشاورات منذ سنتين سبقت التوقيع وان سلطنة عمان كان لها دور في استضافة ممثلي البلدين في المشاورات السابقة، ومعروف ان سلطنة عمان حافظت على علاقات جيدة مع ايران، رغم تعاظم التشنج احيانًا في ما بين العراق وايران، والسعودية وايران، والوقت الحاضر كان مناسبًا قياسًا على خلفيات في تطور دور السعودية وتحديات داخلية ايرانية، وتقوي دور الصين اقتصاديًا وسياسيًا في العالم وبصورة خاصة في افريقيا، وقد اصبح الاقتصاد الصيني الاكبر عالميًا منذ سنتين على الاقل.

التطور الاسرع في العلاقات الدولية وتشجيع المشاريع الانمائية والتمدنية عالميًا كان للسعودية وبرنامجها التطويري المتعدد الجوانب، والذي يصر على تحقيقه ولي العهد السعودي برعاية والده ومشاركاته في القرارات الاساسية الملك سلمان بن عبد العزيز.

حققت السعودية اعلى معدل نمو ما بين دول كتلة العشرين التي تشمل الدول الصناعية الكبرى والدول ذات الانجاز على مستوى حجم الانتاج. وكانت السعودية حتى نهاية عام 2021 تحتل، على مستوى حجم الانتاج والتحديث المركز السادس عشر ما بين دول العشرين.

حاليًا اصبحت السعودية تحتل المركز العاشر او التاسع ما بين دول العشرين، وذلك بسبب تحقيقها معدل نمو يوازي نسبة 8.7% عام 2022، وكنا اشرنا الى ذلك قبل نشر النتائج الرسمية، والتقديرات الدولية للنمو السعودي عن هذا العام 2023 تشير الى انه سيكون على مستوى 4.5% ونحن نخالف هذا الرقم ونعتبر ان النمو سيبلغ معدله قياسًا على النشاطات قيد التنفيذ والمشاركات العالمية الواسعة غربًا وشرقًا اكثر من 6%.

النجاح السعودي المتحقق والمرتقب استند الى مشاركة السعودية مع بلدان عديدة في استثمارات واعدة منها تخصيص 22 مليار دولار للإسهام في برنامج الرئيس بايدن لتطوير المنشئات الحيوية في بلاده والتي تبلغ اكلافها 1.2 تريليون دولار، علمًا بان هذا التوجه قد لا يتحقق لان الكونغرس قد لا يوافق على رفع سقف المديونية الاميركية فيختصر المشروع وتخفض ميزانيات المشاركين في تمويله من الدول.

حققت السعودية قفزات مهمة خاصة في اشتراك المرأة في عمليات الانتاج وانشاء المشاريع السياحية والرياضية، واصبحت نسبة المشاركة النسائية من مجموع عدد الناشطين اقتصاديًا في

السعودية تقرب من نسبة 40%، وقد علمت مؤخرًا من صديق شارك في مؤتمر حول شؤون الطاقة، عقد في جامعة الملك عبدالله بن سعود الاختصاصية في العلوم ان عدد النساء من مجموع التلامذة البالغ 650 تلميذًا وتلميذة يبلغ 370 باحثة علمية وهم يتابعون العلم والاختبار مع زملائهم دون ارتداء الحجاب، واصبح للسعودية ممثلة في رحلة فضائية، واعضاء فريق كرة القدم للنساء يلبسون اللباس الرياضي الذي يلبسه الرجال ومشاركة السعوديات في المؤتمرات حول شؤون الطاقة والزراعة وتكثيف الاخضرار تبعث على التقدير الكبير. ويمكن القول ان الاقتصاد السعودي ينمو في مرحلة النمو داخليًا وخارجيًا، وللسعودية اتفاقات كبيرة مع كوريا الجنوبية، ومع الصين ومع مصر ومع فرنسا وللسعودية تمثيل دبلوماسي انثوي ملحوظ.

ايران تعاني من شح في توافر العملة الصعبة ومعلوم ان لايران حوالى 80 مليار دولار مفروض عليها الحجز بانتظار تحقيق اتفاق نووي مستمر العمل على تحقيقه منذ ولاية ترامب وحتى اليوم.

وقد واجهت ايران مظاهرات متصاعدة في مختلف بلدانها الرئيسية من قبل الاناث والسيدات مع مشاركة من قبل المواطنين الذكور، ولم تؤد اجراءات التعقب وحتى تنفيذ احكام اعدام بحق بضعة مشاركين ذكور منهم مشهورين في عالم الصحافة والرياضة، ومؤخرًا بدأت تشهد ايران انتشار موجة تسميم غير قاتل محصور بمدارس الفتيات وحتى تاريخه لم يكشف من سبب هذه الموجة ومن المسؤول عنها، والمسؤولين الايرانيين يقولون هذا عمل «الاعداء».

نشاط الايرانيين في سوريا انخفض بسبب تقصد اسرائيل عمليات نقل الاسلحة من ايران الى سوريا ومن ثم الى لبنان، وهنالك مسعى روسي، رغم دعم ايران لحرب روسيا على اوكرانيا، لحصر الدور الايراني في سوريا. ولا شك ان الايرانيين يدركون ان الوضع السوري اصبح يشابه مجموعة جمهوريات ليس بينها جمهورية تنظم حياة ربع السوريين. ومعلوم ان سكان سوريا كان يبلغ 24 مليونًا، واليوم عدد السوريين الذين يقيمون ويعملون في مناطق تشرف عليها السلطات الحالية لا يزيد على 5-6 مليون سوري، واشباه الجمهوريات متواجدة في شمال غرب سوريا (الخاضعة للاتراك) وفي شمال شرق سوريا المتاخم للحدود الاردنية والعراقية الخاضع للأميركيين والاكراد، ومحيط دمشق الخاضع للإيرانيين وحزب الله، ولا ننسى التمركز الروسي في المرفأين على المتوسط، وبالتالي قضية سوريا لم تعد اساسية لايران ويضاف الى فرقاء السيطرة، سيطرة الجيش السوري الحر على مناطق متاخمة للوجود الاميركي.

ايران بسبب مشاكلها الداخلية والصورة السلبية لنظامها عالميًا وعربيًا اصبحت بحاجة لاستعادة توازنها كدولة تسعى للنمو وحفظ حريات المواطنين، واستعادة اموالها المحجوزة بسبب عدم انجاز الاتفاق النووي. ولا شك ان سيادة الهدوء مع جيرانها في الخليج، سواء العراق، الكويت، السعودية والامارات امر بالغ الاهمية لاستمرار الحكم الايراني الذي اصبح بالفعل حكم اقلية متحكمة بالقوة والسيطرة على الشؤون الدينية، علمًا بان لدى ايران اقليات منها العرب السنة،

والاقلية اليهودية، ومن بين المتسلطين في ايران نسبة كبيرة يعتبرون «فرس» وان انتسابهم لهذه الفئة التي سيطرت على الحكم حتى اوائل القرن العشرين تتميز بالمعارف والقدرات على الايرانيين العاديين والعرب.

ايران بين الدولتين المتعاقدتين برعاية صينية هي الدولة التي تحتاج الاتفاق وقد يؤدي استشعار هذه الوضعية الى كبح مؤيديها سواء في اليمن، او في لبنان والامتناع عن الاشتراك بالثورات الدينية في مختلف انحاء العالم.

العنصر الاخير والاكثر اهمية في انجاز الاتفاق ان الصين اكتسبت دور البلد الاهم انتاجيًا وتقنيًا من اي اقتصاد او بلد آخر، والولايات المتحدة، كما علق كثيرون من الكتاب الاكاديميين الاميركيين غير قادرة على تولج المركز القيادي في العالم اليوم، والولايات المتحدة كما دول اوروبا بحاجة للتعاون مع الصين، والرئيس الصيني اصبح المتحكم الاول في الاتفاق السعودي – الايراني، وهذا الواقع يدعو الى الاطمئنان.

The post اهمية الاتفاق السعودي – الايراني – الصيني appeared first on جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper.

التاريخ

المزيد من
المقالات